ٍَالرئيسية

أبو عامر العیساوی لـ تسنیم: الشهید سلیمانی اوصانا بالعمل على مصلحة العراق وساهم فی تحصین بغداد من السقوط بید داعش- الأخبار الشرق الأوسط

وجاءت تصريحات الحاج أبو عامر العيساوي خلال مقابلة خاصة مع  وكالة تسنيم الدولية للأنباء  بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد الشهيد الحاج قاسم سليماني، مؤكدا انه كان للشهيد سليماني دورا بارزا وكبيرا في تنمية فكر التحرر لدى الشباب العراقي، وكان يؤمن أن العراق يجب أن يكون قراره نابع من مصلحة الشعب العراقي وليس خاضع لأي أيدولوجيات حتى لو كانت إيرانية.

مضيفا: ما لمسناه هو أن قاسم سليماني لم يكن يفرض آراء على أحد، ولم يكن يفرض أيدولوجيات على أحد، وإنما كان يقدم مساعدات مستمرة لكل وطني حر يريد أن يبني بلده وكان يكرر ان ما ترونه في مصلحتكم وفي مصلحة العراقيين ومصلحة العراق، فهو الذي يجب ان يعمل به.

وأوضح العيساوي خلال مقابلته مع تسنيم ان علاقات الشهيد سليماني مع العراقيين ليست مختصرة على الشيعة فقط، بل كانت لديه علاقات وطيدة مع جميع المكونات السياسية العراقية.

وأشار القيادي في الحشد الشعبي العراقي الحاج أبو عامر العيساوي الى خطط الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفيقه الحاج أبو مهدي المهندس قبل سقوط الموصل بيد تنظيم داعش الإرهابي، وخططهم للحيلولة دون سقوط بغداد بيد الإرهابيين، قائلا: الحاج قاسم سليماني كان يؤكد دائما على أنه يجب عليكم الاستعداد لهذه المرحلة، لأن هناك أجهزة أمنية (أجنبية) تخطط لإسقاط الحكومة العراقية، وكان يقول أن الهدف الأساسي للجماعات الإرهابية هو بغداد، وعليكم أن تحصنوا طرق بغداد.

وفيمايلي تنشر وكالة تسنيم الدولية للأنباء المقابلة التي أجرتها مع القيادي في الحشد الشعبي العراقي الحاج أبو عامر العيساوي.       

 

 

.

 

 

تسنيم: حاج ابو عامر العيساوي حضرتك من الرعيل الأول للمجاهدين ياريت تحدثنا عن سيرتكم الجهادية وبداية تعرفكم على الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس رضوان الله عليهما.

العيساوي:بداية تعارفنا على الحاج قاسم وابو مهدي تعود لبعد عام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين وكنا مجموعة من الشباب تبنينا فكر المقاومة واخراج المحتل الأمريكي من العراق، وفي البداية كنا مجموعة بسيطة حاولنا قدر الإمكان، وبإمكانياتنا المحدودة وقدراتنا البسيطة، وبمعنويات عالية وإرادة صلبة التصدي لهذا العدوان، وتحرير العراق من براثن الاحتلال.

هنا كان اللقاء التاريخي مع الحاج قاسم سليماني الذي هو بدوره أيضا كان يبحث عن ناس يتبنون (المقاومة) أو يدعم الحركات الشبابية الموجودة، وبالفعل كان هناك عدة لقاءات متعددة، ووجدنا لديه فكرا نيرا وعقلا متحررا ولديه اندفاعة في الارادة وصدقا في النوايا والعقيدة، فاتخذناه قائدا في تلك المرحلة.
 

تسنيم: بالحديث عن فترة سقوط الطاغية صدام وما بعد هذه الفترة كيف لمستم دور الشهيد أبو مهدي المهندس وأيضا الشهيد قاسم سليماني في دعم حركات المقاومة؟

العيساوي:تلك المرحلة بشكل عام، هي مرحلة تغيير كامل في العراق، تغيير فكري، تغيير نظام، تغيير سياسة، تغيير اقتصاد البلد، كان العراق بشكل عام يتغير 180 درجة، بعد سقوط نظام صدام حسين كثرت في هذه الفترة القيادات، سواء السلبية أو الإيجابية، قيادات ضعيفة أو قيادات صغيرة، لكن أقول بضرس قاطع بأن قاسم سليماني كان له الدور الأبرز والأكبر بتنمية فكر التحرر لدى الشباب العراقي، التحرر من الرجعية، التحرر من الديكتاتورية، التحرر من الانصياع للاستعمار، والتفكير ببناء دولة ليس لبناء مجاميع أو أحزاب معينة، بل بناء دولة ذات سيادة، دولة مؤسسات، دولة لحفظ القانون وبناء دستور صحيح، وكان تأثير قاسم سليماني هو الدور الأبرز والأول لهذا الفكر، أن تشكل دولة قوية ذات سيادة، ذات قانون ودستور تحافظ على هذا البلد، وأن يكون عمل الحركات الوطنية الجهادية تحت سيادة هذه الدولة، وأن تكون سيادة وطنية صريحة وحقيقية تنبع من المجتمع العراقي.

تسنيم: إذن الحاج قاسم سليماني كان يؤمن بأن يكون العراق مستقلا بعيدا عن أي تأثير خارجي

العيساوي: الحاج قاسم سليماني كان يؤمن أن العراق يجب أن يكون بعيدا حتى عن التأثير الإيراني. نحن كنا قريبين عن فكر الحاج قاسم سليماني خلال حوالي 20 عام، ويقول يجب أن يكون القرار، قرارا عراقيا نابع من مصلحة الشعب العراقي وليس خاضع لأي أيدولوجيات حتى لو كانت إيرانية.

وهو يؤكد أن دور إيران هو دور مساعد وعنصر تقوية. وعندما كنا نسأله أنتم لماذا تقدمون المساعدات للعراق؟، هل تريدون أن تكون هناك وصايا إيرانية او نفوذ إيراني في العراق؟. كان يقول بشكل صادق ونحن لمسنا صدقه في هذه المقولة، بأنه من مصلحة إيران أن يكون لأبناء المنطقة، منطقة الشرق الأوسط، سيادة على أنفسهم وليس لإيران في هذه الدول من مصلحة خاصة.
 

تسنيم: إذن هذا الفكر ليس محصورا بالعراق وإنما كانت رؤية عامة لمنطقة الشرق الأوسط

العيساوي: نعم ولذلك نجد بأنه أثر على مناطق كثيرة، ودوره فعال في مناطق الشرق الأوسط بشكل عام. نحن نعتبر بأن قاسم سليماني هو الوجه الناصع للأدلوجية الإيرانية، ولا يوجد شخص قدر على أن يترجم حركة الثورة الإسلامية في إيران وأيدلوجية السيد الخميني رحمة الله عليه، مثل ما ترجمها قاسم سليماني.

ما لمسناه هو أن قاسم سليماني لم يكن يفرض آراء على أحد، ولم يكن يفرض أيدولوجيات على أحد، وإنما هو كان يقدم مساعدات مستمرة لكل وطني حر يريد أن يبني بلده.

الآن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم الكثير من المساعدات الى الدول، ومساعداتها تفوق ما تقدمه إيران بعشرات الأضعاف، لكنها تفرض الإرادة الأمريكية على هذه الدول التي تقدم لها تلك المساعدات، وتفرض شروط وتفرض قراراتها.

إيران لم تكن تعمل بهذه الطريقة، بل انها تقدم الدعم بالمجان وبدون أي مقابل ودون أن تطلب من احد الانصياع لأوامر معينة والواجه في الدعم الإيراني هو الحاج قاسم سليماني.
 

تسنيم: الحاج قاسم سليماني كان يتحرك على صعيد المقاومة ومقاومة الاحتلال الأمريكي وأيضا على الصعيد السياسي، وبعد عام 2003 ظهرت الكثير من الحركات السياسية. وبالتالي كان لكل طائفة او جهة حزب يمثلها. من خلال معرفتكم ومعايشتكم للحاج قاسم سليماني كيف كان يتواصل مع مختلف هذه الأحزاب، وكيف كان يحاول أو يسعى أن يوحدها لبناء ركائز قوية للدولة العراقية بعد 2003

العيساوي:قاسم سليماني لم يكن لديه اتصالات فقط مع حركات المقاومة الإسلامية في العراق، ولم تكن علاقاته محصورة فقط مع الحركات السياسية الشيعية. بل كان يتواصل مع الحركات السياسية السنية والحركات السياسية الكردية، وحتى بعض الديانات والطوائف الأخرى، وكان كلامه واضح وصادق مع الجميع، لم يكن لديه أي قضايا أخرى خلف الكواليس، وكان يؤكد على بناء دولة قوية (في العراق) ذات سيادة، تحفظ كرامة وحقوق جميع الطوائف العراقية في نفس الوقت.

