تحقيقات - ملفات

بعبدا : «ما حدن بورّطنا»… فهل تكون الحكومة مُقابل المجلس؟ رئيس الحكومة «زكزك» عون و«غازل» الثنائي الشيعي

ميشال نصر- الديار

مع تقلب الحرارة في جمهورية جهنم، حيث «يسلق» اللبناني «بطنجرة الهموم والازمات» الغارق فيها على نار حامية، ويشوى على جمر بورصة الدولار الابيض والاخضر «الآخد مجدو طلوع»، تدخل البلاد مرحلة سياسية جديدة طوت معها على ما يبدو صفحة حكومة ومجلس لن يجتمعا، اقله الى ما بعد الانتخابات النيابية «اذا ضل حجار تخبّر»، الا في حال معجزة دفعت «ابو مصطفى» للصعود الى بعبدا مشيا، لتفتح صفحة جديدة لم تتضح معالمها بعد من الفوضى والفلتان، بحسب ما تتقاطع عليه رؤية الداخل والخارج، مع توالي سقوط اعمدة هيكل الفساد الاربعة بحسب البرتقاليين، بعدما هز جنرال بعبدا وصهره المسامير، حيث التمحيص في الصورة وخلفياتها وقراءتها باعصاب باردة، يبين الكثير من حقيقة هذا الصراع واطرافه كما دوافعه وغاياته ،مع ما افضت اليه من تعطيل وما بعد بعدهمن قادم.

تطورات الايام الماضية «حكوميا»، تدل على أننا دخلنا نفقا مظلما طويلا لن نخرج منه قريبا، مع المأزق الذي يبدو ان الجميع يحاول حشر فريق العهد في زاويته، بعدما استتبع رد عين التينة ومن خلفها، على نيران «الجنرال» غير المباشرة بقصف مركز لبعبدا، استكمله امس رئيس الحكومة بتفجير «بحصته»، في وجه رئيس الجمهورية، معيدا «الباس» اليه، وفي وجه «الاحادي الشيعي»، بقوله «تخلّوا عن اعتبار الحكومة متراسا للكباش»، وان استلحق نفسه معتبرا «ان الدعوة لجلسة حاليا تؤجج الخلاف». جملتان مشفرتان تختزلان مشهد المرحلة القادمة وسط «نصف تموضوع» للنائب الطرابلسي في مواجهة الرئيس القوي، ليكسب بذلك وفقا لرؤيته العودة إلى السراي بكتلة سنية وتسمية شيعية، مملحة ببعض الكلام المعسول والاجراءات الشكلية علها تفرح الخليجيين ولا تزعل الضاحية الجنوبية، عشية انقلاب الرئيس ماكرون على نفسه.

اذاً ظاهريا، يسيطر جمود ثقيل على الساحة السياسية، مع محاولة العهد وحلفاؤه «هضم» المقاطعة بالجملة لسيده الذي حاول ان «يتغدى المنقلبين عليه في الداخل قبل ان يتغدوه»، منطلقا في رحلة البحث عن البدائل، التي تبدو حتى الساعة صعبة ومعقدة، وان اتت احادية الجانب، مع قرار المواجهة المتخذ والتي تظهره حرب التويتات المشتعلة، ما يطرح تساؤلات عديدة، امام هذه المعطيات، ابرزها لما اقدمت الرئاسة الاولى على القفز في المجهول والحالة تلك، هي الادرى بانها غير قادرة على كسر مع عين التينة ما لم تقرر حارة حريك حسم الخيارات بطريقة غير تقليدية؟ وما هي الاسلحة التي تملكها لخوض المعركة؟

في الواقع ان فريق رئيس الجمهورية، منذ صدور مرسوم التكليف، وقبل التشكيل ان التعايش بين الاثلاث داخلها امر يحتاج لمعجزة، بحكم كل الظروف الحاكمة للتوازنات القائمة، في حال غياب الراعي او التسوية، لذلك كانت اجتماعات طويلة ولقاءات ركزت على البدائل، عندما تستحق ساعة الحقيقة، حيث تمت جوجللة وغربلة الكثير من الاقتراحات يومها والاحتمالات لكل منها ظروفها وشروطها، ابقي الابرز منها طي الكتمان لحمايتها من الحرق.

حتى الساعة، يبدو ان «البرتقالي» قادر على تحمّل أثمان عدم تطيير المحقق العدلي، ويراهن وفق المصادر، على تطورات قد تساعد في فك اسر مجلس الوزراء، من انهاء البيطار تحقيقاته، أو تراجع الثنائي الشيعي عن تشدده تحت وطأة الاوضاع المعيشية، في وقت يحاول فيه الرئيس عون ممارسة ضغوط مضادة على رئيس المجلس، عبر امتناعه عن توقيع بعض المراسيم الصادرة عن الوزارات، وربما ابعد بعدم فتح دورة استثنائية للبرلمان طالما ان لا قوانين مطروحة «بتستاهل».كل ذلك بهدف التفعيل لا التعطيل ،اذ ان العالم اجمع يرغب بالتعامل مع حكومة فاعلة،و»ما بضر بالطريق توقيف علي حسن خليل».

هنا يطرح السؤال الكبير، خصوصا اذا ما بنينا على كل ما تقدم، هل ان عين التينة قررت تنفيذ هجوم استباقي ضد العهد، بعدما ايقنت ان «المسالة ما عادت تحرز» بات خارج اللعبة، وساعدتها في ذلك حارة حريك؟ وكيف سيرد جنرال بعبدا واين؟

في كل الاحوال ،»استيذ عين التينة»، غير البعيد عن هذا الواقع، اجرى حساباته وحدد مكامن القوة والضعف، وقرر الخروج الى الاعلام، لتوضيح حقيقة موقفه، وان لم يفصح صراحة عن الملابسات الحقيقية التي رافقت سقوط سلة التسوية التي بقيت بنودها الاساسية طي الكتمان بغالبيتها.

عود على بدء في كل الملفات… موجة جديدة من كورونا على الابواب، ان لم تكن تخطت العتبة، «والسهر داير ولا مين يسال» … وعلى هذا المنوال حدث ولا حرج … «وخود من ايدك وعطيها قد ما بدك عدّ ملفات».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى