أميركا
-
جو بايدن… العالم تَغيّر كثيراً!
طغى نداء لمّ الشمل والوحدة على خطاب بايدن (أ ف ب ) الأخبار- ملاك حمود تستعدّ أميركا للتكيُّف مع…
أكمل القراءة » -
لبنان في البيت الأبيض: يتغيّر الرئيس والعقوبات باقية
ترامب أعاد وجهة المواجهة مع إيران وسوريا و”حزب الله” (أ ف ب) نجم الهاشم-نداء الوطن في العام 1861 عندما…
أكمل القراءة » -
ميشيغين هي أميركا الصغرى
ناصر قنديل-البناء – تدور طرائف لبنانية كثيرة حول النتائج التي حملتها الانتخابات الرئاسية في ولاية ميشيغين الأميركيّة، وغالبها يتصل بحجم حضور الجالية اللبنانية المتحدرة من جنوب لبنان ودورها في الانتخابات، في ظل دور محوري للولاية ومقاعدها الستة عشر في المجمع الانتخابي في حسم هوية الرئيس الأميركي المقبل، حتى ساد القول ولو من باب الطرفة، بأنه كما قرّرت ميشيغين مصير الرئاسة فإن تصويت اللبنانيين المهاجرين من الجنوب ومعهم ولاءاتهم اللبنانية قد حسم هوية تصويت ميشيغين، وهذا الكلام على قدر عالٍ من الصحة، لكنه ليس تعبيراً عن لعبة سياسية، بقدر ما هو تعبير عن موقع هذه الولاية الحساس في اختزان مصغّر للميزات الأميركية، التي يختل ويتبدل حجم حضور خصائصها بين ولاية وولاية أخرى، لكنها تجتمع في أغلبها في ميشيغين. – في ميشيغين المكوّنة من أكثر من عشرة ملايين نسمة توزّع لنسب السكان عرقياً يشبه توزعهم في المجموع الأميركي، حيث يشكل البيض نسبة 75% والأميركيون الأفارقة 13% واللاتينيون وحدهم يمثلون نسبة أقل من نسبتهم في المجموع الأميركي، بينما التوزيع الديني يستعيد التشابه بين أميركا الكبرى وأميركا الصغرى التي تمثلها ميشيغين، حيث المسيحيّون 80% منهم 50% من البروتسانت و23% من الكاثوليك مقابل 1% من المسلمين ومثلهم من اليهود، لكن ميشيغين التي تمثل عاصمة تجارية عالميّة بالنسبة لأميركا وعبرها نحو العالم استيراداً وتصديراً، تمثل عاصمة صناعة السيارات الأميركية وإحدى عواصمها العالميّة، مقابل ولايات تحتوي صناعات وقطاعات أخرى كصناعة النفط التي تتميّز بها ولاية تكساس. – التصويت الرئاسي الذي شهدته كل الولايات الأميركية لم يكن عبثياً ولا مجموعة مصادفات، وهو بغالبه تصويت مع أو ضد ترامب، وليس مع ترامب أو مع منافسه جو بايدن، وإذا كان بايدن قد فاز في ميشيغين فإن فوزه بنسبة كبيرة مستحيل من دون كتلة وازنة من البيض، البروتستانت، والكاثوليك، لا تقررها السياسات المرتبطة بالتمييز العنصري، بل السياسات الاقتصادية بصورة خاصة. وفي حالة ميشيغين هو تصويت يحمل خلاصة فشل سياسة ترامب لاستنهاض قطاع صناعة السيارات عبر الحماية الجمركية وعبر الضرائب المرتفعة على تجارة الصلب والحديد، لينقلب على هذه الصناعة بوجهتها البديلة القادمة للسيارات التي يتمّ تشغيلها على الكهرباء، والتي يتبنّاها بادين ويرفضها ترامب تمسكاً بمصالح الكارتلات النفطية التي منحته تصويت تكساس، وتصويت ميشيغين هو أيضاً تصويت ضد السياسات التي انتهجها ترامب في تعقيد التجارة العالميّة التي تمثل ميشيغين إحدى حواضرها العالميّة، وتضرّرت بنسبة كبيرة من سياسة العقوبات على الصين، صوّت المتطرّفون البيض بغالبية راجحة في صفوف البروتستانت بخلفيّة السياسات العنصريّة لترامب لحساب نيله ولاية ثانية. – الأقليّات العرقيّة والدينيّة صارت بيضة قبان في توازن انتخابي دقيق أدركه الحزبان والمرشّحان، وبذلا جهوداً للتأثير عليه، فصوّت اليهود المساندون لمنظمة آيباك المؤيّدة لكيان الاحتلال لصالح ترامب، وصوّت ذوو الأصول الأفريقية الذين يشكلون عصب ضواحي