هل يدفع قرار رفع الدعم الى تسهيل ولادة الحكومة… ام يُعقده ؟
ابتسام شديد- الديار
لم يسرق المشهد السياسي الذي توزع على نقطتي رفع الدعم وجلسة الحصانة في الأونيسكو وما رافقها من تصعيد في الشارع لأهل الضحايا، النظر والاهتمام عن الموضوع الحكومي، اذ أجمعت مواقف القوى السياسيةعلى اعتبار ان قرار رفع الدعم قد يمهد لولادة الحكومة بمعنى ان يكون الرئيس المكلف قد ارتاح من قنبلة الدعم ليكون عليه ان يعالج تداعياتها في المرحلة اللاحقة بتوفير البطاقة التموينية ومقومات صمود الفئات الشهبية المتضررة من آلية رفع الدعم، اذ يسود الاعتقاد ان رفع الدعم اليوم قبل التأليف يشكل عامل مسهّل لولادة حكومة انقاذية يخدم بشكل مباشر الرئيس المكلف الذي سيكون امام مواجهة التداعيات فقط .
«فزاعة» الدعم أخافت كل رئيس حكومة سواء كان معينا او مشروع مرشح ومكلف، والرئيس ميقاتي واحد ممن يخشون مواجهة استحقاق رفع الدعم والخوف من ان تنفجر الأزمة الاجتماعية في وجهه.
وعليه ترى مصادر سياسية ان ميقاتي امام خيارين في شأن المضي في التأليف، فاما يقبل تجرّع كأس الدعم ويكمل مفاوضات التأليف محققا مكاسب لمصلحة فريقه السياسي، وإما يقدم على تراجعات معينة وتنازلات لمصلحة التأليف وتولّي مهمة وقف المزيد من الانهيار.
ترجح المصادر ان تكون الأمور ماضية نحو التشكيل نتيجة اتفاق مسبق بين بعبدا والرئيس المكلف على عدد من التفاصيل، على ان تسير الأمور من دون شروط وبمعزل عن الاشتباك لمواكبة الأزمة، بعد ان دخلت البلاد مرحلة جهنم وما يفرض بالحد الأدنى على الرئيس عون وميقاتي مقاربته بتفاهم لتفادي الضربات وترددات خطة رفع الدعم، ولعل أول مؤشرات التوافق يتمثل بما حكي عن اتفاق على اسم الوزير السني لحقيبة الداخلية بين رئيس الجمهورية وميقاتي.
بناء على التطورات الأمنية الأسبوع الماضي والمعطوفة على قنبلة، تتخوف المصادر من سيناريوهات صعبة اذا لم تؤلف الحكومة ، حيث تتابع العواصم الغربية بقلق أحداث الشارع وردات الفعل وسط مؤشرات بأن يؤدي رفع الدعم الى انفلاش الوضع وحصول فلتان أمني وعدم القدرة على ضبط الشارع نتيجة فقدان الدواء والمحروقات، وإمكانية انتقال كرة النار الى المؤسسات والمقرات الرسمية.
أجواء المقربين من بيت الوسط لا تتحدث عن أجواء ايجابية وتفاؤلية، المشكلة كما تقول مصادر «المستقبل» لا تتعلق بالأسماء والحقائب فقط، بل تتعدى ذلك الى من يدير الحكومة، فالخلاف مع سعد الحريري تركز حول التعطيل وووضع العصي في طريق التأليف، والتيار الوطني الحر لا يريد الا حكومة بمواصفات جبران باسيل، فيما المطلوب حكومة بمواصفات فرنسية وما يريده صندوق النقد من اصلاحات.
مهمة التأليف بعد رفع الدعم يصعب التنبؤ بمسارها، من دون شك فان ميقاتي يواجه الانهيار والتصلب السعودي، فالمملكة لم تعط الموافقة الكاملة المطلوبة على التكليف، والعقد الداخلية لا يستهان بها وهي الأساس، ميقاتي في مواجهة مع مخلفات قرار رفع الدعم والانهيار الكبير، ومع أطراف الداخل ومواجهة قضايا كبيرة بحجم انفجار مرفأ بيروت. فثمة من يتحدث عن ان ميقاتي يكون بعيدا عن مرمى نيران المجتمع المدني والانتفاضة الشعبية ، كما يواجه من داخل الحكومة محاولات الاستئثار وبسط سيطرة فريق معين على الحكومة ، وسيكون بالتالي الوضع لاحقا امام عقد حكومية كبيرة لا تقل عما هو حاصل اليوم.