ثورة ال 21 من سبتمبر.. منعطف تاريخي هام ومرحلة فريدة في البناء والدفاع!!
عبدالجبار الغراب
شكلت الثورة اليمنية الستبمبريه المجيدة منذ قيامها في 21 عام 2014 علامتها الفارقة في تاريخ ثورات المنطقه على وجه التحديد وذلك لما أحدثت من نقلات نوعيه عظيمة ونجاحات فريده خالصة تميزت بها عن غيرها من الثورات اذا ما كان للمؤرخين ذكر ثورات سابقه لها قد تتشابه مع ثورة ال 21 من سبتمبر الخالدة: وذلك اذا ما نظرنا الى العديد من المقومات الهامة التى استند عليها الثوار اليمنيون الأحرار لإعلان قيامها ووضعهم للكثير من الأهداف لجعلها منطلق للنجاح والسير نحو الأخذ بكل ما يحقق للشعب اليمني الكرامة والعزه واسترداد القرار ووضع اليمن كلها تحت سيادة اليمنيون , ولأسباب كثيره وأحداث عديدة عصفت باليمن خصوصا والمنطقة عموما لتتشكل على إثرها يمينا داخليا مسارات وأولويات عديدة للعمل الجاد والفعلي نحو تنفيذ عمليه الاصلاح الشامل والكامل لجميع مؤسسات الدوله,فكان لإشتعال أحداث ما سميت بثورات الربيع (العربي) أبرزها لواقع جديد تكشفت من خلاله النوايا والمخططات وتوضحت العديد من الأدوات والكثير من الخونة, وبانت مختلف الحقائق والخفايا التى لو لم يكن لقيام ثورة ال 21 من سبتمبر 2014 لكان لليمن وشعبها مواصلتهم للخضوع والإذلال وجعلهم بشكل اكبر تحت وصاية قوى الشر والاستكبار, فدخلت اليمن ضمن المخطط المرسوم أمريكيا وصهيونيا ليحدث ما حدث من سيناريوهات أخذت ميلانها نحو ما خطط له المتربصين باليمن وشعبها وخضوع من كانوا مشاركين في السلطة والحكم وهم جماعة ادعت الإسلام وتغطيت بالدين كالباس لتحقيق أهداف قوى الشر والاستكبار , هذا الخضوع والاستسلام والانصياع الذي قدمته بعض الأحزاب في أحداث ما تم تسميه الربيع العربي قاد الى صياغة مبادرة صنعتها السعودية لأهداف استكمال المرسوم وجعل اليمن ضمن الوصاية الأبديه فكان لها ذلك وتم إعلان المبادرة الخليجية وتقاسم السلطة بين الشركاء السابقين في حكم اليمن حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأحزاب اللقاء المشترك وشركائه, ليتم إقصاء قوى يمنيه حقيقة ذات حجم كبير أساسها معروف وقيمها ومبادئها منهج رباني لنصرة اليمن واليمنيين واخراجهم من تحت وصاية الأمريكان والسعودية, وتم إغفالهم وهم الذين كانوا رافعين شعار الحرية والاستقلال وتواقين الى العيش الكريم بعيدا عن الخضوع والإذلال الذي كان واقعا على اليمنيين.
الإنعكاس المدبر المدروس والمرتب حسب المخطط المرسوم,وانقلاب المطالب والصيحات التى كانت تصدر من واقع ميادين وساحات المدن اليمنية لصالح جماعات أظهرت الدين مكسب لتنفيذ مخططات اعداء اليمن وشعبها واستغلالها للحشود المناديه بالحقوق لصالح اطماعها , تمادت في طيغيانها وتنفيذها لأوامر اسيادهم من الأمريكان والصهاينه وحتى وخلال مضى أكثر من سنه على مؤتمر الحوار الوطني, لكن كان للمشي حسب مطالب ومخططات قوى الاستكبار في مشواره المناسب لهم, هذه السيناريوهات المرتبة داخليا تماشت مع مخططات اعداء اليمن, فثار الشعب وأصطف ملتحما مع قياده ربانيه ثوريه قادها السيد عبدالملك الحوثي وإعلان ثورة ال 21 من سبتمبر ضد العملاء والخونه والمستكبرين,لتمتد وفق أهدافها المرسومة والمعلنه من قبل قيادتها الثورية وتسير في الانطلاق نحو تحقيق الامال والأحلام وانجاز الأهداف التى يتمناها الشعب اليمني ومع اكتمال شهرها السادس لم تستطيع قوى الشر والإستكبار الصبر ولا الانتظار فأشتعلت نيران حقدهم الدفين وكراهيتهم الأبديه المزروعة ضد اليمنيين ويقوموا بإقتراف خطأ فادحا بإرتكابهم لجرم إنساني وحشي وشنهم حرب ظالمه على الشعب اليمني في فجر 26 من شهر مارس 2015.
وبالإعلان الذي صدر من عاصمة الأمريكان بشن حرب على اليمن وشعبها صباح ال 26 من شهر مارس 2015 مضت الأحداث في نسقها المتنوع والمتصاعد فالمواجهة والصمود. خاضها اليمنيون بشرسه كبيره وحققت مساراتها المتنامية والناحجه وبلغت الانتصارات العسكرية مداها السريع واسترجعت المدن التى كانت تحت سيطرة العدوان وتطهيرها من مرتزقتهم , ليتخبط ويحدث شرود وتيهان لتحالف العدوان السعودي الأمريكي ويخسروا كل اوراقهم في اليمن ,لتخلق لهم أوضاع صعبه وحرجه للغاية لا يستطيعون إيجاد حلول وبدائل للخروج من وحل ومستنقع اليمن, لتؤسس ثورة ال 21 من سبتمبر قواعد للبناء ومداميك للنهوض والتطور والدفاع ولأمن والاستقرار, وأشعلت باكورة التقدم الى الإمام ووضعت العديد من الرؤى والخطط والاستراتيجيات لجعلها خريطة طريق لتنفيذ العديد من الجوانب الهامة التى ترفد المواطن وتعزز من نهوضه الاقتصادي وتضعه في مقدمات الطاقات الإنتاجية الخادمة للمجتمع خصوصا والدوله عموما لتسير عجله البناء والتنمية في تحقيق المراد المطلوب والذي رسمه قياده حكيمه انتهجها الرئيس الشهيد صالح الصماد من منطلقات مختلفة تخدم العمل المجتمعي وتشمل كل الجهات الفعالة التى تؤدى الى جعل الواقع موجود وحقيقي على الأرض.
فثورة ال 21 من سبتمبر المجيدة ما بعدها ليس كما قبلها ,فبرغم العمر المديد والطويل لقيام ثورة ال 26 من سبتمبر 1962 ونحن منتظرين عيدها ال 59 لقيامها الا انه كان لتسارع الأحداث التى فرضتها عدة عوامل وأسباب, والتى كانت لها تأثيرها السلبي في تحقيق كامل الأهداف التى أعلنها شعب اليمن والإيمان , تمحورها لكافه العوامل والجرى وراء مساعي هامه ومرتكزات كثيرة جعلتها مملكة بني سعود تحت نظرها الوحيد لتطبيق ما فشلت عن تحقيقه عسكريا, هذا الإنهزام السعودي المعروف امام ما كان يطلق عليه القومية العربيه حين ذاك وعبدالناصر وثورته في الدعم والإسناد لليمنيين, جعل السعوديه تخذ طابعها التصاعدي من خلال تغذيتها للمشايخ بالعديد من المنح والأموال لجعلهم أيادي لد النظام السعودي , وكان للوجود الاخواني الكبير وقوفه في الإسناد للسعودين من باب مواجهة القوميين والناصرين وكراهتهم لجمال عبدالناصر وتحالفهم مع السعودية لقصم ظهر اليمن من خلال التعاون في إفشال ملامح النهوض والتطور والبناء الذي تصاعد في عهد الرئيس ابراهيم الحمدي وجعله اليمن ذات سيادة كامله لها قرارها المملوك البعيد عن تحكم السعوديين به, وهذا الذي لم يعجب السعودية فاقمت بوضع التأمرات وأوحدات وصنعت بالأموال التحالفات للقضاء على فكره البناء والتطور الذي رسمه الشهيد الحمدى لتنجح في اغتيالها للشهيد الحمدي لتتمكن السعودية من السيطرة والانفراد والتحكم باليمن وقرارها وتصنع الحكام.
ولهذا أوجدت السعودية ونجحت في بناء تحالف مع الإخوان المسلمون في اليمن ليتم أعطائهم مختلف الدورات التثقيفية حسب المذهب الوهابي السعودي وتوزيعهم لمختلف المناهج والكتب الدينية لنشرها في عموم محافظات اليمن وامتدت في إيجاد العديد من البدائل والاوراق للحد من تحقيق أهداف ثورة ال 26 من سبتمبر وبإغتيال الحمدي سارت اليمن ضمن النفوذ السعودي والتوغل الاخواني في كل مؤسسات الدوله, وحتى مع قيام وإعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 وعبر صورتها المتفق وشكلها الاندماجي المعلن والذي أسس لواقع ناقص المعالم والوضوح نحو تحقيق أهداف ثورة ال 26 من سبتمبر, وما برحت الأعوام الثلاثة في الاكتمال من يوم إعلان الوحدة اليمنية, ليتم إعلان الانفصال ودخول اليمن في حرب صيف 94 بفعل نتاج مفتعل موجود أسسه الإخوان المسلمون وتأمر سعودي كبير على اليمن واليمنيين, هذا العراك الكبير والذي شكل عامل اندثار ورجوع الى الوراء وإحداث زعرعه وانعدام الاستقرار جاء متماشي حسب سياسات رسمتها السعودية ودعمتها احزابها المتاسلمه معها كجماعه الإخوان المسلمون وانصياع القادة والحكام لكل ما يملئ عليهم من قبل السعوديه, وما ان كان للتصحيح ايجاده الفعلي بإشتعال ثوره 21 سبتمبر 2014 سرعان ما افزع السعودية وحلفائها الإخوان ويعلنوا عن حرب مدبرة امريكيآ ومجهزه لغرض إخماد الصحوة اليمنية لتصحيح المسار والبدء في إعلان الحرية والاستقلال وجعل القرار والسيادة مملوكه لكامل اليمنيين, فتم اليمنيين النجاح واثباتهم ذلك بقوه السلاح والتصدي لقوى الشر والاستكبار ليكون لهم الولوج تدريجيا في تحقيق أهداف ثوره 21 سبتمبر رغم العدوان والحصار ومن هنا تأسست قواعد شامله ومداميك كاملة للقيام بتحقيق مطالب وأماني وأحلام كل اليمنيين, وهم في تسارع كبير نحو تحقيق كامل أهداف ثوره ال 21 سبتمبر والتى كانت لكامل انجازاتها الفعلية جعل القرار مملوك لليمنيين وسيادة اليمن مطلقة كامله يتحكم بها اليمنيين.
لتضع مختلف الحقائق المكشوفه بفعل نحاجات ثوار ال 21 من سبتمبر عن ماضي في صورة كاملة الوضوح عن كل ممارسات السلطات السابقة وجعلهم من اليمن وشعبها تحت وصاية امريكا وإسرائيل ليكن لثورة ال 21 من سبتمبر منعطفها التاريخي الهام الفريد الذي رسم لواقع جديد داخليا ومتغير كبير خارجيا لما كان لليمنيين اثباتهم العزيمة وفرضهم القوه وتصديهم لقوى العدوان وفرضهم لمعادله ومتغير جديد إلتحمت على إثرها اليمن وشعبها ضمن محور إسلامي مقاوم جعل لقوته خلقها للأوراق العديدة وإحداث توازنات قادت الى تحقيق مختلف الانتصارات التى حققتها دول محور المقاومة الإسلامية, وشكلت حدث استثاني اشتاق له اليمنيون منذ عقود لما كان لمتغيراته ايجابايتها في احداث نقله نوعيه وتطور صناعي فريد رغم استمرار العدوان وفي عامه السابع مازال يرتكب جرائمه بحق اليمنيين الا ان للصناعات العسكرية اشعالها لنيران الحقد والكراهيه بإنتاج صواريخ بالستيه عديدة ونوعية وباحجام وبمدآت مختلفة وبطائرات يمنيه مسيرة ضربت تحالف العدوان وقلبت الموازين واحدثت منعطفا هاما أخرجته أهداف ثورة ال 21 من سبتمبر بفعل وجود قياده ثوريه ايمانيه وسياسية مخلصه جعلت مرتكزا ت هامه وحددت قيم ومبادئ ساميه لحعلها محطات للانطلاق نحو جعل اليمن كبيرا ووضعت أسس للبناء والحماية والدفاع , يكون مختلفا عن ماضي سحيق لقاده كان خضوعهم وانصياعهم لقوى الشر والاستكبار وجعلهم الثروات تحت سيطرتهم, ليكون لإسقاط قوى النفوذ والمتحكمين بثروات اليمنيين منذ عقود حدث غير مسبوق لليمنيين قام به رجال اليمنيين الثوار في يوم 21 من سبتمبر 2014 ليكون يوما لما بعده نقلات الى الامام في طريق رفع اليمن واليمنيين عاليا.
والعاقبة للمتقين.