العمال في صناعة السيارات، والذين صوّتت أغلبيتهم ضد ترامب، أما الأقليّة اللاتينية المكوّنة من المهاجرين المستهدَفين من سياسات ترامب للهجرة وليس من اللاجئين الكوبيين والفنزويليين الذين صوّتوا لترامب في ولايات أخرى دعماً لسياساته العدائية لحكومات أميركا اللاتينية، ومن الطبيعي أن يكون المسلمون بنسبتهم الغالبة قد صوّتوا ضد ترامب وسياساته العدائية والتقييدية، وأن يكون من بينهم لبنانيون وعراقيون ويمنيون وفلسطينيون يتركزون في مدن بعينها قد لعبوا دوراً في ترجيح كفّتها ضد ترامب. – في خلفية المشهد أميركا تتفكك نحو عناصر أوليّة، وسط مناخ يسود أغلبية المنتمين للأصول البيضاء والبروتستانت منهم، خصوصاً ومن جذور أوروبيّة ترفض أن ينال من ليس من أصولها يملك حقوقاً مساوية في المواطنة. وفي تقرير مصير الرئاسة خصوصاً. وبالتوازي أغلبية أميركية ضئيلة مكوّنة من جماعات بيضاء من الطبقة الوسطى ومتعلميها ومعها جماعات الأقليات العرقية والدينية والمهمّشين تتطلع نحو دولة ديمقراطية مدنية. والمواجهة التي تدور على حافة الهاوية بين المجموعتين تقوم على توازن هش ليس فيه أغلبية كاسحة، وسط خطاب إلغائي للمتطرفين البيض وحديث عن معركة مصير ووجود وهوية، في ظل أزمة اقتصادية كبرى، وتراجع أميركي كبير على المستوى العالمي عسكرياً وسياسياً. وهذه هي ظروف المواجهات الأهلية والأزمات المفتوحة. Facebook
أكمل القراءة » -
سورية والحليف الروسي مجدّداً…!
د. محمد سيد أحمد-البناء ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي نتحدث فيها عما حدث ولا يزال يحدث على الساحة العربية عامة والساحة السورية خاصة، فلم يعد خافياً على أحد أنّ ما يحدث منذ نهاية العام 2010 ومطلع العام 2011 هو مؤامرة أميركية صهيونية بامتياز، وهي حلقة جديدة من حلقات العداء ضدّ أمتنا العربية من قبل القوى الاستعمارية المتآمرة علينا تاريخياً، وفي إطار مشروع «الشرق الأوسط الجديد» قامت أميركا و«إسرائيل» وحلفاؤهما الغربيون ومعهما الرجعية العربية بتنفيذ مخططهم الذي يسعى إلى تقسيم وتفتيت الوطن العربي، وبالطبع لكلّ مرحلة من مراحل التآمر آلياتها وأدواتها التي تختلف عن المراحل السابقة عليها، وهنا قرّر الأصيل في هذه الحرب الجديدة على أمتنا العربية أن يستخدم مجموعة من الآليات والأدوات الجديدة التي لم يستخدمها في الحروب السابقة. ويأتي الجنرال إعلام في مقدّمة هذه الآليات الجديدة حيث تمّ استخدمه في نشر الأكاذيب حول ما يحدث داخل مجتمعاتنا العربية من أجل تضليل الرأي العام العربي والعالمي، وقد نجحت هذه الآلية إلى حدّ كبير في ظلّ ثورة الاتصالات والمعلومات التي اجتاحت العالم وأصبحت هذه الوسائل الإعلامية الجديدة المصدر الأول لتشكيل الوعي عبر تلقي المعارف والمعلومات، وبالطبع استطاع الأصيل في هذه الحرب وهو العدو الأميركي – الصهيوني السيطرة الكاملة على الجنرال إعلام. ثم جاءت الآلية الثانية في هذه الحرب متمثلة في استخدام الورقة المذهبية والعرقية والطائفية لزعزعة الأمن والاستقرار داخل مجتمعاتنا العربية، وتفكيك النسيج الاجتماعي المتماسك كمقدّمة لإشعال النزاعات والصراعات والحروب الأهلية، وهو ما يعني تفجير المجتمعات من الداخل، دون الحاجة إلى التدخل العسكري الخارجي المباشر. وتأتي الآلية الثالثة متمثلة في أموال النفط الخليجي التي دفعت لتمويل تلك الحروب، فالأصيل في هذه المعركة (الأميركي – الصهيوني) لن يدفع دولاراً واحداً من خزانته في تمويل هذه الحروب، لكنه اعتمد على أن يكون تمويل هذه الحروب من