أردوغان.. إلى أفغانستان در
ترجمة فاطمة معطي-لبنان24
كشف تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية عن سعي تركيا إلى توسيع نفوذها في أفغانستان، مشيرةً إلى أنّ أنقرة في موقع يخوّلها لعب أدوار بارزة بعد الانسحاب الأميركي.
وعلى الرغم من أنّ قسماً كبيراً من الجدل تركز حول الدول التي ستسعى إلى الحلول محل النفوذ الأميركي في أفغانستان بعد انسحابها الكامل، حيث تم التطرق إلى الصين وإيران وروسيا، يؤكد نائب مدير إدارة آسيا في مركز ويلسون في واشنطن، مايكل كوغلمان، أنّ التطورات الأخيرة تشير إلى أنّ تركيا قادرة على لعب أدوار بارزة على مستوى الديبلوماسية والأمن في كابول في المستقبل.
وإلى جانب تدريب الجنود الأفغان، يقول كوغلمان إنّ تركيا وفّرت خدمات أمنية في مطار كابول وعرضت مواصلة القيام بذلك رهناً بالحصول على دعم مالي من الولايات المتحدة. ويضيف كوغلمان بالقول إنّ الرئيسيْن جو بايدن ورجب طيب أردوغان بحثا المسألة خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسيل، من دون التوصل إلى اتفاق.
ويكتب كوغلمان: “قد يكون العرض الأمني التركي جزءا من إجراء حسن نية يهدف إلى إقناع واشنطن بتخفيف العقوبات على أنقرة بعد حيازتها منظومة “أس-400″ الروسية والسماح لها بالعودة إلى برنامج الطائرات المقاتلة أف-35 الذي تقوده الولايات المتحدة”. إشارة إلى أنّ مسؤولاً في إدارة بايدن نفى الثلاثاء ارتباط منظومة “أس-400” بتأمين تركيا مطار كابول.
ويضيف كوغلمان: “رفضت طالبان الوجود الأمني التركي في المطار بعد الانسحاب الأميركي. إلا أنّ أمين عام “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، أعلن هذا الأسبوع أنّ الحلف وافق على تمويل انتقالي للمطار ملمحاً إلى دور تركي، في خطوة تشير إلى أنّ المفاوضات مستمرة”. وهنا، يوضح كوغلمان أنّ تأمين مطار كابول يمثّل هدفاً أساسياً لـ”الناتو” بعد الانسحاب الأميركي، إذ يُعد مدخلاً أساسياً للديبلوماسيين وعمال الإغاثة. كذلك، تؤكد موجات العنف المتصاعد المرجحة بعد الانسحاب الأميركي دوره الأساسي باعتباره نقطة إجلاء، بحسب كوغلمان.
في السياق نفسه، يشرح كوغلمان أنّ تركيا في موقع يخولها لعب دور الطرف الثالث في مسار السلام المتعثر، حيث سبق لها أن استضافت لقاءات بين طالبان وزعماء سياسيين أفغان؛ في العام 2010، أيد الرئيس الأفغاني آنذاك، حامد كرزاي فكرة إجراء محادثات سلام برعاية تركية.
ويتابع كوغلمان قائلاً إنّ تركيا تتمتع بعلاقات جيدة مع كابول وطالبان، إلى جانب علاقات وطيدة مع الصين وباكستان، اللاعبيْن الأساسييْن في تلك المنطقة. كما سبق لتركيا أن ساعدت في تأسيس مؤتمر “قلب آسيا-عملية إسطنبول” في العام 2011، وهي منظمة إقليمية تتركز حول أفغانستان.
في المقابل، يرى كوغلمان أنّ مستقبل الدور التركي في أفغانستان محدود، مشيراً إلى أنّ استمرار التوتر مع واشنطن على خلفية صفقة الـ”أس-400″ قادر على عرقلة الجهود الديبلوماسية، مضيفاً: “ويمكن لطالبان أن تحدّ نطاق الدور الأمني التركي”. كذلك، يتحدّث كوغلمان عن أولويات أخرى أكثر إلحاحاً بالنسبة إلى تركيا، في سوريا والعراق بشكل خاص.