البترون: هل يتمرد أنطوان زهرا على قرارات القوات؟
غسان ريفي
المصدر: سفير الشمال
ينطلق الحراك الانتخابي رسميا في البترون اليوم، حيث من المفترض أن تعلن القوات اللبنانية ترشيح أمينها العام السابق فادي سعد للانتخابات النيابية المقبلة خلفا للنائب أنطوان زهرا، وذلك خلال لقاء إحتفالي يعقد برئاسة الدكتور سمير جعجع وأعضاء الهيئة التنفيذية في معراب.
خطوة القوات، سيليها سلسلة خطوات على صعيد تنسيق التحالف مع التيار الوطني الحر ممثلا بمرشحه وزير الخارجية جبران باسيل، ومن ثم السعي الى تسويق سعد لدى القاعدتين القواتية والعونية ساحلا ووسطا وجردا، وتمتين هذا التحالف الذي سيواجه النائب بطرس حرب سواء تحالف مع حزب الكتائب ممثلا بالنائب سامر سعادة، أو مع أي شخصية مستقلة تسميها العائلات البترونية.
تشير المعطيات الى أن ترشيح فادي سعد من قبل الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية ما يزال يحتاج الى كثير من الجهد لترويجه وإقناع القاعدة القواتية بالتصويت له، خصوصا أن تباينات وتجاذبات كثيرة حصلت خلال الفترة السابقة وما تزال قائمة ضمن مراكز القوى في القوات المنقسمة بين مرشحين الأول فادي سعد الذي نال ثقة الهيئة التنفيذية، والثاني وليد حرب الذي إستبعدته الهيئة عن الترشيح.
وتقول المعلومات: إن النائب أنطوان زهرا الذي سيتخلى عن مقعده النيابي في البترون للمرشح الجديد سعد، بعد أن أمضى 12 سنة نائبا، ليس راضيا عن إختيار الهيئة التنفيذية في حزبه للمرشح فادي سعد، وأنه كان يفضل إختيار المرشح وليد حرب، وهو بذل جهدا كبيرا لتحقيق ذلك لكنه أخفق في مسعاه.
وتلفت هذه المعلومات الى أن إصرار الهيئة التنفيذية على إختيار سعد خلفا لزهرا، قد يؤدي الى إنقسام في القاعدة القواتية في البترون، خصوصا في ظل العلاقة المتوترة جدا بين زهرا وسعد منذ أن كان الأخير منسقا للقوات في البترون، لذلك فان زهرا كان يرغب بتسمية وليد حرب لأكثر من سبب، بدءا بتصفية حسابات قديمة مع سعد، مرورا بأن وليد حرب يمثل الجرد، وصولا الى نقل المعركة الانتخابية الى عقر دار الخصم الأساسي في هذه المعركة النائب بطرس حرب.
ويؤكد مقربون من زهرا، أن عدم إختيار وليد حرب كمرشح قواتي للانتخابات النيابية المقبلة، يؤدي الى إراحة النائب بطرس حرب الذي سيصول ويجول في الجرد البتروني بمفرده، ومن الطبيعي أن يحصد كل أصواته، ما سينعكس سلبا على التحالف العوني ـ القواتي في الجرد، خصوصا إذا ما نجح حرب في إستمالة مرشح قوي الى جانبه، عندها ستكون المعركة الانتخابية في البترون حامية الوطيس، ولن يتمكن أي كان من التكهن بنتائجها التي قد تكون صادمة للجميع.
وفي هذا الاطار يسود تخوف بين أوساط القوات اللبنانية في البترون أن يحصل إنقسام حقيقي في القوة الناخبة، خصوصا إذا ما قرر المرشح وليد حرب الاستمرار في ترشيحه منفردا، لأن ذلك سيجعل النائب أنطوان زهرا يقف وبشكل تلقائي الى جانبه، وكذلك أنصار القوات في الجرد، الأمر الذي من شأنه أن يربك القوات ويشتت أصواتها بالدرجة الأولى، ويصب في مصلحة النائب بطرس حرب بالدرجة الثانية.
هذا السيناريو يطرح سلسلة تساؤلات لجهة: هل يتمرد أنطوان زهرا على قرار الهيئة التنفيذية للقوات في البترون؟، وهل صحيح أن عدم ترشح زهرا جاء بالتوافق بينه وبين قيادة حزبه، أم أن الهيئة التنفيذية طلبت منه إفساح المجال أمام مرشح آخر يكون منسجما مع مرشح التيار الوطني الحر الذي تؤكد المعلومات أنه كان يفضل وليد حرب على فادي سعد.