“الثورة” تعود السبت من باب الذكرى والحنين
مريم سيف الدين-نداء الوطن
بمناسبة مرور سنة على ذكرى “17 تشرين”، يوم انتفض لبنان على السلطة من شماله إلى جنوبه، تنظّم مجموعات الانتفاضة مسيرات عدة للتأكيد أن “المواجهة مستمرة”. وهو العنوان الذي اختاره تحالف مجموعات تحت اسم “المبادرة درابزين 17 تشرين” للتأكيد على استمرارية الثورة، على الرغم من شبه غياب التحركات الاحتجاجية وهدوء الشارع.
وستجول المسيرات في ساحات المناطق من الجنوب إلى الشمال، وفي بيروت متنقلة بين الأماكن التي باتت لها رمزية بالنسبة للثوار، وصولاً إلى مرفأ بيروت الذي بات الرّمز الأبرز بعد 4 آب، حيث هزّ انفجار العاصمة ومحيطها، مبيّناً حجم استخفاف السلطة بأرواح مواطنيها ومدى قدرتها على الإجرام بحقهم والاستمرار وكأن شيئاً لم يكن.
تظهر الدعوات وكأن المجموعات تحاول إعادة الروح إلى الساحات من خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى. بعدما تركت الساحة السياسية مجدداً للاعبيها التقليديين وغاب ضغط الشارع. مجموعات كثيرة ستشارك في إحياء الذكرى. يؤكد ماهر أبو شقرا من “لحقي” لـ”نداء الوطن” مشاركة التنظيم الذي كان أول الداعين في “17 تشرين” الماضي. لكن أبو شقرا مدرك بأن الناس تتحرك عندما تتوافر شروط ملائمة للتحرك و”لا تستنهض أوتوماتيكياً، توافر الشروط يشكل لحظة مناسبة يتم رصدها والعمل على أساسها كما حصل في 17 تشرين، حيث دعت لحقي الناس، فهي لم تشعل الثورة بل ساهمت بتوجيه المومنتوم”.
وبالنسبة إلى المرصد الشعبي لمحاربة الفساد، فالدعوة ليست لمجرد إحياء ذكرى، بل يراها مناسبة للتأكيد مجدداً على الثوابت والاستمرار في الشارع واستكمال كل ما حصل من تحركات، وفق ما يقول هادي منلا لـ”نداء الوطن”. فالمرصد لا يعتبر بأنه توقف عن التحرك.
وتحاول المسيرات التي ستجوب المناطق استهداف ما يعتبره الداعون مفاصل الأزمة التي يعاني منها المواطنون، والمتسببين بها. وستنطلق مسيرة السبت من ساحة الشهداء لرمزيتها، باعتبارها الساحة التي تجمع كل الناس، وتسير باتجاه جمعية المصارف لتحميلها مسؤوليتها عن الأزمة الاقتصادية. وستكمل المسيرة طريقها عبر جسر الرينغ باتجاه مصرف لبنان. من ثم ستعود إلى محيط مجلس النواب مروراً بوزارة الداخلية تنديداً بالقمع الذي ارتكب بحق المتظاهرين، “هكذا يكتمل الثلاثي الجهنّمي: السلطة السياسية، المصارف، وحاكمية مصرف لبنان. الثلاثي الذي نرى أنه سبب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها البلد”، يقول منلا. وستتوجه المسيرة باتجاه مرفأ بيروت، حيث وقعت جريمة انفجار 4 آب، للتأكيد على مطلب العدالة ومحاسبة المجرمين الذين تسببوا بها.
وفي حين يشهد لبنان انتشاراً كبيراً لوباء “كورونا”، سيشكل الأمر عائقاً أمام الدعوات وسيحدّ من عدد المشاركين. فالوباء لعب دوراً مساعداً لحكومة حسان دياب في قمع المتظاهرين وإبقائهم في منازلهم وتجنّب التجمعات. ويرى منلا أن العدد سيكون رهناً بمزاجية الناس وأوضاعها الاقتصادية، “السلطة خلقت اليأس لدفع الناس للاستسلام بعد ان تجاهلت مطالبهم وأظهرت استعدادها لأخذ البلد إلى حرب أهلية واستنهضت الخلافات الطائفية”. ولأن قوة انتفاضة تشرين امتدت على مساحة الوطن، فإن الاحتفال بالمناسبة ستحييه المناطق أيضاً، من الجنوب في ساحة الثورة في النبطية وساحة العلم في صور، حيث تظاهر الثوار رغم تعرضهم للتهديد والاعتداءات، وصولاً الى طرابلس التي لقبت بـ”عروس الثورة” والتي استمرت الاحتجاجات فيها بزخم كبير حتى بعد تراجعها في بيروت. مروراً بجونية وبعلبك وزحلة وصيدا وعاليه وغيرها من المناطق.