المفاوضات بين الواقع والتأويل
المفاوضات بين الواقع والتأويل
الكاتب والمحلل السياسي يحيى دايخ ٢٠٢٤/١١/٢٦
قبل الغوص والتحليل فيما يسرب أو يشاع عن بنود إتفاق وقف إطلاق النار أو وقف الأعمال العدائية وهذا الأخير المصطلح الأنسب (كل ما يشاع من تسريبات هي صادرة عن المسؤولين السياسيين في الكيان الصهيوني والإدارة الامريكية وصحافتهما)، مازال قيد التكتم من المفاوض اللبناني.
فلا يمكن الجزم ببنود المفاوضات الجارية إلا بعد إعلانها إلى العلن، وعليه يجب عدم الإنجرار في التحليلات والتكهنات السبّاقة قبل إتضاح المشهد العام.
فما يحكم التفاوض الآن من الجهة اللبنانية شرطين أساسيين عند المقاومة هما:
١- حفظ السيادة والأمن اللبناني.
٢- أن يكون التفاوض تحت سقف ١٧٠١ بدون زيادة أو نقصان.
هذان الشرطان يصنفان بالإستراتيجيين.
يبقى السؤال المشروع من الضمان أو الجهة الضامنة لإلتزام العدو بهما والتي يمكن الركون إليها؟، خاصة بعد تجربة حرب ٢٠٠٦ والتي قام العدو بخرق الإتفاق (١٧٠١) أكثر من ثلاثون ألف مرة موثقة في تقارير اليونيفل.
هل هي أمريكا التي تمد الكيان بالأسلحة والوسائل التي تمكنه من تدمير وقتل شعبنا، والتي تسانده في المحافل الدولية والأممية وقد شاهدنا رد فعلها إتجاه مشروع قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة، وحكم إدانة نتنياهو وغالنت بالمحكمة الجنائية الدولية.
إن الضمانة الوحيدة التي تردع العدو هي المعادلة الذهبية جيش شعب مقاومة
هذا ناهيك عن المزايدات والتشرذم والنزاع الحاصل بين صناع القرار ببعضهم والأحزاب المعارضة عند العدو من جهة، وبين مجتمعاته الإستطانية (والتي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة في المجتمع الصهيوني) من جهة أخرى، حول بنود المفاوضات وما التسريبات الحاصلة هذه من العدو إلا لتخفيف وطئة إقدامه على التفاوض مع لبنان الذي لا يملك خياراً آخر أفضل، في ظل عدم تحقيقه لأي مكاسب سياسية داخلية، وهزيمة وانكسار جيشه على تخوم بلداتنا وقرانا الأمامية وتحت الضغط الناري لصواريخ ومسيرات المقاومة في عمق الأراضي المحتلة، أضف الى ذلك إنقلاب صورته عند شعوب وحكومات غربية ولاتينية.
وبالتالي لننتظر ما ستؤول إليه الأمور في الساعات القادمة ليبنى على الشيئ مقتضاه.
وكما يقول المثل العامي “بكرا بذوب التلج وببين المرج”
وبالتالي إنتظروا تحليل معمق لأي نتيجة تخلص إليها المفاوضات.
فالمقاومة كما عودتنا دائما لن تتنازل عن حق لبنان وسيادته، وعن حق شعبها وارضها خاصةً بعد الدماء الزكية التي سفكها العدو ابتداءً من شهيدنا الأقدس والأسمى إلى شهدائنا جميعا.