وعلاقاته ليست مختصرة على الشيعة وهذا دليل على أنه لم يكن طائفياً، قاسم سليماني لم يكن طائفياً أبداً، لم يكن ينظر إلى الشيعة فقط دون غيرهم او ان ينظر فقط للمقاومة، كان ينظر إلى الكفاح السياسي والأخلاقي والفكري والديني، وكان يركز حتى ونحن في فترة الكفاح المسلح، ضد الاحتلال الأمريكي، وكان يركز على البناء الثقافي والبناء الفكري والبناء التنظيمي.

حاج قاسم سليماني لم يكن رجل معركة فقط، وهو أكثر من أثر في الواقع العراقي وواقع الشباب العراقي، وهو من الشجاعة كان لا يشق له غبار في ذلك.

اعتقد انه لا يوجد رجل في عامة الأمة الإسلامية يضاهي سليماني، وهذا مشهود له في المعارك والحروب والمقاومة. في مجال التنظيم السياسي والإداري لا يوجد الآن في الأمة الإسلامية أو في منطقة الشرق الأوسط رجل ممكن أن يؤثر على واقع الدول مثل ما أثر الحاج قاسم سليماني.
 

تسنيم: خلال هذه الفترة الزاخرة بالأحداث التي ذكرتها حضرتك، فقد كان الحاج قاسم سليماني على تواصل مع قوى المقاومة والقوى السياسية لبناء ركائز الدولة العراقية، ماذا عن دور الحاج أبو مهدي المهندس أيضا في تلك المرحلة؟

العيساوي:الحاج أبو مهدي المهندس كان له الدور الأبرز والأكثر في واقع العراق والداخل العراقي، لكن على مستوى دعم دول المنطقة فان الداعم الأساسي هو الحاج قاسم سليماني. وفي هذا السياق يوجد خطين موازيين، خط وطني داخل العراق يتبناه الحاج أبو مهدي المهندس، وخط أخر على مستوى المنطقة يمثله الحاج قاسم سليماني، بحيث ان نشاطه لم يختصر على دعم العراق فقط، بل كان ينشط في سوريا ولبنان وعلى الساحة الفلسطينية وفي دول أخرى، في اطار دعم مشروع المقاومة.

تسنيم: اذن كان الحاج أبو مهدي المهندس يتواصل مع القوى السياسية بمختلف ألوانها رغم أنه لم يكن في موقع سياسي؟

العيساوي:في الواقع أبو مهدي المهندس كان له تأثير سياسي على كل المتغيرات والأحزاب السياسية، سواء السنية أو الشيعية أو الكردية.

تسنيم: ذكرت أن الحاج قاسم سليماني لم يكن يفرض الرؤية الإيرانية أو الإرادة الإيرانية وإنما كان يسعى لمساعدة العراق على بناء دولة مستقلة بعد عام 2003، طيب إذا في يوم من الأيام حدث تقاطع في الرؤى، كيف كان يتعامل الحاج قاسم مع هذا الموضوع؟

العيساوي:هذا حصل كثير. قاسم سليماني كان يقول بشكل مباشر وصريح ومتكرر، بأن القرار هو قرار عراقي، ما ترونه في مصلحتكم وفي مصلحة العراقيين ومصلحة العراق، فهو الذي يجب ان يعمل به، وأنا عنصر مساعد وداعم لكم في كل شيء، حتى وإن تقاطع مع المصلحة الإيرانية.

وكان يقول ان الشأن العراقي، هو قضية خاصة بكم وما ترونه في مصلحة بلدكم اعملوا به، سواء قرار وقف اطلاق النار أو قرار الاستمرار بالدفاع والجهاد ضد المحتل، فهذا قرار خاص بكم. وكذلك في القرارات السياسية ايضا الامر هو هكذا. في القرارات السياسية لما تكون هناك تحالفات مع بعض القوى خارج اطار الشيعة سواء الكرد أو السنة، كان الشهيد سليماني يقول دائما، هذا قرار خاص بكم أنتم. ويقول اعملوا ما فيه مصلحة العراق.
 

