الحريري في اطلالة الخميس… “تداعيات كبيرة”
“ليبانون ديبايت” – ميشال نصر
على وقعِ تنبّؤات الإعلاميين وتوقّعات الصحافيين تتأرجح بورصة تشكيل الحكومة، بعد سلسلة اللاءات التي رفعت، وما زالت حتّى الساعة من حيث المبدأ، في انتظار ما سيقوله الشيخ سعد الحريري الخميس والذي يتوقع ان يرسم مسار تطورات الملف الحكومي لما تبقى من اسابيع في مهلة الرئيس ماكرون.
فرحلة الرؤساء الثلاثة الى الكويت، ذهابًا وايابًا، لم تضف جديدًا، إذ بقيت الأحاديث على متن الطائرة الرئاسية في حدودها الدنيا، لعدّة اسباب، أوّلها عدم وجود معطيات جديدة، ثانياً، حذر كل الاطراف من أي خطوة ناقصة بعدما مرّ “قطوع” اسقاط الرئيس اديب على خير، ثالثًا، التباعد الاجتماعي الذي فرضه كورونا، ورابعًا قد يكون عدم رغبة الرئاستَين الاولى والثانية في كشف الأوراق أمام رئيس حكومة تصريف الاعمال “المختفي حسّه” ووجوده، لولا الاجراءات الأمنية التي تتّخذ عند كل خروج له من مقرّه لتذكّر اللبنانيين بأن ثمة حسان دياب مقيم في السراي، سعيد “بالفركشة” الحكومية الحاصلة، لما لها من ايجابيات في إطالة اقامته في مقر الرئاسة الثالثة، فـ “شرّ البلية ما يضحك”، اذ مصائب اللبنانيين عند حسان فوائد، منذ اليوم الاول لتكليفه.
إصرار “الحارة” ومن خلفها طهران على عودة الرئيس الحريري الى السراي عزّزته جملة اعتبارات، تبدأ بشخصية سيد بيت الوسط التي يسهّل ترهيبها وترغيبه، ولا تنتهي بما يراه الثنائي الوطني من تباين وصل حد “الانفصال” بين اعضاء نادي رؤساء الحكومات السابقين، بانين ذلك على البيانات المنفصلة الصادرة عن الطرفين، عدم اجتماعهم منذ بيان التنازل الشهير للحريري، وسفر الاخير وحيداً للتعزية بأمير الكويت.
هذا الوضع المستجد دفع بأحد اعضاء النادي، الرئيس نجيب ميقاتي للدخول بقوة، طارحاً نفسه كمرشحِ جاهز للاتفاق على التأليف قبل التكليف، عبر تقديمه “صيغة” لتشكيلة حكومية، ولدت ميتة لاعتبارات كثيرة أهمّها:
– تبين طريقة وتوقيت طرحها وجود اكثر من رغبة لدى الرئيس ميقاتي للعودة الى السراي. ولكن هل يكفي ذلك لتحقيق الحلم؟ بالنسبة لحزب الله انه “عشم ابليس في الجنة”، أمّا الثورة فهي ترى انه “بشوف حلمة دينته وما بشوفها”، علماً ان الموقف الخليجي معروف وواضح.
-رفض حزب الله المطلق لها، باعتبار ان حصة الشيعة ستكون وزيراً سياسياً واحداً سيؤول حكماً لحركة امل وهو ما لا يمكن لحارة حريك ان تقبله. اضف الى ذلك ان شرط المالية وتسمية كل الوزراء الشيعة قائمان” الى ما شاء الله تبديل”.
-اعتراض جهات سياسية واحزاب اخرى من بينها الارمن الذين يرفضون بشكل قاطع ذلك، وهو ما عبّر عنه النائب هاغوب بقرادونيان، وكذلك القوى الدرزية المعارضة لبَيك المختارة.
-مخالفتها لمبدأ اساسي قامت عليه المبادرة الفرنسية واعاد الرئيس ماكرون التأكيد عليه وهو” تقعد الاحزاب السياسية على الرف لفترة”.
– هكذا شكل للحكومة سيعيد تحريك الشارع خصوصًا في ظل الاجراءات التي قد تتّخذها وقرار بعض الاحزاب بعدم المشاركة بأي حكومة استعداداً لانتخابات نيابية مبكرة.
-عدم حماسة رئيس الجمهورية للقبول بنجيب ميقاتي رئيساً للحكومة، تحت أي ظرف.
عليه، فإن كلام الشيخ سعد الخميس هو “سيد الكلام”، حيث سيكون له تداعيات كبيرة على قرارات ينتظر ان تحسم الاسبوع المقبل أوّلها اطلاق رئاسة الجمهورية لمرحلة المشاورات النيابية. فهل سيرفض الحريري ترشيح نفسه او تسمية شخصية؟ هل يعلن اعتكافه؟ هل “يبجها” مع الحزب او يضع “كل بيضاته في سلة الحارة؟ أم إن اطلالته ستكون تكرارًا لنغمة المصلحة الوطنية وما الى ذلك من شعارات يتلطّى خلفها لتبرير عودة موعودة الى السراي؟
في كل الاحوال ساعات و” بصير الوقت” لنكتشف المستور والمخبّى.
تبقى ثابتة اشكالية، هي الاهم حالياً، هل من شخصية سنية تقبل ترؤس حكومة لبنانية بعد خطاب الملك السعودي امام الجمعية العامة للامم المتحدة؟ واذا كان ذلك ممكن فأكيد انها ستكون من محور الممانعة وبالتالي حكومة اللون الواحد. فكلام خادم الحرمين الشريفين يمتد لما هو أبعد من الانتخابات الاميركية، وليس بعيد بكثير عن السياسة المرتقبة، خصوصاً انه ومع انطلاق مرحلة التطبيع ستجد واشنطن نفسها “مضطرة لمراعاة” مصالح التقاطع العربي – الاسرائيلي فيما خص ايران، وبالتالي حزب الله في لبنان.