تحقيقات - ملفات

الدعم الغربي للحكومة قائم لكن «تجربة السفيرتين» غير مشجعة هل تنفع الاستعانة «بالصديق» الأميركي في تليين موقف دول الخليج؟

غاصب المختار -اللواء

مع تفاقم تدهور علاقات لبنان مع دول الخليج العربي ولا سيما مع المملكة العربية السعودية، وطلب دول الخليج مغادرة سفراء لبنان لأراضيها واستدعاء سفرائها من بيروت، إضطر لبنان إلى الإستعانة «بالصديق» الاميركي لتليين موقف دول مجلس التعاون الخليجي من الازمة المستجدة مع لبنان، بعد كلام وزير الاعلام جورج قرداحي عن وضع اليمن. فتم إستدعاء القائم بأعمال السفارة الاميركية في بيروت ريتشارد مايكلزللمشاركة في إجتماع خلية الازمة الوزارية التي شكلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لبحث سبل معالجة المشكلة، فيما رفده المتحدث بإسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرج في كلام منسوب له جاء فيه: «بشكل عام الولايات المتحدة تحث الدول العربية وخاصة السعودية والإمارات والدول في المنطقة على التواصل مع الحكومة اللبنانية.والحكومة الأميركية تعمل مع المجتمع الدولي لتأمين الدعم للحكومة اللبنانية، ونحن ننتظر منها الشفافية والمحاسبة».
  وكان اللافت للإنتباه كلام وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، بعد انتهاء الاجتماع، «بأننا تواصلنا مع الأميركيين لحضور الاجتماع لأنهم قادرون على معالجة الأزمة الراهنة. وكشف أن أطرافًا دولية دعت الرئيس ميقاتي إلى إستبعاد خيار الإستقالة». وهوما اكده ايضاً عدد من الوزراء، حيث أعلن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ان «استقالة الحكومة غير واردة والرئيس نجيب ميقاتي لا يجد أن الاستقالة هي الحل».وفي حين علمت «اللواء» ان الدبلوماسي الاميركي كان مستمعاً خلال الاجتماع وتعهد بنقل طلب لبنان الى إدارته، رأت مصادر سياسية متابعة في كلام بو حبيب استمراراً لوجود دعم غربي ولا سيما اميركي وفرنسي لبقاء حكومة ميقاتي، للتصدي للأزمات القائمة ومعالجة الملفات الضرورية العالقة وفق شروط المجتمع الدولي والدول المانحة.
 لكن المصادر اشارت الى انه من الصعب إقناع السعودية ودول الخليج الاخرى بتليين موقفها قبل ان يتخذ لبنان الاجراءات المطلوبة التي حددتها السعودية، مشيرة الى انه سبق لسفيرتي اميركا وفرنسا في لبنان دوروثي شيا وآن غريو ان زارتا الرياض في شهر تموز الماضي، لحشد التأييد السعودي والخليجي لتكليف ميقاتي تشكيل الحكومة ودعمها، ولو ان الهدف الرسمي الاميركي الفرنسي المعلن من زيارة الرياض كان « مناقشة الوضع في لبنان والسبل التي من خلالها يمكنهم معاً دعم الشعب اللبناني والمساعدة في استقرار الاقتصاد». لكنهما لم توفقا في مهمتهما، «نتيجة المطالب السعودية الواضحة من لبنان، والنأي السعودي عن التدخل في امر تشكيل الحكومة، وقرارها بالحكم على النتائج وتوجه الحكومة الجديدة بغض النظرعمّن يكون رئيسها»، حسب المعلومات التي تسرّبت وقتها.علماً ان زيارة السفيرتين للرياض جاءت ايضاً «وفقاً لما تقرّر في اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث السعودية فيصل بن فرحان وأميركا أنتوني بلينكن وفرنسا جان إيف لودريان في مدينة ماتيرا في إيطاليا، باستمرار التعاون والتنسيق بينهم لدعم ومساندة الشعب اللبناني في ظلّ الأوضاع التي يواجهها حالياً».
  وعلمت «اللواء»  من مصادرمتابعة، ان الوزير بوحبيب أجرى ايضاً اتصالات بدولٍ اخرى صديقة للبنان والسعودية ومنها دول خليجية، بهدف التدخل لمعالجة الازمة، مشيرة الى ان «الموقف اللبناني الرسمي هو تأكيد الانفتاح على العرب والحوار مع المملكة من اجل معالجة هذه الازمة وعدم تدهور العلاقات اكثر، وان ميقاتي وبوحبيب مستعدان لزيارة الرياض اذا تلقيا دعوة منها لفتح الحوار وتوضيح كل المواقف والخطوات».
 بالمقابل، لا بد من التوقف عند مواقف الاطراف اللبنانية الاخرى من الأزمة مع المملكة، ومنها المعني الأول بتوزير قرداحي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعد زيارته بكركي، وترقب موقف الوزير قرداحي من مطالبته بالاستقالة، بعد التسريبات التي نُسِبَتْ للبطريرك بشارة الراعي يوم السبت بأنه «نصح قرداحي بالاستقالة»، لكن لم يصدر اي موقف مباشر عن قرداخي لا سلباً ولا إيجاباً. وحسب المعلومات، جرى خلال اللقاء بين البطريرك وقرداحي نوع من تقييم الموقف وما هي مصلحة لبنان ليُبنى على الشيء مقتضاه. لكن قرداحي قال امس في مداخلة تلفزيونية ان استقالته غير واردة.
 وثمّة كلام من هذا الطرف المعني بالأزمة، مفاده ان المطلوب رأس الحكومة وليس رأس قرداحي فقط، لذلك ستشهد البلاد حالة من التجاذب السياسي القوي بين مُطالبٍ بإستقالة الحكومة ومتشدّد في بقائها، خاصة بعد موقف وزير الخارجية السعودية فرحان بن صالح الذي أعلن صراحة يوم السبت لوكالة «رويترز»: «بأن التعامل مع لبنان «غير ذي جدوى في ظل هيمنة حزب الله» على النظام السياسي في البلادبأن التعامل مع لبنان «غير ذي جدوى في ظل هيمنة حزب الله» على النظام السياسي في البلاد إن ألأزمة مع لبنان ترجع أصولها إلى التكوين السياسي اللبناني، الذي يعزز هيمنة جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران، ويتسبب في استمرار عدم الاستقرار، وان التعامل مع لبنان بات غير مجدٍ في ظل هيمنة حزب الله على النظام السياسي في البلدبأن التعامل مع لبنان «غير ذي جدوى في ظل هيمنة حزب الله» على النظام السياسي في البلاد». وهذا الموقف كافٍ لمعرفة سبب الحملة على الحكومة والسلطات اللبنانية كافة لا على قرداحي بسبب موقف شخصي عمره ثلاثة أشهر وقبل توزيره. وعلى هذا فإن إستقالة قرداحي حتى لوحصلت لن تحل المشكلة لأن أصلها في مكان آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى