ارشيف الموقع

لماذا هذا الاهتمام الإسرائيلي الكبير بأوزباكستان؟

العلاقات ما بين إسرائيل وأوزباكستان

لطالما حاول كيان الاحتلال الإسرائيلي من توسيع نفوذه، في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز. فكما استطاع بناء علاقات قوية بأذربيجان، فإنه بالتوازي أيضاً تمكن من بناء علاقة وثيقة أيضاً بدولة أوزبكستان، التي يمتلك فيها قدرة على النفوذ من خلال “يهود بخارى” من جهة، وحاجة هذا البلد لبناء علاقات خارجية غربية، لذلك كانت من أوائل الدول في المنطقة، التي أقامت علاقات سياسية ودبلوماسية رسمية مع إسرائيل.

وبسبب الحدود المشتركة لهذه الدولة مع أفغانستان، فإن رصد أي تحركات إسرائيلية فيها سيكون من أولويات السلطات الأفغانية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأنها الهدف الأول والأخير للكيان.

أسباب هذه العلاقة وتاريخها

تهدف السلطات الأوزبكية من خلال تطوير علاقاتها بالكيان، الى تحقيق توازن للقوى بين الدول الغربية وروسيا والصين، في منطقة آسيا الوسطى الجيوستراتيجية. هذا الهدف دفع منظمات النمو والتنمية الغربية-ومن بينها تلك التابعة للكيان- الى أن تدعو الشركات لا سيما السياحية منها، للعمل وفتح مكاتب لها في هذا البلد، من أجل خلق موارد اقتصادية جديدة. كما ويستخدم كيان الاحتلال كل قدراته، للاستجابة للطلبات والدعوات الأوزبكية في كل ما تحتاجه.

كما لعبت التغييرات السياسية في هذا البلد، دورها الأساسي في تطور العلاقات مع الكيان، لا سيما حينما تولى “شوكت ميرزيوييف” رئاسة البلاد خلفاً للرئيس الأول للبلاد “إسلام كريموف”. ففي عهد “ميرزيوييف” تسارعت عملية بناء العلاقات بين الحكومتين، لتبنيه سياسة أكثر مرونة تجاه الغرب وإسرائيل.

كما أن العلاقة بين طشقند وتل أبيب لها جذور تاريخية، من خلال ما مثلته أوزبكستان كواحدة من أهم مراكز الاستيطان اليهودي في الاتحاد السوفيتي سابقاً. حيث تعد موطناً لـ “يهود بخارى”، الذين يعيشون فيها منذ 1200 عام.

ومن أبرز الشخصيات اليهودية الأوزبكية، يبرز اسم الملياردير “ليف أفنروفتش ليفييف” الملقب بـ”ملك الألماس”، الذي لديه علاقات مهمة مع السلطات في واشنطن وموسكو وتل أبيب.

ولا يقتصر التأثير اليهودي في هذا البلد على الأفراد والشخصيات، بل يتعداه الى الحركات والمنظمات اليهودية التي تنشط أيضًا فيه، لا سيما في بخارى وسمرقند وطشقند، بهدف جمع اليهود عبر مدارسها ومعاهدها الدينية. كما أن هناك العديد من المراكز الثقافية التابعة للكيان، التي تعمل في هذا البلد بكل حرية وفي مناطق مختلفة، وتركز على مجال تعليم اللغة العبرية والترويج للأفكار الصهيونية. كما أن للوكالة اليهودية وجود في هذا البلد، من خلال مكتبها التمثيلي في العاصمة “طشقند”، والتي تولت نقل أكثر من 70 ألف يهودي الى الكيان.

أبرز مجالات التعاون

_ قيام إسرائيل-بتمويل أميركي- بتنفيذ برامج للتعاون الفني وتدريب الكوادر في مجالات الزراعة والري خصوصاً والإدارة والبنوك، وغيرها من المجالات واقتصاد السوق.

_ إقامة مشاريع مشتركة، في مجالات تمتد من الري والزراعة والصناعات الزراعية، الى الصناعات السياحية والاتصالات وبناء الفنادق والمقاولات، من خلال استثمارات اسرائيلية أو مشتركة ساهم فيها رجال الأعمال الجدد من يهود أوزبكستان.


الكاتب: غرفة التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى