هكذا بنت حماس قدرة فعلية لتهديد “غوش دان” ومطار بن غوريون
يديعوت أحرونوت – رون بن يشاي/ معلق الشؤون الامنية والعسكرية
فشل المفهوم والمفاجأة من الصواريخ التي أطلقت من غزة يراه الإيرانيون _ الذين يستطيعون أن يلحقوا ضررا أكبر بكثير بإسرائيل. فقدان السيطرة مقابل الهائجين العرب داخل البلاد يظهر إلى أين جرنا حكم من ينشغل بكرسيه.
منذ مساء يوم الاثنين، وحماس تفاجئ إسرائيل مرة بعد أخرى وهذا ما يجب أن يقلقنا. إطلاق الصواريخ الكثيف باتجاه تل أبيب أمس (الثلاثاء) كان استمرار مباشر لقرار حماس إطلاق صواريخ نحو القدس. في كلا الحالتين هو إثبات على أن قوة الردع مقابل “المخربين” في غزة تآكلت بالكامل، وهذه مشكلة استراتيجية يجب معالجتها على وجه السرعة، وإلا فإنّ الإيرانيين ونصرالله قد يتوصلون إلى خلاصة أن ما قدرت حماس على فعله لإسرائيل، هم يقدرون على فعله أيضا_ مع ضرر مضاعف آلاف النسب.
إطلاق الصواريخ أمس على الوسط وهشارون أوضح أنه كان هناك تقدير استخباراتي ناقص فيما يخص القدرة الصاروخية التي راكمتها حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في غزة خلال السبع سنوات منذ عملية الجرف الصلب. كان هناك توجه في الجيش الإسرائيلي، كذلك لدى المستوى السياسي والإعلامي، للاستهانة بقدرة إطلاق الصواريخ الثقيلة للمدى البعيد. وأمس إسرائيل تفاجأت.
ما يفاجئ ويقلق أكثر من كل هذا هو الدّقة. في الماضي أطلقوا من غزة صواريخ بعيدة المدى وحتى أنها وصلت إلى حد الخضيرة، لكن لم تكن دقيقة جداً وأغلبيتها سقطت في البحر. كان هناك صواريخ في المعارك السابقة مع غزة انفجرت في الجو. أمس كانت صواريخ لديها رؤوس حربية ثقيلة، والأهم _ دقيقة إلى درجة أننا لم نقدّر أنهم يمتلكونها.
من المحتمل أن هناك احد ما في الجيش، في شعبة الاستخبارات أو في الشاباك، سيدّعي أن الجيش علِم ولم يشكل الأمر مفاجأة. ربما يكون صادقا حتى، ولكن لم تكن هذه الرسالة التي بثّها الجيش في السنوات الماضية إلى السكان المدنيين. التقدير كان أن الغزاويين ما زالوا في مراحل بدائية جدا بعلم الصواريخ، ولذلك يطورون ويشترون قطع جوية غير مأهولة ووسائل أخرى. أمس ما عرفناه مغايرا _ ولذلك كان ينبغي إعداد المواطنين، على الأقل من ناحية الوعي. لأن الأمر كان يمكن أن ينتهي بشكل أسوأ بكثير من ناحية المصابين _ ولكن على مستوى الوعي هذه ضربة لإسرائيل وانجاز آخر لحماس والجهاد الإسلامي.