تحقيقات - ملفات

“لعبة” الدولار: تطبيقات وهمية وأيادٍ خفية

 

خالد أبو شقرا-نداء الوطن

الارتفاع غير المستغرب لسعر صرف الدولار من قبل المواطنين، أثار حفيظة الصرافين “العاديين”. فبحسب مصادرهم أنهم تداولوا طيلة نهار أمس الأول بالدولار بيعاً وشراءً، وفق هامش تراوح بين 8800 و8950 ليرة، قبل أن يتخطى في ساعات المساء 9000 ليرة، ليعود ويفتتح السوق البارحة على سعر 9400 ليرة، ما ألحق بالعديد من الصرافين الذين باعوا قبل ساعات كميات من العملة الصعبة خسارة صافية بقيمة نحو 500 ليرة للدولار الواحد، فضلاً عما خلفه هذا الارتفاع من بلبلة بين التجار والمستهلكين.

وإذ لا يجد أي من المعنيين سبباً مباشراً يدفع إلى هذا الارتفاع المفاجئ في سوق الصرف، يعتبر أحد الصرافين أنّ “application” سعر الصرف على الهواتف الخلوية “خربت الدني”، موضحاً أنّ “الزبون يدخل علينا وبنيّته بيع الدولارعلى 9400 ليرة لأنه السعر الذي تؤشر إليه التطبيقات، وبالتالي عند الشراء على هذا السعر نضطر إلى رفع سعر البيع”.

بالإضافة إلى لعبة “التطبيقات” الوهمية، هناك أكثر من سبب فعلي يدفع إلى ارتفاع سعر صرف الدولار، ومنها برأي الصرافين: “الإقفال العام وما رافقه من إنخفاض في العرض، خصوصاً من جانب اللبنانيين المغتربين والسياح العرب من الجنسيات العراقية واليمنية والليبية، الذين يقصدون لبنان للإستشفاء، بالإضافة إلى أنّ الوضع السياسي المبهم يزيد من اعتقاد المواطنين بحتمية ارتفاع سعر صرف الدولار، فيحجمون عن بيعه بانتظار ارتفاعه أكثر”.

وإلى جانب عناصر السوق الموضوعية المتصلة بالعرض والطلب، يعتقد الكثير من الصرافين أنّ “أيادي خفية تتحكم بالتطبيقات عن بُعد لغايات سياسية، فيجري خفض الدولار ورفعه، تبعاً لبوصلة معروفة الأهداف”، بغضّ النظر عن مخاطر هذه العملية على أمن المواطنين المعيشي، وقدرة البلد الاقتصادية على التحمّل، خصوصاً أنّ الدولار يشبه في لبنان مختلف السلع، متى ارتفع لا يعود الى الإنخفاض بسهولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى