هل بات اعتذار ميقاتي على باب قناة السويس…؟
} د. حسان الزين-البناء
بدأ الخط البحري للسفن اللبنانية يعبر المضائق الاستراتيجية أملاً بالوصول الى الأرض المقدسة التي باركنا حولها .
أعلن الأمين العام لحزب الله مبادرة عن تنقيب النفط والغاز متبرّعاً بأن تأتي شركة إيرانية لتنفيذ هذه المهمة الجريئة والشجاعة، متحدياً الأسطول الاقتصادي والسياسي الصهيو أميركي ولكن بلغة لطيفة وبسيطة وبشجاعة قلّ نظيرها .
في المفهوم الاستراتيجي يمكن القول انّ السيد نصرالله قد تعدّى الخطوط الحمر الكبرى بأن يطلب التنقيب عن الثروات الوطنية دون رضا أميركي غربي، فالصراع بين الصين وأميركا هو صراع اقتصادي أولاً وأخيراً فإذا استطاع محور المقاومة بقيادة السيد نصرالله كسر الحصار الظالم بإنشاء خط بحري من طهران الى بيروت، وأمدّه بخط بري عبر البوكمال، وبإنشاء قوة اقتصادية استقلالية على ضفاف المتوسط فهذا يعني أنّ واشنطن خسرت في شمال أوروبا مع الغاز الروسي، وفي المتوسط مع الغاز اللبناني، وإذا لاحظنا أنّ الصين وحزامها المتقدّم بدأ يخيّم بظلاله بقوة على العالم، مما يطرح أكبر تحدّ على الامبراطورية الأميركية .
فهل ستؤدّي التحديات الى معركة عسكرية طاحنة وحرب إقليمية مما لا شك فيه ستكون نهاية الكيان العبري وهي الفرصة الوحيدة المتبقية لتحرير الشرق الأوسط من تماسيح أميركا المنهكة؟
أما أنّ قناة السويس ستكون حجراً أساسياً وعائقاً أمام السفن اللبنانية الآتية من إيران، فالضباط الأحرار في المنشية بقيادة الرئيس العربي عبد الناصر كانوا السبب في تأميم قناة السويس، وعلى اثرها قام العدوان الثلاثي على مصر مما استدعى تهديداً سوفياتياً آنذاك لتلويح بضرب لندن… فالضباط المصريون هل سيشاركون في تأميم نفط المتوسط لصالح شعوب المنطقة فيلقون التحية على السفينة اللبنانية ويكرّمونها إيماناً منهم بإنسانيتهم ومناقبيتهم وشهامتهم وشجاعتهم وبسالتهم… فهذا ما يتمناه اللبنانيون…؟
على ضفاف أخرى يبقى تشكيل الحكومة اللبنانية مفصل اشتباكات محوري في السياسة الاقتصادية المقبلة بين استقلال واستعمار، فهل أوعزت السفيرة الأميركية شيا الى الرئيس ميقاتي بالاعتذار، وهذا سيكون المؤشر لهذه الحرب، فهل بات اعتذاره على أبواب قناة السويس، فليستعدّ العالم لمرحلة ما بعد زوال «إسرائيل». ولتحيا فلسطين حرة مستقلة.