تسنيم: العراق مر بمنعطفات أمنية خطيرة بعد عام 2003 وظهور العصابات الإرهابية منها القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية الاخرى، كيف كان دور الشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس في التصدي للمشروع الإرهابي أنذاك الذي شهده العراق في عام 2005 و2006 و2007 والذي اراد اسقاط لنظام السياسي وأجهاض العملية السياسية في البلاد؟

العيساوي:نحن مررنا بمرحلتين. مرحلة ما قبل داعش ومرحلة داعش. نظرية الحاج قاسم سليماني تقول ان المقاومة تتصدى للمحتل الأجنبي فقط، يعني نحن كنا مقاومة لا نتدخل في الشأن الداخلي العراقي ولا نتدخل بالقضايا الطائفية بين السنة والشيعة وما إلى ذلك. الدولة ومؤسسات الدولة من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى هي التي تتصدى للتنظيمات الإرهابية على شكل تنظيم القاعدة. تنظيم القاعدة والكثير من الحركات الإرهابية التي كانت موجودة في العراق، كانت منظومات الدولة الرسمية هي التي تتصدى لها في ذلك الوقت. مثل الجيش والشرطة وباقي الوكالات الأمنية. والحاج قاسم سليماني داعم لكل هذه الدوائر الأمنية، سواء من ناحية التسليح او من ناحية الدعم المادي او من ناحية المشورة الأمنية والمعلومات الاستخبارية، بحيث كانت كل إمكانية الدولة الإيرانية مسخرة لدعم الدولة العراقية للتصدي للعمليات الأرهابية.

تسنيم: ربما كانت هناك قراءة مسبقة للحاج قاسم سليماني بأن هذه التنظيمات الارهابية من المحتمل أنها مدعومة من أمريكا لإشغال المقاومة العراقية عن استهداف المحتل الأمريكي، بالتالي لم تسقط المقاومة بهذا الفخ وبقى عملها مفصولا باتجاه أمريكا

العيساوي:من المؤكد ان التنظيمات الإرهابية هي أجندة خارجية مدعومة من الدول الاستعمارية لجر المقاومة إلى صراع داخلي عراقي- عراقي. وهذا ما كنا نخشاه دائما لذلك كان توجهنا مصبوب على محاربة المحتل الأمريكي وعدم الوقوع في صراع طائفي.

تسنيم: هل كنتم تعرضون خططكم على الحاج قاسم سليماني في المعارك وخلال التصدي ضد الجماعات الإرهابية؟

العيساوي:نحن نعرض على الحاج قاسم سليماني، والحاج قاسم سليماني لم يكن هو صاحب القرار، نحن أصحاب القرار وهذه هي نظريته، وهو داعم لنا في ذلك. نظريتنا دائما ترتكز على أن المقاومة هي تواجه المحتل الأجنبي الذي يريد أن يفرض هيمنته على الدولة، أما القضايا الداخلية نتركها للأجهزة الأمنية المكلفة بهذا العمل، نحن لا ندخل في صراع داخلي مع أبناء الشعب حتى وإن كانوا إرهابيين أو ان افكارهم غير مطابقة لنا، ونرجع في ذلك الى القانون ودستور الدولة.

تسنيم: في تلك الفترة كانت هناك تناحرات سياسية واختلافات في المواقف إزاء الكثير من القضايا، وحتى الأحزاب الشيعية كانت فيما بينها انقسامات، هل عمل الحاج قاسم على توحيد المواقف وتوحيد الخطاب للوصول الى رؤية وطنية موحدة؟ كيف تصف دور الحاج قاسم على الصعيد السياسي؟

العيساوي:الحاج قاسم سليماني كان يعتبر صمام أمان لجميع الحركات والأحزاب العراقية، لأنه دائما كان يحث على الوحدة وهو كان بمثابة عنصر ثقة عند جميع التيارات والاحزاب السياسية.

