سيدات الرئاسة “الزرقاء”
“ليبانون ديبايت” – فادي عيد
تؤكد أوساط بيروتية، أن الرئيس سعد الحريري كان من أوائل رؤساء الأحزاب الذي دفعوا بالمرأة نحو المراكز القيادية، وكان ذلك بقناعة أكيدة أن سيدات “المستقبل”، “قدّها وقدود”.
وقد يكون لعمّته النائب بهية الحريري، الدور الأكبر في الإتكال على مساهمات المرأة في العمل الحزبي والوطني.
وبحسب الأوساط، فإن التعيينات الأخيرة، والتي استند فيها الحريري على صلاحيات استثنائية لإصدار تشكيلة متنوّعة المهام، صارت هي “هيئة الرئاسة”، في خطوة واضحة ليكون هو المرجعية لكل شاردة وواردة في “التيار”، بعد تجارب قديمة أضعفت هذا “التيار” وجعلته بعدة “رؤوس”.
وبعيداً عن الصراعات الداخلية، إلا أن التعيينات الأخيرة، والتي شملت خمسة نواب رئيس، ورئيسة الكتلة النيابية والأمين العام وتسعة منسّقين عامين وأمين سرّ، بما مجموعه 17 مركزاً، كان خمسة مراكز منها للسيدات، وهنّ:
بهية الحريري، رئيسة كتلة نواب المستقبل، (تجديد تعيينها)،
وساندي حلاّق، نائب رئيس التيار، وداد الديك، منسّقة عامة مركزية للأبحاث والدراسات، وهلا صغبيني، منسّقة عامة مركزية للشؤون الإقتصادية والإجتماعية، وميرفت نحّاس، منسّقة عامة مركزية لشؤون المجتمع المدني.
وتابعت الأوساط البيروتية نفسها، أنه باستثناء النائب بهية الحريري، وقد جُدّد لها في منصبها، إلا أن الوجوه الأربعة الباقية، فإن ردود الفعل إزاء تعيينها تراوحت بين المرحّبة جداً، وبين “المصدومة”.
ـ وداد الديك، بروفيسورة جامعية ورئيسة قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية، الفرع الأول، ومديرة سابقة له، وهي حالياً رئيسة لجنة مناقشة رسائل الماجستير في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة. وقد تولّت عدة مسؤوليات في “التيار”، بدءاً من قطاع المرأة وقطاع التربية وصولاً إلى منسّقية بيروت. وفي كل المراحل كان لها حضور فاعل، وهي معروفة من معظم الحزبيين، كونها تفاعلت مباشرة معهم، بفعل مهامها السابقة. وقد طُرح إسمها أكثر من مرة، في تعيينات حكومية رسمية (مدير عام وزارة) في حكومة الحريري الأخيرة، إلا أن التناحر الذي كان يحصل بين القوى السياسية، عطّل تعيين الديك، كما كل سلة التعيينات.
ويُعتبر تعيينها في مركز البحوث والدراسات في محله، كونها أستاذة جامعية، وهذا موقع مُستحدث، ويُعوّل عليه في نهضة “التيار”.
ـ هلا صغبيني، وهي إعلامية متخصّصة في الشؤون الإقتصادية، وكانت تتولى القسم الإقتصادي في صحيفة “المستقبل”، ولاحقاً تلفزيون “المستقبل”، ومع تولّي ريّا الحسن وزارة الداخلية، تولّت صغبيني المهام الإعلامية والإدارية في مكتبها، وتُعدّ من فريق عمل الوزير الشهيد محمد شطح.
وقد لاقى تعيين صغبيني في هذا الموقع، صدى إيجابياً في أوساط “التيار”، لكونها تسلّمت مهاماً هي من صلب اختصاصها، كما أنها من “المستقبليين” الأوفياء. وتجربة العديد من الحزبيين إيجابية جداً، حين كانت صغبيني تتولّى مكتب الوزيرة ريّا الحسن.
ـ ساندي حلاّق، هي إبنة جورج حلاّق، مسؤول منطقة الرميل والصيفي في منسقية بيروت في “التيار”. وهو من الرعيل القديم الذي واكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري. إنما ساندي، بقيت بعيدة عن “التيار”، وتكاد تكون هبطت بالمظلة، خصوصاً مع تولّيها مركز “نائب رئيس التيار”، في موقع عادة ما يكون لأحد الحزبيين العريقين، تماماً مع تعيين وزراء ونواب سابقين أو حاليين، في هذا الموقع.
ـ ميرفت نحاس، من الوجوه الشابة الجديدة، وهي بدون أي خلفية حزبية سابقة، ولم تتولَّ أي مسؤولية سابقة في “التيار”، ولا هي معروفة في أوساطه، وقد شكّل تعيينها مفاجأة للغالبية العظمى من الجمهور الأزرق. ونحاس هي إعلامية في “تيلي لوميار”، وهذا ما طرح السؤال عن الرابط بين تعيينها منسّقة لشؤون المجتمع المدني، وعملها؟
في المحصلة، ختمت الأوساط ذاتها، قد يكون استباق عمل “سيدات الرئاسة الزرقاء”، مُجحفاً بحقهنّ، إذ يبقى للأيام القادمة أن تثبت صوابية خيارات الرئيس الحريري من عدمها في ترتيب بيته الداخلي، وهو أمر بحاجة ماسة لإتمامه.