تحقيقات - ملفات

الشالوم السوري ليس في عهد الأسد

بقلم: فايز شناني
أرجّح بل أجزم أن الحرائق التي طالت الغابات الحراجية والأراضي الزراعية في عدد من المدن السورية وخاصة الساحلية كانت بفعل فاعل أي مفتعلة وربما بطريقة حديثة وسرية هدفها الأساس كشف المواقع العسكرية السورية والأخص تلك التي يمكن أنها مخابئ للأسلحة البالستية.
كنت قد طرحت سابقاً في حواراتي مع بعض الرماديين أو المشككين بالقدرات العسكرية السورية والساخرين دوماً من مقولة ( الإحتفاظ بحق الرد ) أسئلة تتعلق بعدم محاولة أمريكا واسرائيل وتركيا احتلال سوريا وإسقاط ( نظام بشار الأسد ) كما فعلوا مع صدام حسين والقذافي؟!! طالما لا شيء يردعهم ويمنعهم من اقتسام سوريا بالطريقة التي يريدونها؟!
ولا أحد يظن أن الروسي هو الذي أفشل ذلك أو منعه مع احترامنا للموقف الروسي أيما كان ولا أخلاق تلك الدول ولا المجتمع الدولي برمته عبر منظماته الأممية والدولية.
صحيح أن أمريكا تتواجد في سوريا بعدد محدود من الجنود والآليات وكذلك الأتراك ولكن لو كان بإمكانهم فعل أكثر لما ترددوا ولا تأخروا لحظة ؛ الأمريكان متواجدون لأجل النفط ولدعم الأكراد لإقامة مشروعهم الفيدرالي وفتح باب للنفوذ الإسرائيلي شرق الفرات والعراق، والأتراك دخلوا اللعبة لأنهم تورطوا في دعم الجماعات المسلحة وهم باتوا متأكدين أن هزيمتهم باتت وشيكة وسيكون مصير تلك الجماعات مؤرقاً لهم إن لم يحسنوا إخراجهم بالطريقة التي تضمن ألا يشكلوا عبئاً عليهم وابتزازهم واستثمارهم كمرتزقة في جبهات خارجية أخرى، ورسم حدود برية تختلف كلياً عن الحدود السابقة بينها وبين سوريا عبر آليات ووسائل جديدة تضمن لها أماناً واستقراراً حتى من الحلم الكردي بإقامة دولة كردية على حدودها .
الشالوم السوري تأخر كثيرا وهو لن يحدث في عهد الأسد ولذلك ازدادت الضغوطات وخاصة الاقتصادية عليه وعلى حلفائه في التطبيع المتسارع للأعراب وإمارات الموز والدويلات الوظيفية مع الكيان الصهيوني، ذلك ما مهد لحصارات خانقة وصلت إلى لقمة الخبز و ظهور طوابير الافران والمحروقات والمواد الغذائية المقننة وتضخم العملة السورية في ظل ارتفاع هائل للدولار والذهب، كل ذلك لتأليب الشارع السوري ضد قيادته وحكومته التي تبدو عاجزة عن كسر تلك الحصارات وتفشي الفساد بشكل فاضح دون محاسبة رادعة وقاسية مما ساهم في زيادة الأعباء على الشرائح المضحية والتي لم تبخل بالصمود والتصدي حقيقة وليس بالشعارات الكاذبة .
الحرب كما قلت في أكثر من مناسبة لم تبدأ بعد ومهما تأخرت فهي ستقع والمواجهة ستكون مع الكيان الصهيوني مباشرة وقد شهدنا ذات الصغوطات في لبنان لتشكيل حكومة بإملاءات فرنسية أو أمريكية لحصار المقاومة وكشف مواقعها ومواقع السلاح الذي يتفاخر بجهوزيته السيد حسن في أكثر من مناسبة وليعلم القاصي والداني أن قوة وجهوزية المقاومة هي من قوة سوريا وما تملكه من أسلحة رادعة لإسرائيل. إن اختيار الزمان والمكان المناسبين للحرب القادمة بيد سوريا وحلفائها وهذا الأمر مكلف جداً ولكن لن يكون أكثر كلفة من الشالوم المطلوب الذي تتوخاه أمريكا وربيبتها اسرائيل … لا خيار لنا سوى النصر وهيهات منا الهزيمة.

المصدر: فايز شناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى