العلاقات مع الدول العربية تُقلق ميقاتي… أبواب مفتوحة وأخرى مغلقة
محمد علوش-الديار
تصف مصادر قريبة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي زيارته الى باريس بالناجحة جداً، متحدثين عن أن هذا النجاح سينعكس قريباً من خلال إجراءات ستتخذ من قبل الفرنسيين والأوروبيين باتّجاه لبنان، سيكون لها الصدى الإيجابي، ولكن بعد أن تقوم الحكومة بالخطوة الأولى، والتي ستكون تأليف اللجنة المفاوضة مع صندوق النقد الدولي.
رغم هذه الإيجابيات والزخم الكبير الذي عاد به ميقاتي الى بيروت، يحتل العالم العربي مكاناً واسعاً في فكره، فهو كان ولا يزال يعتبر أن عودة العلاقات الجيدة مع العالم العربي هي من الشروط الضرورية لقيامة لبنان، لذلك يسعى لعودة هذه العلاقات.
قبل زيارة ميقاتي الى فرنسا، تلقى دعوة رسمية لزيارة الكويت، قد تحصل بحسب المصادر نهاية الأسبوع الجاري أو الاسبوع المقبل، مشيرة الى أن الكويت كانت ضمن اولوياته نظراً لدورها المنتظر في ملف الكهرباء، وكرمها الكبير مع لبنان طيلة السنوات الماضية، مشددة في الوقت نفسه على أن كل ما قيل عن أن الكويت قررت التريث في تعاطيها مع الحكومة الجديدة غير دقيق، فالكويت لا تنظر الى لبنان بعين سياسية.
أما بالنسبة الى زيارة ميقاتي الى قطر، فتكشف المصادر أن لا موعد بعد لهذه الزيارة، مشيرة الى أن الرسالة القطرية الإيجابية التي نقلتها سفيرة لبنان في قطر الى وزير العمل مصطفى بيرم تؤكد أن الدوحة جاهزة للمساعدة. إن الرسالة القطرية المتعلقة بتفعيل اتفاقية قديمة مع لبنان قد تؤخر زيارة ميقاتي الى الدوحة لبعض الوقت، إذ قد يتطلب الأمر تنسيقاً وعملاً مشتركاً بين فريق قطري وآخر لبناني لترتيب الملفات والتحضير للزيارة لكي تكون مثمرة، علماً أن هناك إمكانية لسفر فريق لبناني من وزارة العمل الى الدوحة قريباً، من غير المعروف ما إذا كان هذا الفريق سيكون برئاسة ميقاتي أم لا.
يقول البعض أنه لو زار ميقاتي كل الدول العربية ولم يزر السعودية فهو كأنه لم يزر أحداً، وبالنسبة الى مصادر وزارية، فإن ميقاتي يعلم جيداً قيمة السعودية ضمن العالم العربي، وهو سيسعى لتحسين العلاقات معها ولو لم يتم تحديد موعد لزيارة السعودية قريباً، مشددة في الوقت نفسه على أن السعودية لم تتخذ موقفاً رسميا سلبياً من الحكومة، وبالتالي فإن الامور مفتوحة بحسب مسار التفاوض في المنطقة، نظراً للترابط الكبير بين الملفات، فالمملكة لن تعالج الملف اللبناني بشكل منفصل عن ملفات أخرى مهمة بالنسبة إليها.
وتُشير المصادر المقربة من ميقاتي لى أنه سيسعى لتأمين الدعم العربي للبنان، وهو مستعد لزيارة كل العواصم العربية القادرة على المساعدة، ومنها القاهرة، مشددة على أن أكثر من رسالة دعم عربية وصلته منذ نيل الحكومة الثقة.
هذا بالنسبة الى زيارات ميقاتي الخارجية، اما بالنسبة الى زيارات الخارج الى لبنان، فهي لا تقل أهمية أيضاً، فرئيس الحكومة الأردنية سيزور لبنان خلال أيام، وسيتطرق البحث بحسب المصادر الى ملفات مهمة تهمّ لبنان كملف استجرار الكهرباء الاردنية، كما تصدير البضائع، مشيرة الى أن زيارات غربية كثيرة سيشهدها لبنان بالفترة المقبلة، وهي غير محددة بشكل دقيق بعد ولكنها قيد التحضير، مع الإشارة الى أن هذا الأسبوع سيشهد عودة الحرارة الى ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.