هل تكون الحرب السيبرانية الشاملة بديلاً عن العسكرية؟
ربطت القيادة الإلكترونية للجيش الأمريكي مؤخراً، بين مجموعة قرصنة سيبرانية تدعى “المياه الموحلة – MuddyWater“، بوزارة الاستخبارات الإيرانية. حيث قامت القيادة الإلكترونية الأربعاء الماضي، بتفصيل أدوات قرصنة متعددة، يزعمون أن وزارة “إطّلاعات” الايرانية قد استخدمتها، ضد شبكات كومبيوتر في جميع أنحاء العالم.
وتعتبر مجموعة الهاكرز والتجسس هذه، من أكثر المجموعات نشاطاً في الحرب السيبرانية، حيث قامت بالعديد من عمليات السيطرة الالكترونية، على البيانات الخاصة بشركات اتصالات وغيرها من الكيانات الموجودة في المنطقة والعام.
وقامت القيادة بنشر عدة عينات من الشفرات الفيروسية، التي تزعم بأن هذه المجموعة الإيرانية قد استخدمتها، وذلك بهدف مساعدة المنظمات في أمريكا والدول الأخرى، في الدفاع عن نفسها من محاولات التسلل المستقبلية.
وتعتبر مثل هذه التصريحات، من صلب مهام هذه القيادة الالكترونية الامريكية، التي تعمل بالإضافة الى وكالات أمريكية أخرى في مواجهة هذا النوع من الحروب، مع التركيز على أربع دولية قوية في هذا المجال: روسيا، الصين، الجمهورية الإسلامية الايرانية، كوريا الشمالية.
وقد أعلنت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة في بيان لها، عن رفضها لهذه المزاعم التي لا أساس لها، والتي تعتقد بأنها واحدةً من أشكال الحرب النفسية ضد إيران والتي لا قيمة لها.
فما هي أبرز المعلومات حول هذه المجموعة؟
_ تم رصد هذه المجموعة لأول مرة في العام2017، وهي معروفة باستهدافها بشكل أساسي لكيانات في منطقة الشرق الأوسط (كيان الاحتلال الإسرائيلي، الإمارات، السعودية،…).
_ تعرف أيضاً بأسماء: APT، TEMP.Zagros، Seedworm، Static Kitten، MERCURY، COBALT ULSTER.
_ على الرغم من أنها مجموعة جديدة نسبيًا، إلا أنها نشطة للغاية وتقوم بتحديث ترسانتها باستمرار. وتستهدف قطاعات الاتصالات والحكومة (خدمات تكنولوجيا المعلومات)، وصناعة النفط.
_ كما لوحظ بأنها توسع من هجماتها، لتشمل الكيانات الحكومية والدفاعية والعديد من المؤسسات الخاصة والعامة، بتركيز على أمريكا الشمالية وأوروبا وبعض الدول الآسيوية.
_ يستخدمون مجموعة واسعة من الأساليب لتوزيع هجماتهم، بما في ذلك وحدات الماكرو وما يسمى بالهندسة الاجتماعية.
_تزايد نشاطها بشكل جدي، بعد أن قامت أمريكا باغتيال الشهداء القادة الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما مطلع العام 2020.
ووفقاً للمحللين فإن هذه المجموعة أرادت زيادة قدراتها، في تأمين الإنذار المبكر بالعمليات الأمريكية والإسرائيلية، ضد الأفراد والبنية التحتية الإيرانية، إضافة الى كل ما يتعلق بمحور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
_تم ربطها بالهجمات التي شنت في العام 2020، والتي استهدفت حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومسؤولين حكوميين أمريكيين حاليين وسابقين.
حرب سيبرانية شاملة؟
يعتبر الكثير من الخبراء في هذا المجال، بأن هذا الاتهام الأمريكي الرسمي، لوزارة الاستخبارات الإيرانية برعاية هذه المجموعة، يعتبر الأول من نوعه.
ومع تزايد حجم هجمات القرصنة، التي تحدث بين إيران وإسرائيل وأمريكا، يؤكدون بأن هناك مخاوف من اندلاع حرب إلكترونية شاملة، خاصة مع عدم توافر الإرادة للقيام بحرب عسكرية.
ويعددون في هذا السياق بعض المزاعم على إمكانية التوجه نحو هكذا حرب:
1)قيام قوة القدس بإنشاء وحدة جديدة للحرب الإلكترونية في حزب الله (خلال العام 2021)، كي تكون مسؤولة عن الهجمات الإلكترونية، وجمع المعلومات الاستخبارية لمهاجمة الهواتف المحمولة، واعتراض إشارات Wi-Fi، وجمع المعلومات من الشبكات الاجتماعية.
2)توقيع الصين وإيران قبل عامين، لاتفاقية استراتيجية هدفها التطوير المشترك لقدرات الهجوم السيبراني والدفاع السيبراني للبلدين، بهدف إنشاء جبهة موحدة ضد أمريكا.
الكاتب: الخنادق