شدّ الحبال يُلعب على الحافة… فمن يدفش الآخر الى كعب المهوار؟
كتب شادي هيلانة في وكالة “أخبار اليوم”:
لفتت مصادر وزارية الى “انّ المعطيات تفيد بانعدام أي أفق عملي وواضح لاستئناف عملية التأليف الحكومي في ظلّ القطيعة بين الرئيس ميشال عون وفريقه السياسي (التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل) من جهة، وبين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى”.
انّ عدم التوافق بأي شكل من الاشكال على حكومة انقاذية، الى جانب نسف كل المحاولات، ما هي الا محاولة مكشوفة تضعنا امام الخيار الوحيد: “التمديد للمجلس النيابي الحالي”.
وعلى رغم الاصوات الرافضة والمعارضة الشديدة للتمديد، لكنّ اللاعبين متفقون على ارساء الوضع السياسي الحالي في خانة الجمود، لحين نضوج تسوية اقليمية ما، تضع خارطة طريق لأطراف سياسية معروفة، بالتالي انّ شدّ الحبال يُلعب لغاية في نفس يعقوب، وفي الوقت غير المسموح، على حافة “مهوار” اقتصادي اجتماعي مالي مرير، في ظلّ حكومة تصريف اعمال عازلة نفسها وبحكمٍ مُبرم، هو امرٌ لم يعد ّبالامكان تبريره ولا قبولهُ.وكل هذا في ظل مرحلة إقليمية – دولية تتسم بالغموض فيما يتعلّق بمستقبل أزمات المنطقة، والمشهد الداخلي الذي يزداد تأزماً، من الفوضى الأهلية، مروراً بالفلتان الأمني على محطات الوقود والحوادث الفردية، دخلَت هذه الطبقة في نومٍ عميقٍ بعد قصف البيانات، وخلق جبهات جديدة بين اصحاب “القلوب الملآنة”، هم يعتقدون أنّ البلاد في مرحلة عادية وليسَت بحاجة إلى أي جهد استثنائي، كما لو أنّ عندها ترف الوقت والمناورة والانتظار أو المراهنة على تطورات الخارج، وترك البلاد بلا قيادة.
واثرت التطورات الاخيرة من التراشق الإعلامي بشكل ملحوظ، بحسب ما كشفتهُ مصادر وزارية لوكالة “اخبار اليوم”، “انّ جموداً على مستوى الاتصالات، ولا أحد يتحدث مع أحد، فبعد بيانات رئاسة الجمهورية والبيانات المضادة من رئاسة المجلس، لم يُسجّل أي تواصل بينَ القوى السياسية”.
ولفتت الى “انّ المعطيات تفيد بانعدام أي أفق عملي وواضح لاستئناف عملية التأليف الحكومي في ظلّ القطيعة بين الرئيس ميشال عون وفريقه السياسي (التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل) من جهة، وبين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى”.
وابدت المصادر استغرابها، بعد الدخول المُستجد لرئيس المجلس النيابي نبيه بري الى حلبة الصراع، من مستوى خطاب عالي السقف الذي قد يقضي على شعرة معاوية بين الطرفين، والتي ظهرت بعد جهود جبّارة في اطار محاولة للم شمل الحريري وعون.
لكن فجأة بسحر ساحر تأزمت الامور، وبات من الصعب خلق اية مبادرة لرأب الصدع، حيث اكدت المصادر عينها “انّ هذه من النوادر ما تحصل مع المايسترو وصاحب الحنكة في السياسة”. ودعت الى حوار وطني شامل، في مكان محايد يفضي إلى حلول عاجلة للأزمة التي تمر بها البلاد، مشيرة الى ضرورة “أن يكون عنوانه الأساسي الأولويات الاقتصادية والاجتماعية وسبيل تحقيقها ضمانا لأمن وطننا ونجاح مسارنا وتحسين ظروف عيشنا.” واستطردت مذكّرة بقول لافلاطون: “نحن مجانين اذا لم نستطع انّ نفكر، ومتعصبون اذا لم نرد ان نفكر، وعبيد اذا لم نجرؤ انّ نفكر”.
وختمت: فهل من يفكر عند المؤتمنين على مستقبل لبنان وشعبه؟!