الحدث
تعزيزات من الظهران إلى مأرب: الرياض تستنجد بالسلفيّين
الأخبار-رشيد الحداد
صنعاء | بعدما حشدت المئات من عناصر تنظيمَي «القاعدة» و«داعش» من وادي حضرموت وشبوة للدفاع عن مدينة الجوبة جنوب مدينة مأرب، من دون أن تفلح في منْع سقوطها تحت سيطرة قوات صنعاء قبل أسبوع، دفعت السعودية، أمس، بكتيبة عسكرية من الميليشيات السلفية المتطرّفة التي كانت تتمركز في محافظة ظهران الجنوب الواقعة في الحدّ الجنوبي للمملكة، في اتّجاه ضواحي مدينة مأرب، أملاً في تبديل الواقع المتشكّل هناك بسرعة. على أن التعزيزات الآتية من «اللواء 102» بقيادة المتطرّف أبو عبيدة ياسر المعبري، لا يبدو أنها ستتمكّن من قلْب المعادلة، بعدما حقّق الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، خلال الساعات الـ48 الماضية، تقدّماً عسكرياً جديداً تَمثّل في سيطرتهما على مناطق غرب البَلْق الشرقي وجنوبه وغرب الفلج، وتأمينهما مناطق واسعة وحاكمة أنهت آمال قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، وميليشيات «الإصلاح»، في العودة إلى منطقة العمود الاستراتيجية أو استعادة جزء من مكاسبها التي فقدتها في معركة البوّابة الجنوبية لمركز المحافظة. وظهر عدد من قيادات حركة «أنصار الله»، ظهر الثلاثاء، في منطقة لا تبعد سوى 2 كلم عن نقطة الفلج التي تتوسّط البلقَين الأوسط والشرقي، وهو ما أثبت أن جميع المناطق الخلفية للنقطة المذكورة أصبحت بيد قوات صنعاء.
وبحسب مراقبين عسكريين في صنعاء، فإن التوجّه السعودي نحو حشد الميليشيات المتطرّفة من أراضي المملكة في اتّجاه مأرب، قد يدفع «أنصار الله» نحو إنهاء الهدنة غير المُعلَنة في جبهات الحدّ الجنوبي، علماً أن آخر العمليات العسكرية التي نفّذها الجيش و«اللجان» هناك كانت في منتصف العام الجاري، حيث تمكّنا من إحراز تقدّم كبير على الأرض، وصولاً إلى مدينة الخوبة الواقعة على بعد 15 كلم من مدينة جيزان، وأثبتا قدرتهما على الوصول إلى منطقة الدرب غرب أبها، والتوغّل في جيزان ونجران، والسيطرة على مدن سعودية كبيرة. وفي هذا الإطار، تُعرب مصادر عسكرية، في حديث إلى «الأخبار»، عن اعتقادها بأن «اشتعال جبهات الحدّ الجنوبي للمملكة لن يتوقّف هذه المرّة إلّا بتوقّف العدوان ورفع الحصار، ودفع كامل التعويضات عن الأضرار التي طاولت البنية التحتية اليمنية والخسائر المباشرة وغير المباشرة التي تكبّدها اليمن خلال السنوات الماضية من العدوان». وتضيف المصادر ذاتها أن «فتح جبهات نجران وجيزان وصولاً إلى ميدي على امتداد الشريط الحدودي، سيدفع الكثير من اليمنيين إلى المشاركة فيها كونها أوّل جبهات مباشرة مع العدو السعودي وفي عمق أراضيه، وستربك كلّ حسابات الرياض العسكرية في الداخل اليمني».على خطّ موازٍ، سحبت السعودية، خلال الأيام الماضية، المزيد من قواتها من محافظة حضرموت وجزيرة سقطرى، بعد أن أجلت المئات من عناصرها من مدينة عدن، وخفّفت تواجدها العسكري في مطار عتق في محافظة شبوة. ووفقاً لمصادر محلية في جزيرة سقطرى، فإن «لواء الواجب» السعودي (808) الذي يتمركز في منطقة موري ومطار الجزيرة الدولي منذ عام 2018، باشر عملية سحب قوّاته وعدد من المدرّعات والآليات العسكرية من ميناء الأرخبيل، موضحة أن المواقع التي انسحبت منها القوات السعودية تمّ تسليمها لميليشيات موالية للإمارات. كذلك، أخلت القوات السعودية معسكر الخالدية في مديرية رماه في محافظة حضرموت من دون ترتيب مُسبق، عائدةً إلى بلادها. وكانت المملكة قلّصت قبل شهرين إدارة المعسكر المذكور، وحَدَّت من عدد الموظفين العاملين داخله. والجدير ذكره، هنا، أن إجمالي عدد المعسكرات التي افتتحتها الرياض منذ بداية الحرب، سواءً داخل اليمن أو خارجه، يتجاوز الـ30، بحسب مصادر عسكرية في قوات هادي.