تحقيقات - ملفات

سلاسل التوريد: التحدي العالمي الراهن والمستقبلي

من أهم تداعيات جائحة وباء كورونا، ومن بعدها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تسليط الضوء أكثر فأكثر، على الأهمية الكبيرة والاستراتيجية لسلاسل التوريد، لا سيما في تأثيرها على اقتصاد الدول.

فهذه السلسلة تساعد في جعل المنشآت الاقتصادية بمختلف أنواعها، أكثر كفاءة وربحية، من خلال خفض التكاليف المختلفة، وتشجع الشركات على التوسع في الأسواق الدولية. لذلك برزت الحاجة لدى الدول والشركات الكبرى، الى ضمان عمل الشبكات الدولية بسلاسة، كي لا يتضرر الاقتصاد خصوصاً في أوقات الازمات الدولية الكبرى.

ففي دراسة أجرتها وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية (CISA) في تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2020، لدراسة الاضطرابات في سلسلة التوريد العالمية نتيجة جائحة كوفيد – 19، والتي شملت 450 مديراً تنفيذياً لشركات صناعية. تبين معها أن ما نسبته 62 % من هذه الشركات، قد عانت من اضطرابات في سلسلة التوريد، تراوحت ما بين 20 الى 80% من الحجم الإجمالي.

ماذا تتضمن هذه السلاسل؟

_ مسارات نقل المواد الخام والأولية وتحويلها إلى منتجات نهائية.

_مسارات نقل المنتجات إلى مواقع التوزيع.

_توزيع المنتجات على العملاء.

_تنسيق عمل الموردين والمصنعين والبائعين والمستودعات وشركاء النقل وتجار الجملة وتجار التجزئة.

_إدارة الخدمات اللوجستية لتطوير المنتجات والتسويق والتمويل وخدمة العملاء والعمليات التجارية والتوزيع.

6 طرق لتحسين سلاسل التوريد العالمية

بحسب تقرير أهده مركز بروكينغز الأمريكي، فإن هناك 6 طرق لتحسين سلاسل التوريد العالمية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، والتي يمكن تعميمها على بقية الدول أيضاً:

1)تعزيز الإنتاج المحلي:

من خلال دعم الإنتاج المحلي أو على الأقل ضمان حصول الإنتاج في البلدان الصديقة والقريبة، بحيث لا يمر الإنتاج بأوقات نقل طويلة أو يعاني من مشاكل تتعلق بالأمن أو السلامة.

وهذا ما يمكن تطبيقه أيضاً على صعيد محور المقاومة، بحيث يتم العمل على إيجاد مشاريع إنتاجية في كل من لبنان وسوريا والعراق وإيران، بما يساهم في خلق سلسلة توريد وانتاج خاصة بهذه الدول فقط.

2)تخفيف ازدحام النقل:

وهنا أشار الكاتب الى أن اختناقات النقل في السنوات الأخيرة قد أدت إلى تعقيد لوجستيات التوزيع. بحيث كان هناك العديد من التقارير التي تتحدث عن تعطل الموانئ ونقص صندوق الحاويات وزيادة الأسعار في المجالات الرئيسية. مشيراً الى الشكاوى التي طالت ارتفاع تكلفة الشحن من 4 آلاف دولار لكل حاوية، الى 4 و5 أضعافها لكي تصل الى 15 ألف أو 20 ألف دولار لكل واحدة.

3)إعطاء الأولوية للصحة العامة:

بحيث تكون الأولوية للاهتمام في القطاعات المتعلقة بها، بأن تكون حاضرة وقادرة على التعامل مع أي جائحة عالمية ككوفيد -19، من خلال تأمين سلاسل التوريد الخاصة بها.

4)إدارة نقص العمالة:

تأمين اليد العاملة الكافية والمتمكنة من تأميل سلاسة وانسيابية العمل في سلاسل التوريد هذه من الإنتاج الى المستهلك.

5)محاربة الممارسات المناهضة للمنافسة:

وهنا طرح الكاتب مشكلة احتكار بعض الشركات لسوق سلعة معينة، مثلما حصل في قطاع حليب الأطفال الأمريكي، حيث تنتج 4 شركات هناك ما نسبته 90%. لذلك عندما تم إغلاق إحدى الشركات بسبب تفشي العدوى في أحد مصانعها، أدّى الى حصول نقص لهذه السلعة بشكل كبير في الأسواق، والذي استمر لعدة أشهر.

وهذا ما يشبه الى حد كبير ما حصل في لبنان، في قضية رفع الدعم عن المنتجات الغذائية والطبية.

6)تخفيف التوترات الجيوسياسية: التي تعد أحد أهم وأبرز الأسباب في تعطل وتضرر سلاسل التوريد في العالم، لا سيما فيما يتعلق بالطاقة والنقل.


الكاتب: علي نور الدين-الخنادق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى