ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
-
تحقيقات - ملفات
عندما وصف الإعلام السعودي اتصال بن سلمان بميقاتي بـ «الإتصال الحلم»
محمد علوش- الديار نجحت خطوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في السعودية بتجنيب لبنان تداعيات إضافية للمشكلة مع الدول الخليجية،…
أكمل القراءة » -
تحقيقات - ملفات
البيان المشترك يُعيد الإصطفاف: مَن مع ومَن ضد؟
في حسبان حزب الله ان البيان الفرنسي ـ السعودي أخرج باريس عن حيادها (أ ف ب ) الأخبار- نقولا ناصيف…
أكمل القراءة » -
ٍَالرئيسية
تشكيك بقدرة لبنان التزام الشروط السعودية و«ازدواجية» فرنسيّة حيال حزب الله! «التهميش» الفرنسي للرئاسة يُزعج عون: قرار سعودي بتحييده حتى نهاية العهد ميقاتي يتهم «الشركاء» بالخيانة: سقوط «الكابيتال كونترول» رضوخ «للشعبوية»؟
ابراهيم ناصرالدين-الديار سقوط قانون «الكابيتال كونترول» في مجلس النواب، اثار «غضب» رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي كان يرغب في…
أكمل القراءة » -
تحقيقات - ملفات
من الخارج إلى الداخل وبالعكس [2]: آل سلمان و«قدر» طهران ودمـشق
الأخبار- ابراهيم الأمين على غرار عمل العصابات التي يدعو بعضها بعضاً الى «التهدئة» في حالة وصول ضباط جدد الى…
أكمل القراءة » -
تحقيقات - ملفات
غارة البوكمال: موسكو تذكّر بالـ أس 300… و«القومي»: تأكيد لتكامل الاحتلال والإرهاب تحقيق الخاشقجي: تورّط إبن سلمان… والخارجية السعودية: إساءة مرفوضة/ بكركي تستقبل اليوم مناصري التدويل… والمُودِعون يصوّبون مسار الحراك
كتب المحرّر السياسيّ-البناء أعلنت واشنطن نتائج تحقيقاتها حول ظروف قتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي، وفيها تحميل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولية إصدار القرار بالعملية، وتلا الإعلان صدور تقارير عن عقوبات تطال عشرات المسؤولين السعوديين، والحرس الملك السعودي، وإشارة لتولي الكونغرس فتح تحقيق سيطرح إنزال عقوبات بولي العهد، بينما تحدّث وزير الخارجية عن محورية التحقيق في السياسة الخارجية الأميركية لجهة اتخاذه مدخلاً يمنح المصداقية لاعتماد محاسبة المسؤولين عن إلحاق الأذى بالصحافيين والمعارضين، فيما وصفته مصادر دبلوماسية بإطار المواجهة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ما يفرض على واشنطن رفع مستوى الملاحقة بحق المتورطين وفي مقدّمتهم ابن سلمان، لأن السقف الذي يرسم للملاحقة رغم المسؤولية المعلن عنها، سيرسم سقف استعمال قانون الملاحقة الذي قال وزير الخارجية الأميركية توني بلينكين، إنه سيحمل اسم “عقوبات الخاشقجي”. وأصدرت الخارجية السعودية بيانا بعد إعلان التحقيقات الأميركية، استنكرت فيه الاتهامات التي تضمنها لولي العهد واعتبرتها إساءة غير مقبولة للعلاقات الأميركية السعودية. بالتوازي تفاعلت الغارة الأميركية التي استهدفت منطقة البوكمال السورية على الحدود مع العراق، بصفتها أول عملية عسكرية تنفذ بقرار من الرئيس الأميركي جو بايدن، وتؤشر على سياساته، سواء لجهة مصير الاحتلال الأميركي في سورية والعراق، أو لجهة اعتبار العمل العسكري ركناً من أركان هذه السياسة، أو لجهة النظر لمستقبل الحدود السورية والعراقية. وكان التعليق الصادر عن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف تعبيراً عن قراءة روسيا لخطورة العدوان الأميركي في رسم قواعد اتشباك ستحكم المرحلة المقبلة، خصوصاً مع إشارة لافروف التحذيرية لواشنطن من عواقب العملية واعتبارها نموذجاً لا يمكن أن يحدث، مذكراً واشنطن، بأن انتهاك السيادة السورية لن يمرّ كل مرة بسلام، ولدى سورية صواريخ أس أس 300، على القيادة الأميركية ان تضعها بحسابها في تحديد مخاطر ما سيترتب على تكرار هذه الاستفزازات، بينما قرأ الحزب السوري القومي الإجتماعي في العدوان الأميركي تأكيداً للعلاقة بين الاحتلال الأميركي والجماعات الإرهابية التي يتقدمها داعش، وما يمثله العدوان من دعم لداعش في إعادة تنظيم صفوفها. لبنانياً، مع الجمود الحكومي المتواصل، واستمرار المساعي التي يتقدمها تحرك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بالتنسيق مع بكركي، ينتظر أن تشهد بكركي حشداً لمناصري التدويل اليوم، وسط تحذيرات من تحوّل الحشد الى منصة تستخدم بكركي لتوجيه مواقف عدائية للمقاومة او لرئيس الجمهورية، بينما نجح تحرك جمعيات المودعين في رد الاعتبار للشارع المطلبي بعد الانحرافات التي اصابت الحراك بمحاولات التوظيف السياسي، ليشكل مع تحرك أولياء الطلاب المتعلمين في الخارج، وجمعية ضحايا تفجير المرفأ، نماذج شعبية مستقلة عن السفارات وعن محاولات التسييس، يمكن أن تردّ الاعتبار لحراك شعبي نظيف يُعيد تصويب المسار بعدما غاب الشعب عن الشارع اعتراضاً على ألاعيب السياسة. أدان الحزب السوري القومي الاجتماعي العدوان الأميركي على منطقة الحدود السورية – العراقية، مؤكداً الوقوف إلى جانب الجيش السوري في مواجهة قوى العدوان والإرهاب. ورأى الحزب في بيان لعمدة الإعلام، أن العدوان الأميركي الجديد، ليس منفصلاً عن سياق الحرب الإرهابية الكونية على سورية، وهو يؤكد بأنّ الولايات المتحدة الأميركية إضافة الى كونها قوة احتلال، تقود الحرب الكونية على سورية، وترعى الإرهاب وتفرض حصاراً اقتصادياً ظالماً وجائراً على السوريين، في انتهاك فاضح لحقوق الانسان واعتداء موصوف على المبادئ الانسانية المكفولة بالشرائع والمواثيق الدولية. ولفت إلى أنّ هذا العدوان الأميركي يثبت بأن من يرسم السياسات الأميركية ويتحكم بقرارات الادارات المتعاقبة، هم الرؤوس الحامية التي تمثل اللوبيات الصهيونية المسيطرة على القرار الأميركي، وهذا يظهر جلياً من خلال اتباع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني سلوكاً عدوانياً إرهابياً موحداً. واعتبر الحزب أنّ الاحتلال الأميركي، يعزّز محيط قاعدته في التنف بعناصر تنظيم «داعش»، وهذا مؤشر على أنَّ الإدارة الأميركية تتجه نحو التصعيد، ما سيؤدي الى تداعيات خطيرة على الصعد كافة. لذا، يؤكد الحزب، وقوفه إلى جانب الجيش السوريّ في خندق مواجهة قوى العدوان والإرهاب، ويدعو أبناء شعبنا إلى الصمود ومقاومة كلّ أشكال الاحتلال وأدواته الإرهابية، لأنّ كلّ مآسي شعبنا وويلاته سببها الاحتلال والاستعمار المتمثل بالعدو الصهيوني وتركيا الأردوغانية والولايات المتحدة الأميركية وكل مَن يدور في فلكها. في الشأن الداخلي بقيت الحركة السياسيّة التي يشهدها الصرح البطريركي في واجهة المشهد الداخلي، في حين تسعى قوى سياسية معروفة الانتماء والولاء إلى حشد تجمّع شعبي في بكركي لاتخاذها منبراً لإطلاق مواقفهم ورسائلهم السياسية، فيما أكدت مصادر الكنيسة المارونية أن «التجمع الشعبي الذي تستضيفه بكركي ليس سياسياً ولا يستهدف أي قوى سياسية أخرى ولا يمكن وضع بكركي في خانة سياسية ضد أخرى. فالكنيسة هي صرح مسيحي ووطني ويستقبل الجميع». إلا أن مصادر سياسية حذرت لـ»البناء» من «استخدام بعض الأطراف السياسية مواقف ودور البطريرك مار بشارة الراعي للاختباء خلفه وإطلاق النار السياسية ضد الخصوم السياسيين وتظهير الراعي على أنه مع طرف ضد آخر ووضع الكنيسة في موقع الخصومة مع العهد ورئاسة الجمهورية وحزب الله». وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن للـ»او تي في» أن «علاقتنا ببكركي هذه الأيام عادية ولا نية للتصعيد من جهتنا وفي الوقت المناسب يزور وفد من حزب الله الصرح البطريركي». ولفت الراعي خلال استقباله وفوداً سياسية أن «الأزمة اللبنانية بلغت من التعقيد ما باتت معه الأطراف المعنية نفسها غير مهيأة للتلاقي والحوار لابتكار الحلول. لذلك كان لا بدّ من التوجه إلى المجتمع الدولي، وهذا أمر مشروع لكون لبنان عضواً مؤسساً في الأمم المتحدة». في المقابل لفتت أوساط سياسية لـ»البناء» إلى أن «موضوع حياد لبنان طرح في السابق وسقط ورفض من أغلب اللبنانيين وقد أثبت عدم جدواه كخيار لحماية لبنان والدفاع عن شعبه وسيادته وثرواته، فلماذا العودة الى طرحه من جديد طالما مَن يطرحونه يعرفون جيداً أنه خيار غير واقعي ويحتاج الى توافق وإجماعي وطني غير متوفر في الوقت الحالي، فضلاً عن أنه بعيد عن الواقع في ظل وجود لبنان بجوار عدوين اسرائيلي وإرهابي يستهدفان بمشاريعهما التوسعية والإرهابية شعوب ودول المنطقة»، واوضحت أن «من يحمي لبنان هي معادلة الشعب والجيش والمقاومة ومنظومة الصواريخ والقدرات العسكرية التي تمتلكها والتي تشكل مصدر الخوف والقلق الوحيد لدى اسرائيل». وتساءلت هل قادر الحياد أن يوقف الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على لبنان وآخرها التسرب النفطي الذي تسبب به العدو الاسرائيلي وخلف تلوثاً في المياه الاقليمية اللبنانية؟ وفي هذا السياق أشارت مصادر وزارة الخارجية لـ»البناء» إلى أن « التحقيقات وجمع المعلومات مستمرة حول الحادث لمعرفة حجم الأضرار ومصدرها وآثارها لتحديد المسؤوليات وتثبيت الاعتداء ليصار الى تقديم شكوى الى الامم المتحدة ضد «إسرائيل»، كما سيطلب لبنان المؤازرة الدولية لتنظيف الشاطئ اللبناني من المواد الملوثة. وجدد المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان تأكيد أن «سيادة لبنان وحمايته خط أحمر ولن نفرط بسيادة هذا البلد، ولا نقبل بانتداب أو وصاية أو تفريخ جمعيات أو برامج سم وعسل فوق سلطة الدولة أو مشاريع تطويب للخارج تحت أي اسم وشعار. فالذئب لا يصبح نعجة، والغش السياسي والديني حرام، والوطن عبارة عن شعب وتاريخ ونضال وعيش مشترك. والجوقات يجب تصويبها نحو مَن نهب البلد وصادر الدولة وليس باتجاه من يصر على منع تطويب لبنان للخارج، ويطالب بمحاسبة من نهب أو سكت أو شارك بفساد هذا البلد، نعم، الجريمة واضحة والمجرم معروف والجامع والكنيسة وظيفتهما حماية النعجة من الذئب». وفيما أكدت مصادر بعبدا لـ»البناء» إلى أن «الملف الحكومي جامد ويراوح مكانه ولا اتصالات أو لقاءات على هذا الصعيد بانتظار الخطوات التي سيقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري»، لفتت المعلومات الى أن «التواصل مستمر بين البطريرك الراعي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وبالتنسيق مع الرئيس نبيه بري لمحاولة تذليل العقد بين بعبدا وبيت الوسط والاتفاق على آلية مشتركة لاختيار الوزراء». وأمس زار بيت الوسط» السفير الروسي الكسندر روداكوف بحضور مستشاره للشؤون الدبلوماسية الدكتور باسم الشاب، وتناول اللقاء مجمل الأوضاع العامة والعقبات التي تعترض تشكيل الحكومة الجديدة. وسلم الحريري إلى السفير الروسي رسالة موجّهة إلى رئيس حكومة جمهورية روسيا الاتحادية ميخائيل ميشوستين. وأفيد عن اتصال أجراه مساعد وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف برئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ركّز على تسهيل تشكيل الحكومة وفق المبادرة الفرنسية، وللاطلاع على رؤية فرنجية للوضع اللبناني العام وللوضع الحكومي بشكل خاص، واكد خلاله بوغدانوف حرص روسيا على الاستقرار في لبنان. وتطرق البحث إلى دعم روسيا الممكن تقديمه للبنان بعد تشكيل الحكومة، إضافة إلى المساعدة الممكنة لمواجهة تفشي فيروس كورونا. وذكرت مصادر مطلعة على جو الاتصال، أن فرنجية يركز على برنامج الحكومة وضرورة تنفيذه بسرعة ليتمكن لبنان من حصد الدعم من الدول المانحة. ودعت أوساط مراقبة إلى ترقب تطور العلاقات الأميركية – السعودية في ضوء تقرير الاستخبارات الأميركية الذي فضح تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بقتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي وتداعياته على هذه العلاقة وبالتالي على مستوى المنطقة ومنها لبنان، مشيرة لـ»البناء» الى أن «تعديل مواقع الحكم في السعودية ستنعكس ايجاباً على لبنان وتزيل التصلب السعودي إزاء الحريري والحكومة وربما نشهد انفراجات على هذا الصعيد». إلا أن مصادر مالية رسمية وخبراء اقتصاديين شككوا بإمكانية صمود لبنان لأشهر إضافية ريثما تتألف الحكومة لا سيما مع نفاد الاحتياط النقدي في مصرف لبنان وتوجهه الى رفع الدعم أو ترشيده عن مواد وسلع حيوية واساسية، فيما يستفيق المواطن كل صباح على ارتفاع بسعر صرف الدولار الذي بلغ أمس 9600 ليرة وعلى ارتفاع في صفيحة البنزين وأسعار المواد الغذائية وربطة الخبز وتعرفة النقل، علماً أن رئيس اتحادات ونقابات النقل البري بسام طليس نفى الأمر في ظل توجه للاتحاد الى تنفيذ إضراب شامل في مختلف الاراضي اللبنانية في 15 آذار المقبل رفضاً لرفع اسعار المحروقات. فيما نفى نقيب أصحاب الأفران علي إبراهيم التوجه الى رفع إضافي لسعر ربطة الخبر ليصبح 3000 ليرة الأسبوع المقبل. فيما أشارت معلومات «البناء» الى أنه وبعد فتح البلد ستشهد سلسلة تحركات شعبية خلال الأيام القليلة المقبلة احتجاجاً على الاوضاع المعيشية الصعبة لا سيما في طرابلس.…
أكمل القراءة » -
تحقيقات - ملفات
العين الأميركية الحمراء نحو نتنياهو وابن سلمان
} عمر عبد القادر غندور*-البناء أكثر الحكام في الشرق الأوسط ترقباً هما رئيس وزراء العدو «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وربما الأشدّ قلقاً هو نتنياهو الذي ينتظر أمام الهاتف ليردّ على الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، لكن جرس هاتف نتنياهو لم يرن ولم يرفع السماعة جرياً على عادة الرؤساء الأميركيين وآخرهم دونالد ترامب الذي أجرى ثالث اتصال برؤساء الدول كان من بينهم رئيس الوزراء الاسرائيلي حين فاز بالانتخابات الرئاسية عام 2016. وحتى كتابة هذا التقرير لم يجر أيّ اتصال بين نتنياهو والرئيس بايدن، ولا نعتقد انه سيتصل لكثرة الملفات الساخنة التي يريد الرئيس الأميركي الجديد تفسيراً لها من رئيس وزراء الكيان الغاصب كضمّ الجولان السوري إلى كيان العدو وتوسيع الاستيطان والعلاقة مع الفلسطينيين والتحضير الإعلامي لشنّ ضربات على إيران، بالإضافة الى الانقسام العمودي بين الطبقة السياسية، وكثرة القضايا الاتهامية التي تنتظر نتنياهو لحظة خسارة موقعه لرئاسة الوزراء. أما ولي عهد مملكة آل سعود محمد بن سلمان فهو مثقل بقضايا شائكة لا تنفع معها المجاملات الديبلوماسية، والتواصل مع الأميركيين في الوقت الحاضر صفر، والفارق بين أزمة نتنياهو وأزمة إبن سلمان أنّ الأول لا يستطيع التراجع عن أيّ خطوة عدائية اتخذها لمصلحة «إسرائيل»، بينما ولي العهد السعودي قادر على ذلك كالاعتماد على القوة الناعمة المدعومة بالمال السياسي لإصلاح قضايا ممكنة سنأتي على ذكرها، وأخرى لا تنفع معها المسكنات كقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي والحرب الظالمة على اليمن وكلّ ما له علاقة بحقوق الإنسان حسب المفهوم الأميركي. وتقول أوساط مراقبة ان محمد بن سلمان ارتكب أخطاء جسيمة في السنوات القليلة الماضية بناء على تصوّرات خاطئة في قراءاته للنظامين الدولي والإقليمي، كمحاصرة قطر والسعي الى إنشاء ناتو عربي تنفيذاً لرغبة دونالد ترامب لمواجهة الجمهورية الإيرانية. ومع ذلك يتمتع ولي العهد السعودي بالقدرة على كلّ هذه الملفات، كالانسحاب العسكري التدريجي في الساعات الماضية من شرق مدينة مأرب اليمنية، وننتظر خطوات مماثلة في ضوء إقرار الإدارة الأميركية الجديدة انّ السعودية مسؤولة عن مأساة اليمن في ضوء ما تقرّره إعادة ملف اليمن الى وزارة الخارجية الأميركية، وإعادة العلاقة مع السعودية الى مرحلة أوباما، ما يعني طيّ صفحة ترامب وابن سلمان، والتراجع عن تصنيف أنصار الله كتنظيم إرهابي. الخطوات الأخيرة التي قامت بها السعودية من إطلاق مواطنين أميركيين، والسعودية لجين الهذلول، تشير إلى أنّ الرئيس بايدن وعد خلال حملته الانتخابية بأنّ المسؤولين عن قتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي وأطفال اليمن سيدفعون الثمن، ووعد بسحب «الشيك على بياض» الذي منحه دونالد ترامب للديكتاتوريين أمثال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وتقول «واشنطن بوست» إنه منذ بداية هذا العام نفذت الحكومة السعودية خطوتين معاكستين لسياسة البطش منها إنهاء نزاعها المستمرّ منذ ثلاث سنوات مع قطر المجاورة والإفراج عن سجناء بارزين، حيث تمّ الإفراج بكفالة عن مواطنين أميركيين اثنين سجنتهما المملكة منذ عام 2019 وهما صلاح الحيدر وبدر الابراهيمي، وهما من أصول عربية، ساءهما ما يلقاه العرب من تعسّف وظلم وبطش لظنّهما أنّ السلطات السعودية لن تقتلهما لأنهما يحملان الجنسية الأميركية، وخاب ظنهما عندما سيقا الى السجن قبل أن يصدر قرار الإفراج عنهما تحاشياً للغضب الأميركي في عهد بايدن. كذلك أفرج عن المواطن الأميركي الثالث الذي يحمل الجنسيتين السعودية والأميركية واسمه وليد الفتيحي. ومن أبرز التنازلات التي أقدمت عليها السعودية تحت وطأة الانزعاج الأميركي الإفراج عن أشهر سجينة سياسية سعودية لجين الهذلول الناشطة في مجال حقوق المرأة البالغة من العمر 31 عاماً بعد أن أمضت في السجن ثلاث سنوات. ويذكر انّ الرئيس بايدن وعد خلال حملته الانتخابية بأنّ المسؤولين عن قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وقتل الأطفال في اليمن سيدفعون الثمن ويتحوّلون إلى منبوذين، وانّ ابن سلمان هو الذي أمر بقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، استناداً للتسجيل الصوتي للقتل الذي سرّبته الحكومة التركية لإدارة ترامب. ولفتت «واشنطن بوست» الى انّ افريل هاينز مديرة المخابرات الوطنية في إدارة بايدن وعدت بنشر تقرير وكالة الاستخبارات المركزية حول مسؤولية ابن سلمان. وقالت انه يجب على الإدارة الأميركية الجديدة ان تفي بالالتزامات وانه لا ينبغي تطبيع العلاقات الأميركية السعودية قبل محاسبة ابن سلمان والقحطاني عن جرائمهما. يُذكر أنّ الرئيس جو بايدن أعلن في الرابع من شباط الجاري وقف كلّ الدعم الأميركي للعمليات الهجومية على اليمن من أجل إنهاء الحرب. وأرسل عدد من أعضاء مجلس النواب الأميركي عن الحزب الديمقراطي مذكرة الى وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن يحثونه على مراجعة دقيقة لمجمل العلاقات الأميركية مع السعودية بشكل عاجل، وسيطلب من محامي الحكومة الأميركية تقديم حجج في قضيتين منفصلتين تتعلقان بقضية خاشقجي رفعتهما «مبادرة عدالة المجتمع المفتوح» بموجب قانون حرية المعلومات في أميركا. وتتضمّن الدعوى الأولى الضغط على وكالة الاستخبارات المركزية لتسليم تقييمها الداخلي والذي ورد بثقة عالية انّ ابن سلمان هو من امر بقتل خاشقجي. وفي جديد العلاقات الأميركية السعودية خلال الساعات الماضية ما أفادت به المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بيساكي انه لم يتمّ التخطيط لإجراء مكالمة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وانه من الواضح انّ هناك مراجعة لسياستنا من حيث صلتها بالمملكة السعودية ولا أعلم بخطط عن اتصال مع المملكة. لذلك ننتظر خطوات أكثر عقلانية وأكثر تسامحاً من السلطات السعودية مع أصحاب الرأي السياسي المعاكس، ولا رهان على دور أميركي في المسألة الفلسطينية أكثر من حلّ الدولتين. *رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي
أكمل القراءة » -
ابن سلمان مذعور من بايدن لأربعة أسباب
} د. وفيق إبراهيم-البناء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مصاب بقلق عميق من التداعيات المرتقبة للسياسات الجديدة التي يريد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن تطبيقها في الشرق الاوسط. هذه التدابير لا تشمل «اسرائيل» لأن هناك تطابقاً كاملاً في دعمها أميركياً وسعودياً. أليست السعودية مَن أقنع الإمارات والبحرين والسودان بالتطبيع معها؟ وتتحضر لبناء علاقات مباشرة معها بعد استدراج دول عربية وإسلامية جديدة للتطبيع لتلتحق بها آنفاً في عملية تمويه تبدو وكأنها قبول سعودي مكره لأمر واقع بدأته دول اخرى. فـ»إسرائيل» كيان محتل، لكنها من الثوابت الأساسية للاستراتيجية الأميركية في العالم وليس مسموحاً لأحد التعرّض لها. ما هي إذاً أسباب هذا الذعر السعودي؟ تشكلت في السنوات الأربع الأخيرة تيارات في الحزب الديمقراطي الأميركي لاستهداف العلاقة الحميمة بين الرئيس الأميركي ترامب ومحمد بن سلمان. فجرى الاستثمار في اغتيال الخاشقجي وملاحقة الأمني الجبري في أميركا وكندا والاعتقالات التي سجن فيها ابن سلمان أولاد عمومته ومعارضيه بدعم من الرئيس ترامب. هذا بالإضافة إلى فرض نفسه ولياً لعهد أبيه الملك سلمان، بما يناقض التوريث السياسي في المملكة القائم على انتقال الملك من شقيق الى أخيه وهكذا دواليك، إلى أن تصل الى اولاد الأشقاء وبالمداورة. للإشارة فإن الدعم الذي تلقاه بن سلمان من ترامب هو الذي أوصله الى ولاية العهد مقابل تأييد سعوديّ كامل لسياسات ترامب وتوجّهاته الاقتصادية سعودياً. هذا هو السبب الأول الذي يرعب بن سلمان باعتبار أن حلفه مع ترامب ناصب الرئيس المنتخب بايدن ومجمل الحزب الديمقراطي العداء، وقد يبلغ هذا العداء إذا غابت التسويات تماماً إلى حدود عرقلة الانتقال الهادئ لولي العهد الى العرش السعودي. وهذا ما يستطيع الأميركيون أن يفعلوه بسهولة مع مملكة يسيطرون على كل تضاريسها السياسيّة والاقتصاديّة. أما السبب الثاني فمرتبط برفض الحزب الديمقراطي الموالي لبايدن للحرب السعودية – الإماراتية على اليمن المتواصلة منذ خمس سنوات ومطالبته الدائمة بوقف بيع السلاح الأميركيّ للسعودية والإمارات في هذه الحرب. لذلك يخشى بن سلمان من ضغط أميركي يوقف هذه الحرب فترتدّ سلباً عليه لجهة إعادة تشكيل اليمن موحّداً بين الشمال والجنوب مع إمكانية تبلور دولة يمنية قوية تتموضع على رأس جزيرة العرب وتتحكم بحركة الانتقال والتنقل من بحر عدن الى قناة السويس مروراً بباب المندب وجزيرة سقطرى نحو الخليج الهندي. هذا يسبب ذعراً لآل سعود من التراجع الإضافي المرتقب لدولتهم ما يجعلها أكثر هامشية مما عليه الآن. لجهة السبب الثالث، الذي يرعبهم ايضاً فيتعلق باحتمال تقارب أميركي تركي يقوم على إزالة الكثير من التعارضات التي تشكلت بين البلدين منذ 2012 تقريباً. إن من شأن أي تقارب بايدن مع الأتراك العودة الى استخدام الاخوان المسلمين الورقة القوية للأتراك وحزبهم الاخواني الحاكم العدالة والتنمية في الكثير من البلدان. وهؤلاء الاخوان موجودون في معظم العالم العربي والإسلامي ويشكلون تهديداً أيديولوجياً للوهابية والأنظمة الملكية. فالاخوان يختارون ولي الأمر بمفهوم الشورى الداخلية فيما بينهم ويرفضون مبدأ التوارث في السلطة السياسيّة. بما يعني رفضهم لنماذج الدول الخليجيّة في السعودية وعمان والبحرين والإمارات والكويت وغيرها، القائمة على مبدأ الوراثة العائلية للسلطة. هذا من الأساليب التي تجعل السعودية لا تقبل باستعمال الاخوان آلية سياسية للتحرك الأميركي – السعودي في المنطقة بالإضافة الى أن أي نجاح للاخوان في الإقليم هو صعود لدور تركيا المنافس الفعلي للسعودية على زعامة العالم الإسلامي. لذلك يخشى بن سلمان من تغيير في مرحلة بايدن للسياسات الأميركية في الشرق الأوسط تستند الى تقارب أميركي مع الأتراك. فهذا يدفع الى مزيد فوري من تراجعات للأدوار السعودية الخارجية وحتى في شبه جزيرة العرب. على مستوى السبب الرابع فهو إيران، وهنا لا بد من الإشارة الى أن بن سلمان يعرف بدقة أن إيران لا تشكل خطراً مباشراً على السعودية لأن الجيوبوليتيك الأميركي يعتبرها ومنذ 1945 جزءاً بنيويّاً منه تلي «إسرائيل» مباشرة في الأهمية. لكن هذا لا يمنع من شعور محمد بن سلمان بالخطر الكبير من أي هدنة أميركية إيرانية جديدة تستند على عودة الأميركيين الى الاتفاق النووي وبالتالي الى رفع الحصار عن إيران.…
أكمل القراءة »