الأموال العربية النفطية، لذلك لا عجب أن يصرّح رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم في أحد لقاءاته الإعلامية قبل سنوات أنّ ما صرف على تمويل الحرب في سورية فقط وصل إلى 137 مليار دولار وما خفي كان أعظم. وكانت الآلية الرابعة المستخدمة في هذه الحروب هي الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تمّ تجنيدها وجلبها من كلّ أصقاع الأرض لخوض الحرب بالوكالة عن الأصيل في طول وعرض الوطن العربي، وبالطبع تمّت صناعتها بعناية شديدة على شكل مجموعات وفرق وفصائل وتنظيمات يحمل كلّ منها اسماً مختلفاً، ففي الوقت الذي كان تنظيم القاعدة هو التنظيم الإرهابي الأول في العالم سرعان ما اختفى لتظهر لنا داعش والنصرة وجيش الإسلام وجند الشام وغيرها العشرات بل والمئات من المسمّيات على كامل الجغرافيا العربية عامة والجغرافيا السورية خاصة. وبالطبع كانت سورية هي الأكثر استهدافاً، ومع صمود شعبها وانتصارات جيشها على كامل الجغرافيا السورية في مواجهة الجماعات التكفيرية الإرهابية التي أرسلها الأصيل في هذه الحرب الكونية على سورية العربية وهو الأميركي والصهيوني، وصلنا إلى المعركة الأخيرة والتي يناور فيها العدو التركي منذ ما يقرب من عامين وهي معركة إدلب، والتي تراوح فيها الحديث بين حسمها عسكرياً أو عبر طاولة المفاوضات، وهنا لا بدّ من التذكير بأنّ الرئيس البطل بشار الأسد أكد منذ بداية الحرب الكونية على سورية وفي أكثر من مناسبة وأكثر من خطاب أنّ هذه الحرب التي تخوضها سورية اليوم تتمّ على مستويين الأول هو المستوى الميداني والثاني هو المستوى السياسي، وقد صدق الرئيس الأسد فلم يترك الجيش العربي السوري الميدان طوال سنوات الحرب، وفي ذات الوقت لم تترك سورية طاولة المفاوضات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر حليفها الروسي. وكثيراً ما كان يتمّ التشكيك في هذا الحليف خاصة في علاقته بالعدو الصهيوني والعدو التركي، وهناك أصوات كثيرة كانت لا تزال تحذر من تخليه عن سورية، لكن الأيام أثبتت عكس ذلك فكلّ عدوان صهيوني على سورية تصدّت له الدفاعات الجوية السورية المدعومة من روسيا وأجهضته بشكل واضح، وكلّ المراوغات التركية لعدم حسم معركة إدلب تصدّت لها روسيا ووقفت في الصف السوري وحذرت تركيا من المماطلة وطالبتها بتنفيذ التزامتها في إدلب والتي تمّ الاتفاق عليها في أستانا وسوتشي، وأكد الحليف الروسي أنّ الوجود التركي احتلال وعدوان على الأراضي السورية ومن حق سورية الردّ عليه، وأكد كذلك أنه لا التركي ولا الأميركي يملك حق الحديث عن أيّ شبر من الأراضي السورية وهما ينتهكان القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بتواجدهما غير الشرعي على الأراضي السورية. وفي الوقت الذي تنتصر فيه الدبلوماسية العربية السورية عبر المسار السياسي بفضل دعم الحليف الروسي، يستعدّ الجيش السوري لحسم المعركة الميدانية الأخيرة في إدلب مهما بدا من تبريد للملف على المستوى السياسي والدبلوماسي، ومهما تراجع تناوله على المستوى الإعلامي، وما الهجوم الجوي السوري – الروسي هذا الأسبوع على الجماعات التكفيرية الإرهابية في الشمال السوري إلا تكتيكاً لبدء عملية عسكرية لتجفيف منابع الإرهاب، وبذلك لا يكون أمام التركي والأميركي إلا الانسحاب من الشمال السوري فوجودهما بحجة مكافحة الإرهاب، وما دام الإرهاب قد اندحر فلا مبرر لوجودهما، ومن هنا يتضح أنّ الحليف الروسي لن يتخلى عن سورية سواء في معاركها السياسية أو العسكرية اللهم بلغت اللهم فاشهد.
أكمل القراءة » -
البحث عن البديل الإعلامي: ترامب يجد ضالّته في الشبكات الرقمية!
(أ ف ب ) الأخبار- علي عواد يرى دونالد ترامب، صاحب شعار «اجعل أميركا عظيمة مجدداً» في الإعلام الأميركي…
أكمل القراءة » -
ما كُسر مع إيران يصعب إصلاحه
لا يمكن إيران الركون إلى الاعتقاد بأن المشاكل مع أميركا يمكن أن تُحلّ حقاً (أ ف ب ) الأخبار-…
أكمل القراءة » -
أميركا ــ الصين: المواجهة حتماً
لم يعد ممكناً لجم حالة الانهيار في العلاقات الصينية ـــ الأميركية (أ ف ب ) الأخبار- ملاك حمود وضعت…
أكمل القراءة » -
أميركا 2020: الإمبراطورية كما لم تُرَ من قبل!
تعاضدت كلّ العوامل، الظرفيّة منها والمؤسِّسة، لتجعل من الانتخابات الرئاسية الأميركية، اليوم، لحظةً تأسيسيّة ضمن مسار انحدار الهيمنة الأميركية. مسارٌ…
أكمل القراءة » -
العرس في أميركا والتطبيل في بلاد العرب..
} سماهر الخطيب-البناء تختتم اليوم الولايات المتحدة الأميركية أشهراً من عملية انتخاب رئيس الولايات المتحدة تلخّصت تلك العملية في خمس نقاط هي: الانتخابات التمهيديّة والتجمّعات، المؤتمرات الوطنية، الحملة الانتخابية، الانتخابات العامة، الكلية الانتخابية. فالانتخابات الرئاسية الأميركية ليست بالعملية السهلة ولا يحدد الناخب رئيسه إنما تجري وفق اختيار الناخبين لمن ينوب عنهم ويمثلهم في اختيار الرئيس. وفي إيجاز تلك المرحلة في سطور فإنّ البداية تكون باختيار الأحزاب السياسية للمرشحين من خلال الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية. حيث يصوّت أعضاء الحزب على مستوى كل ولاية لأفضل مرشح سيمثلهم في الانتخابات العامة. ليتنافس مرشحو الحزب الذين يتم اختيارهم في هذه الانتخابات العامة. وتجري الانتخابات الأولية في 34 ولاية أميركية. أو يأتي التجمّع الحزبي كبديل للانتخابات الأولية لاختيار مندوبين إلى المؤتمر الوطني للحزب، فهو اجتماع محلي يجتمع فيه الأعضاء المسجلون في الحزب السياسي للتصويت لمرشحهم المفضل. ويعقد في 16 ولاية لتحديد مرشحي الأحزاب السياسية. ثمّ يُعقد مؤتمر وطنيّ، يُعلن فيه رسمياً عن مرشح الحزب لمنصب الرئيس. حيث يُدلي المندوبون المنتخبون بأصواتهم أثناء المؤتمر، لمرشحهم الحزبي ومن يتمتع بأكبر عدد من المندوبين يحصل على ترشيح الحزب ويختار نائباً ويمثل ذلك بداية عملية الانتخابات العامة. لتبدأ الحملة الانتخابية العامة بعد اختيار مرشح واحد من كل حزب سياسي، يقوم هؤلاء المرشحون بجولة عبر البلاد، ويشرحون وجهات نظرهم وخططهم للعامة ويحاولون كسب دعم الناخبين المحتملين. وتعدّ التجمعات والمناقشات والإعلانات جزءاً كبيراً من حملة الانتخابات العامة. في النهاية يصوّت المواطنون في كل ولاية في جميع أنحاء البلاد لرئيس واحد ونائب رئيس واحد. لكنهم عندما يدلون بأصواتهم، فإنهم في الواقع يصوتون لمجموعة من الناس تعرف باسم «كبار الناخبين»، ليكونوا أعضاء دستوريين مفوضين في الانتخابات الرئاسية. هؤلاء الناخبون يشكلون «الكلية الانتخابية»، وهم معينون من قبل الولايات، ملتزمون بدعم المرشح الرئاسي الذي دعمه الناس. فيما يدلي كل «ناخب» بصوت انتخابي واحد بعد الانتخابات العامة ويحتاج المرشح إلى الحصول على أكثر من 270 من أصوات «كبار الناخبين» وعددهم 538. بالتالي يتم انتخاب رئيس الولايات المتحدة من قبل هذه «الكلية الانتخابية». حيث ينصّ الدستور الأميركي على أن «المرشح الذي يحصل على أغلبية الأصوات في الكلية الانتخابية يصبح رئيساً»، ويؤدي الرئيس المنتخب ونائبه اليمين الدستورية في حفل التنصيب في كانون الثاني. تجدر الإشارة، إلى أنّ لكل ولاية من الولايات الأميركية الخمسين وواشنطن العاصمة عدداً محدداً من «كبار الناخبين» يعكس حجمها. فعلى سبيل المثال لدى كاليفورنيا 55 صوتاً انتخابياً باعتبارها الأكثر سكاناً (أكثر من 38 مليون شخص) من أي ولاية أخرى. بينما لدى ولاية مونتانا ثلاثة ناخبين فقط لإنّ عدد سكان صغير نسبياً (ما يزيد قليلاً عن مليون شخص). وإذا ما حصل المرشح على أكبر عدد من الأصوات داخل الولاية، فإنه يحصل على الحصّة الكاملة من أصوات الكلية الانتخابية لتلك الولاية. وتختلف المسائل التي تشغل بال الناخب الأميركي عن «المراقب» العربي والغربي. فالمسألة الأكثر تأثيراً على صوت الناخب الأميركي هي الاقتصاد، باعتباره الأساس وفق المثل الأميركي القائل «الناخب يصوّت لجيبه»، بالإضافة إلى أمور اجتماعية ومعيشية وصحيّة كنظام الضرائب والنظام الصحي ومسائل متعلقة بشؤون حياتية حقوقية كقوانين الإجهاض مثلاً وغيرها.. وبالتالي فإن الاقتصاد والصحّة «التأمين الصحي والاجتماعي» هو الذي يرجح كفة مرشح على آخر. إنما انتخابات 2020 تختلف عن سابقاتها، بسبب جائحة كورونا التي لها انعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي والمعيشي والصحّي. وتبقى الوعود الانتخابية مجرد أقوال في العقلية الأميركية بعد موت أكثر من مئتي ألف أميركي وإصابة نحو سبعة ملايين بالفيروس.. أما بالنسبة للمسألة الأكثر تأثيراً على المراقب العربي فهي تتعلق بإيقاف عجلة الحياة وتلفظ الأنفاس لمعرفة من مديره الجديد وكيف سيأتمر للآمر الجديد فـ»التابع» العربي يترقّب نتائج الانتخابات أكثر من الأميركي نفسه. فالمسألة الاقتصادية لا تشغل باله ولا حتى الشؤون الاجتماعية والمعيشية والصحية إنما ما يشغل باله لمن سيقف أمامه بالسمع والطاعة بعد أن انبطح معظم قادة العرب للمشروع الأميركي وكانوا منفذين للسياسات الأميركية بحذافيرها وربما ارتجلوا أحياناً من تلقاء أنفسهم ما يتنافسون عليه من أفعال ذليلة لإرضاء الإرادة الأميركية تمثلت بإشعال الحروب بين بعضهم البعض وتنفيذ أجندات يرضى عنها المدير «الأبيض» تكون بالولاء للعدو ونبذ القضية تحت شعارات «حرية» و»ديمقراطية» مغلفة بسلام ذليل مع عدو بيتُه أوهن من بيت العنكبوت.. بالتالي لا فرق ما بين دونالد ترامب وجو بايدن طالما أنهما تعهّدا بحماية المصالح «الإسرائيلية» وسائران نحو تكملة السيناريوات التطبيعية.. أما الغرب فلا فرق لديه أيضاً بين بايدن وترامب طالما أنّ المصلحة العليا لا تُمس والغرب يعلم جيداً أن مصلحته العليا تكمن في الإبقاء على الحرية الاقتصادية والتخلي عن الدعوات الحمائية.. فيما الصين وروسيا سائرتان بهدوء في استراتيجيتهما الهادفة لإقامة نظام عالمي جديد قائم على التعددية القطبية مراقبتان للعملية الانتخابية ثابتتان بموقفهما القائل بالدبلوماسية في تحقيق المصلحة الدولية.. في المحصلة يبقى العرس في أميركا والطبل في بلاد العرب منتظرين من يهتفوا له ويزغردوا وهو أكثر ما يستطيعون فعله بعد أن غاب عنهم الفعل ورد الفعل..
أكمل القراءة » -
تحقيقات - ملفات
سقوط الإمبراطوريّة الأميركيّة والبحث عن مخلص!
ناصر قنديل-البناء – في الدولة الإمبراطورية الأعظم في العالم التي تمثلها أميركا انتخابات، هي واحدة من عشرات الانتخابات المماثلة التي شهدتها وقدمت خلالها نموذجاً للانتقال السلمي للسلطة، بصورة جعلت منها النموذج الأعرق للديمقراطية في العالم، وفي الدولة الإمبراطورية العظمى، والنموذج الديمقراطي الأعرق، يتفق المرشحان المتنافسان على شيء واحد هو أن الانتخابات هذه المرّة قد لا تشهد انتقالاً سلمياً للسلطة، فالرئيس الحالي دونالد ترامب هو أول رئيس أميركي يهدّد بعدم التسليم بنتائج الانتخابات وعدم تسليم السلطة، والمرشح الديمقراطي جو بايدن يحذر من أعمال شغب وفوضى، ومحللون وسياسيون وخبراء كثر من النخب الوازنة في الوسطين السياسي والإعلامي يتحدّثون علناً عن خطر حرب أهلية تنتظر أميركا، والتقارير المجمع عليها من مناصري الفريقين المتنافسين تتحدّث عن حمى تسلح وعن تمرّد ولايات على الدولة الفدرالية إذا فاز المرشح المنافس للمرشح الذي يتملك غالبية كاسحة في هذه الولايات. والحديث يدور هنا عن أكثر من عشر ولايات تدين بولائها للديمقراطيين بصورة كاسحة ومثلها تدين بالولاء للجمهوريين بصورة كاسحة. – للمرة الأولى في التاريخ الأميركي لا تملك السياسة الأميركية في الحزبين فرصة لحل أزمتها الداخلية بالتوجّه نحو الخارج، ولا يملك كل من الحزبين حلولاً سحرية لأزمات الداخل، والتغيير الجوهري الذي يراهن عليه كل من المرشحين يعني مساساً بثوابت قيمية وجودية للفريق الآخر، بصورة تجعل خسارته الانتخابات أكبر من خسارة مؤقتة بما تعنيه من فتح الطريق لمجتمع من نوع آخر، وقيم حاكمة أخرى، ما يضع وحدة الدولة والمجتمع على المحك، وفي عمق المأزق الأميركي يشترك الحزبان الواقفان وراء المرشحين في بلوغ الطريق المسدود في خوض الحروب، بعد ولايتين لجورج بوش أشد الرؤساء الجمهوريين رهاناً على الحرب الخشنة، وولايتين لباراك أوباما أشد الرؤساء الديمقراطيين رهاناً على الحرب الناعمة، والحصيلة فشل مكثف في الولايات الرئاسية الأربع، وصولاً للحرب التي شهدتها الولاية الخامسة التي كان عنوانها دونالد ترامب، وعنوانها العقوبات وحروب الحصار المالي، التي أضافت للفشل مزيداً من الفشل، لتجد أميركا نفسها أمام طريق مسدود بين حرب تعجز عن خوضها وتسوية لا تجرؤ على الخوض فيها. – أمام الأميركيين أميركيتان مختلفتان جذرياً مع فوز كل من المرشحين المتنافسين، واحدة تلغي الأخرى، داخلياً وخارجياً، في مشاريع التنمية الاقتصادية، والتوجهات الضريبية والبيئية، وفرص العمل والأجور، والتأمينات الصحية والتعامل مع كورونا، والعلاقة بين الأعراق والإطار القانوني للمواطنة الأميركية، فأميركا ترامب بيضاء للأثرياء لا تعترف بضوابط البيئة والصحة، تسود فيها شركات النفط والسلاح والعقارات وتحصر صناعة السياسة بها، وهي أميركا التي تقع في صلب مخاطر المواجهات غير المعروفة النتائج، مع سلبيات عدائية تطال كل العالم من روسيا والصين وصولاً الى اوروبا مروراً بإيران سورية وكوريا الشمالية؛ بينما أميركا بايدن هي اميركا مختلفة جذرياً، حيث لم يعد ممكناً الكلام عن رفض العنصرية بالنسبة للسود واللاتينيين من دون تغييرات تشريعية جذرية، ولم يعد ممكناً للطبقات الوسطى وما دونها قبول الإصلاح الاجتماعي والطبي من دون نظام ضرائبي جديد، ولا يمكن الحفاظ على دعم الجماعات البيئية من دون إجراءات حاسمة ستصيب شركات النفط والسلاح في الصميم، وتنظم القطاع العقاري بمعايير يرفضها اصحاب الرأسمال العقاري. وخارجياً هي أميركا العائدة الى محاولة ترميم الجسور التي نسفها ترامب، على قاعدة الاختلاف والندية، لكن ايضاً على قاعدة التعاون والبحث عن الحلول السياسية للنزاعات، في ملف اتفاقية المناخ وملف منظمة الصحة العالمية والملف النووي الإيراني، وملف التفاوض على حلّ يستند لصيغة الدولتين للقضية الفلسطينية. – في أميركا يكثر أنصار المرشحين من استعمال صفة المخلص في توصيف مشروعه وترشيحه، فيما خيار ترامب يعني إصابة وجودية لنصف الأميركيين، وخيار بايدن يعني إصابة وجودياً للنصف الآخر، والأهم من اسم الرابح في الانتخابات هو أن نهاية الانتخابات تعني بداية مسار مصيري خطير للإمبراطورية التي تترنح وتفقد توازنها، ليست الحرب الأهلية مجرد شائعة فيه، بعد قرنين من الصعود المستقر، يصير الشحوب والتراجع خطاً بيانياً مستداماً، والقفزة الى المجهول قاب ساعات أو أكثر، ويصير تفادي الساعة السوداء للسقوط المدوّي للإمبراطورية العظمى بذاته إنجاز غير قابل للتحقق إلا بفوز كاسح لأحد المرشحين، حيث يبدو بايدن هو الأوفر حظاً لتحقيقه، حيث فوزه الضئيل يشكل صاعق التفجير الداخلي للإمبراطورية، وفوزه الكاسح ربما يكون بوليصة تأمينها من التصدع، وربما يكون هذا حافزاً لتصويت غير متوقع لصالحه لتفادي الأسوأ، بحيث يبدو بايدن مشروع مخلص بنظر دعاة وحدة «الأمة الأميركية» من الحزبين لرد الاعتبار للسياسة ولو من موقع أضعف.
أكمل القراءة »