انتفاضة بلا معنى أو أفق
تحت العنوان أعلاه، كتب بيوتر سكوروبوغاتي، في “إكسبرت أونلاين”، حول الجدوى من موجة التصعيد الجديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وجاء في المقال: قد يكون التصعيد الحالي مفيدا للعديد من اللاعبين الكبار في وقت واحد، ما لا يعني بالطبع أن العنف تم تحريضه بشكل مصطنع.
أولاً، يمكن أن تكون هذه الحرب الدورية مع إسرائيل مفيدة للقوى السياسية الداخلية في فلسطين مثلها مثل عدد من السياسيين الإسرائيليين رفيعي المستوى؛
ثانيا، يعتقد العديد من الخبراء بأن مصالح القادة الفلسطينيين والإسرائيليين توافقت في مجال السياسة الخارجية. فكل من فلسطين وإسرائيل على استعداد لكسب الاهتمام والمزايا من الولايات المتحدة من صراعهما المديد.
لكن هناك طرفا ثالثا، وهذا هو كاردينال الظل المألوف في المنطقة، أي إيران الشيعية، التي أصبحت تقريباً الحامي الرئيس للفلسطينيين السنة.
وكما كان متوقعا، انضمت تركيا أيضا إلى اللعبة، طامعة بدور زعامة العالم الإسلامي. حتى الآن، تنشط تركيا على الجبهة الدبلوماسية، وتجري مفاوضات وتستعرض هيمنتها على الملأ. لكن من يعرف الأتراك يدرك أنهم يمكن أن ينتقلوا بسهولة من الكلمات إلى توريد الأسلحة أو المرتزقة السوريين إلى فلسطين، على سبيل المثال.
الخاسرون الأكيدون والمتعمدون في هذا الصراع هم الإسرائيليون والعرب البسطاء، وخاصة الشارع الغاضب، والشباب الحار العاطل عن العمل الذي يتم التلاعب به ودفعه إلى العدوانية.
الصراع الحالي أكثر عبثية من كل الصراعات السابقة. حماس، بصواريخها شبه يدوية الصنع، لن تلحق أضرارا كبيرة بإسرائيل، وقد لا تصمد أمام عملية برية إسرائيلية. وعلى الرغم من حقيقة أن الفلسطينيين فقدوا منذ فترة طويلة دعم الدول العربية، إلا أن لديهم مفترسين جيوسياسيين، هما تركيا وإيران، الحالمين بتحويل فلسطين إلى ساحة حرب ضد إسرائيل، ما سيضعف بشكل جدي موقف الدولة اليهودية في المنطقة.
لكن الإسرائيليين لن يحلوا أي شيء بعملية برية، كما لم يحلوا شيئا عبرها من قبل.
أي حلول عسكرية للقضية العربية الإسرائيلية يمكن تعليلها فقط باعتبارات سياسية انتهازية، وكذلك بعدم رغبة النخب المحلية في فقدان مواقعها والبحث عن صيغ دبلوماسية للتسوية.