تسنيم: هل انه كان يحظى بهذه المكانة حتى من قبل الشخصيات والأحزاب التي كانت تنتقده في الإعلام؟

العيساوي:الكثير من الأحزاب التي كانت تنتقد الحاج قاسم سليماني، كان لها ارتباط معه، الكثير من الأخوان الأكراد والحزبين الكرديين الرئيسيين، كان لهم علاقة قوية معه، وكان تأثير الحاج قاسم سليماني كبير عليهم، وكان دائما يحث على قضية واحدة بأن يجب عليكم أن تتحدوا وأن يكون قراركم وطني، ويؤكد ان الفتنة والخلافات أو النزاعات بين الأحزاب، هي صناعة المحتل وليس من مصلحة العراق.

تسنيم: هل كان للحاج قاسم سليماني حضور لدعم الحكومة  والقوات الأمنية العراقية ما قبل الفتوى وقبل تشكيل الحشد الشعبي؟

العيساوي:طبعا كان له حضور فعال قبل أحداث سقوط الموصل، وكانت لدينا معلومات من الشهر الأول لعام 2014 بأن الأحداث سوف تؤدي الى سقوط مدينة الموصل. وكان هذا الكلام تداول في الأجهزة الأمنية. فالحاج قاسم سليماني دائما كان يؤكد على أنه يجب عليكم الاستعداد لهذه المرحلة، لأن هناك أجهزة أمنية (أجنبية) تخطط لإسقاط الحكومة (العراقية)، وهناك معلومات استخباراتية موجودة وإمكانيات موجودة وأسلحة تتدفق للعراق، ومسلحين وإرهابيين يتدفقون بنسبة كبيرة واعداد ضخمة إلى مدينة الموصل، وبعض المدن الأخرى وأن الوضع خطير جدا وعليكم الاستعداد، لكن لم تكن هناك استجابة من قبل الدولة في تلك الفترة.
 

تسنيم: أنتم كحركات مقاومة كيف كانت استعداداتكم؟

العيساوي: كانت استعداداتنا كبيرة جدا وهذا ما انقذ بغداد. ونعلنها للعالم أجمع أنه نحن في الشهر الرابع، كان الإرهابيون على مشارف أبواب بغداد في مدينة الفلوجة. وكنا نعلم يقينا بأن الإرهابيين كان هدفهم الأساسي بغداد وليس الموصل. كانت المخططات تشير إلى أنه في شهر حزيران من عام2014 الهجمة ستكون على بغداد وستكون من محور الفلوجة.

فتدخلت المقاومة وحصلت معارك كثيرة في هذه الفترة، وكان لنا شرف المساهمة وشرف الإصابة في يوم 3 شهر 4 عام 2014 قبل سقوط الموصل بشهرين، وثبّتنا قوة كبيرة جدا من فصائل المقاومة مع الجيش العراقي والأجهزة الأمنية الأخرى في منطقة معسكر طارق والهيتاويين وجسر التفاحة في تلك الفترة، وكان للحاج قاسم حضور دائم وكان يقول أن الهدف الأساسي للجماعات الإرهابية هو بغداد، وعليكم أن تحصنوا طرق بغداد.

تسنيم: وهل ساهم الحاج قاسم سليماني برسم الخطة وبرسم الرؤية الاستراتيجية لعدم سقوط بغداد؟

العيساوي:أكيد، وكان يقول أن الهدف الأساسي بغداد وإذا أوقفناهم عن بغداد، ستتحول المعركة إلى الموصل، لكن الإدارة العسكرية الأمنية في تلك المنطقة وخاصة اللجنة الأمنية العليا في الموصل لم تأخذ بنظر الاعتبار أو تأخذ الأمور بجدية واضحة.

تسنيم: هل حاول الحاج قاسم والحاج أبو مهدي التواصل مع الحكومة المحلية في الموصل أنذاك؟

العيساوي:كثيرا . لكن لم تكن هناك استجابات، أو ان الاستجابات ليست بمستوى الهجمة الموجودة. الاستعدادات لم تكن موجودة بشكل صحيح، وحتى طلبنا من الحكومة السابقة في ذلك الوقت أن نتحول نحن إلى مدينة الموصل، لكن لم تكن هناك استجابة من الحكومة في ذلك الوقت. ولعله كان ذلك بسبب اعتبارات سياسية او لاعتبارات تدخل فيها دول أخرى، لكن أصررنا على أن نحافظ على بغداد بالدرجة الأولى لأن بغداد هي العاصمة.

/انتهى/

المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-01-05 15:19:39
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى