وكالة نيوز اخبار – مقالات – دراسات
مقالات مشابهة
د. شريف نور الدين
ركز بيان المطارنة بالامس على الدعوة الى التعبئة الشعبية ضد محاولات الانقلاب على الطائف ومحاولات إزالة لبنان ، وجاء فيه:”يرى الآباء أن لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وسلامة الأراضي بات على مشارف الزوال، وأن ثمة قوى إقليمية ومحلية تابعة لها وراء ذلك. ويدعون شعب لبنان إلى التصدي لها بما أوتي من قوة، ومهما بلغت التضحيات. فالقضية اليوم إنما هي قضية المصير وبالتالي قضية حياة أو موت. لذا يناشد الآباء المجتمع الدولي المبادرة سريعاً إلى احترام القرارات الدولية المتعلقة بلبنان والعمل على تنفيذها بقوة وحزم.
نعم! هو اعلان حرب بين مقومات المجتمع اللبناني، بذرائع السيادة والاستقلال والسيادة وغيرها والتي بوجهة نظر صاحب البيان المسؤول الاول والأخير عنها إيران، متناسيا حروب كل المنطقة والتي تعبر عن حرب كونية في منطقة الشرق الأوسط، بصناعة أميركية ودولية وخليجية وتطرف وإرهاب بدء من القاعدة وصولا لداعش والنصرة، ودعمهم المباشر ودول غير مباشر لها عن قصد أو غير قصد.
(إذا كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم)…
وهذا ليس بجديد على الكنيسة وبطركها، بين الحين والحين يطالعنا، بفكره الطائفي المتنور المتهور، تارة باتهام طائفة من جذور لبنان وأحكامه وأعمدته، بأنها ايرانية، والتعامل معها خارج الحسابات اللبنانية، من خلال الدعوة على ترحيلها عن لبنان، وتارة بالدعوة الأممية لتدويل لبنان، وهذا ليس بجديد على الكنيسة وبطركها…
فتاريخ لبنان يشهد على ذلك منذ أيام البطرك حويك وكنيسته حتى زمن البطرك صفير وكنيسته ومواقفه الطائفية المحرضة على حساب طائفة أخرى من لبنان…
والان نفس التاريخ ونفس الحلقة، هو المنهاج ذاته المكمل المستكمل لعقلية الإلغاء “انا او لا أحد”، لم ولن تنتهي عقلية السلطة والتسلط على الوطن منذ اعلان “دولة لبنان الكبير واستقلاله لاحقا” من خلال الموقع الأول والثاني والثالث حتى آخر عنقود هذا النظام العفن منذ البدايات…
هي نفس الجماعة في الكنيسة المتوارثة لزعامتها، الموروثة لنهجها وخطها السياسي المنحاز والتابع للغرب على حساب الوطن وحساب الطوائف الأخرى.
نعم! هم أنفسهم جزء لا يتجزأ من الصراع في لبنان والمنطقة، والتاريخ والماضي والحاضر يشهد على ذلك، ودائما وابدا اتهام الآخر حاضر وجاهز على مائدتهم اليومية في مجلسهم الحاكم المتحكم في كافة مفاصل النظام اللبناني الخرف…
وأيضا هيمنتهم منذ ذلك الزمن على الاقتصاد اللبناني، من خلال امتلاك الشركات الاصيلة والمستوردة في السوق اللبناني بمجمله، بل والجزء الأكبر اليوم من ازمة احتكار وتخزين وتصدير البضاعة المدعومة والتي وصلت وتباع في أقصى بلاد العالم ، ليس ببعيد عنهم وعن اياديهم السوداء…
نعم! هم أنفسهم المتخفين المتخلفين خلف زعاماتهم السياسية، بالتأثير عليهم في إدارة البلد سياسيا واقتصاديا وماليا وتنمويا وتربويا وثقافيا وإعلاميا…
وايضا! العمل الدؤوب الذي لا يغفل عن تأجيج النعرات الطائفية، ودعمهم للحرب الأهلية والمشاركة في كل أزمات البلد السياسية وغيرها، لأنها حصانتهم وسر بقائهم…
هي القصة التي لا تنتهي ولن تنتهي كما تشتهيها الكنيسة وبطركها كما ذكرت…
هي قصتهم ليس سلاح وحروب الاخرين، وهم من اختارها أولا من “دولة لبنان التمييز”…
هي قصتهم ليس التبعية والانتماء، وهم أول من تبعوا وانتموا وركبوا في ركب الغرب “والتغريبيين”…
هي قصتهم ليس الدين والمتدينيين، وهم من يدعمون ويبررون ويدافعون عن التطرف والمتطرفين ، فقط لأجل عيون العرب المستعربين والتكفيريين، وهذا ليس حبا فيهم ، بل لأجل التوازنات والمعادلات في وجه ممن يعتبرونهم جزء ايراني في لبنان…
هي قصتهم التي تدور وتدور في نفس الفلك الظالم المظلم والمجحف بحق الآخرين، وبالخصوص ممن لا يعتبرونهم جزء من لبنان…
نعم! أيها البطرك نعم أيتها الكنيسة، انتهى عصر الظلمات، فمهما تحايلتم وتباكيتم وتعاليتم، قد أصبح من الزمن الغابر المقيت…
لأجل ذلك! يعلو صراخكم وتنقض مضاجعكم وأحلامكم كابوس لبنان الجديد، وليس لبنان الفريد خاصتكم…
لأجل ذلك الدعوة الحرة لكم أن تتوضعوا وتصلحوا شانكم ويصبح لبنان لكل اللبنانيين ولو لمرة في التاريخ، عندئذ لبنان للجميع وليس كما تدعي وامثالك نحن من صنعنا لبنان ونحن أصل لبنان ونحن لبنان كله…
هي المعزوفة المزعومة الراسخة الثابتة المتجذرة المتأصلة فيكم وبكم ولديكم، والتي ثقبت طبلات الاذن لدينا، واعمت عيوننا، “وقرفتنا وقرفت” كل من حولنا، بدء من عقولنا ومخيلتنا حتى أخمص قدمنا…
كفى ثم كفى! انتهت لعبتكم في هذا الزمان، بلبنان الماضي لن ولن يعود إلى الوراء وكما كان، ولو هم العالم كله، واستجابة لكم واجتمعوا على تدويل لبنان واحتلاله كما تتمنون، وليس لديكم مشكلة حتى مع إبليس وشياطينه على أن يفعلوا ذلك، لما وتراخيتم وتغاضيتم…
كل المهم والاهم والهم لديكم! امتلاك لبنان أحدكم فقط واستعباد الآخرين عندكم…
أيها البطرك سؤالي لك؟
لو كان سلاح المقاومة وسيدها في خدمة الأميركي والاسرائيلي هل فعلت ما تفعله الان؟
طبعا لا! بل اكيد ومتيقن، بأنك لن تفعلها، ولم يفعلها ممن سلفك من أسيادك في الكنيسة، والدليل ما جرى في ظل الحرب الأهلية وما قبلها وما بعدها، حيث القوات وغيرهم يملكون ما يملكون من سلاح غير تقليدي، قادر على افتعال حرب بل حروب جديدة ومتجددة في الداخل اللبناني، والكل يعلم وانت سيدهم أن سلاحهم ودعمهم وقوتهم وعتادهم وتدريبهم أميركي اسرائيلي بامتياز…
نعم ايها البطرك! وهذا أيضا ليس بجديد والتاريخ يشهد…
نعم أيها البطرك! هي المشكلة الكبرى الآن والتي تحولت فيها العمالة من وجهة نظر إلى تعاون وشراكة وانتماء، مع اهل المشروع الواحد والمصير الواحد والتعبئة الواحدة والحرب الواحدة التي اعلنتها…
نعم ايها البطرك! وهذا أيضا ليس بجديد والتاريخ يشهد…
نعم أيها البطرك! ها هو بيانك وهذا هو إعلانك الشاهد عليك وعلى أمثالك ممن سلفك وممن سيلتحق بركبك ولن يخلفكم من امثالكم أحد…
نعم ايها البطرك! الزمن تغير والوقت تغير والركب تغير والخلف تغير والحلم تغير…
نعم أيها البطرك! القصة في آخر فصولها ونهاية نهايتها…
والبقاء لله في دويلتكم “لبنان الكبير” والتاريخ سيشهد…
