اعلان بوتين هل يوقف الحرب ام يسرع اشتعالها وانتشارها ..؟
اعلان بوتين الاعتراف باستقلال جمهوريتي لوغانسك و دونيتسك عن أوكرانيا ، يمكن ترجمته بإنه الثمن الذي تقبل به موسكو عوضاً عن غزو أوكرانيا ..
ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات على قبول بوتين وبايدن بمبادرة من ماكرون عقد قمة أمريكية روسية حول الازمة الاوكرانية ، وايضا بعد اعلان واشنطن عن عقوبات طالت روسيا ..
قد يكون اعلان بوتين من حيث الشكل تطيير القمة مع امريكا ، ومن ناحية اخرى يمكن ان يكون هذا الإعلان ورقة قوة وضغط يحملها الرئيس الروسي بالمواجهة الدبلوماسية مع بايدن لكي يتخلى عن خيار الحرب ،لانه لا يمكن لبوتين ان يعلن انتهاء الازمة مع كييف وسحب حشوده عن حدودها دون مقابل او الثمن لم يحصل عليه من واشنطن التي تدعم أوكرانيا بوجه الخيار العسكري الروسي دون ان تقدم اَي شيء يذكر لروسيا لثنيها عن الحرب ..
فهل تقبل واشنطن ومعها كييف بإعلان بوتين استقلال لوغانسك ودونيستك ، وبالتالي تصبح أوكرانيا بموقف ضعيف جداً امام استمرار اهتمام الغرب وأمريكا بدعمها وضمها الى حلف الناتو ، وبالتالي انكسار واشنطن وحلفائها الأوروبيين امام بوتين دون خوض جيشه الحرب ، مما يفتح شهيته بتوسيع مواجهة الدول الحليفة لامريكا وتلك التي تنشر بها الدرع الصاروخي وايضاً تعاظم تأثير روسيا السياسي والعسكري والنفطي على حساب دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ..!
واذا ما رفضت واشنطن واوكرانيا اعتراف بوتين باستقلال لوغانسك ودونيستك وقرروا مواجهة ذلك ، فهذا يعني ذهاب روسيا الى الحرب وغزو كامل أوكرانيا بحرب قد لا تكون قصيرة او نزهة لروسيا ولواشنطن وكييف ، وتداعياتها لن تقتصر على الصراع العسكري وبمساحة اشتباك محددة، بل ستتحول الى صراع اقتصادي وعسكري وامني ونفطي بما يشبه الحرب الباردة التي ستتخطى حدودها اوروبا وتطال كل ما له صلة بالنفوذ الروسي- الامريكي حول العالم ..
#يتبع
عباس المعلم / كاتب سياسي