تحرّك قطري باتجاه لبنان.. زيارة “معنوية” أم تمهيد لـ “دوحة 2″؟
جوسلين نصر – لبنان 24
عاد المشهد الحكومي إلى الواجهة مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت، والذي من المتوقع ان يستهل لقاءاته ومشاوراته بشأن عملية التأليف في الساعات المقبلة، وهو التقى مساء أمس بعيدا من الاعلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي جدد تمسكه بتكليف الحريري أو بمن يختاره لرئاسة الحكومة في حال إقدامه على الاعتذار.
ومن المفترض ان تشهد الأيام المقبلة لقاءات حاسمة بشأن الملف الحكومي وهذا ما أكده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته أمس، معتبرا أن أزمة الحكومة “هي نتاج أزمة النظام، في ظل وجود فساد مستشر وسرقات واحتكارات بلا حدود“.
هذه الحركة على خط التشكيل تتزامن مع زيارة يقوم بها اليوم الثلاثاء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت سيلتقي في خلالها رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وذلك في إطار مساعي قطر للمساعدة في حلحلة الأزمة السياسية في لبنان، بحسب ما ذكرت قناة “الجزيرة“.
وفور الإعلان عن هذه الزيارة تم تداول معلومات تفيد بأن وزير الخارجية القطري سيحمل معه “مبادرة سياسية” لها علاقة بعملية تأليف الحكومة، غير أنّ أوساط مراقبة وضعتها في خانة “الدعم المعنوي” فقط في سبيل الحث على التشكيل مع إمكانية الإعلان عن تقديم مساعدات للبنان.
وتؤكد الأوساط ان لقاءات رئيس الدبلوماسية القطرية ستركز على الوضع الذي وصل إليه لبنان وسيجدد موقف بلاده الداعم لبنان للخروج من أزمته والسعي لتأليف حكومة بالتوافق بين مختلف القوى تفادياً للانهيار والعمل على وضع خطة اقتصادية مع صندوق النقد الدولي ما يفتح الباب أمام المساعدات الخارجية.
وتلفت الأوساط إلى أن اللقاء مع قائد الجيش العماد جوزيف عون سيتناول ما يمكن ان تقدمه قطر من مساعدات عسكرية ولوجستية للجيش الضامن الوحيد لاستقرار البلد والمخول حماية اللبنانيين من تداعيات أو ارتدادات الانهيار الإقتصادي والمالي.
كما سيبدي الوزير القطري استعداد بلاده لتقديم مساعدات انسانية وغذائية وطبية للبنان ولاسيما وان قطر تعهدت سابقاً بإعادة إعمار عدد من المدارس والمستشفيات والوحدات السكنية التي تضررت أو تدمرت نتيجة انفجار مرفأ بيروت.
وذهبت بعض الأوساط للحديث عما إذا كانت قطر بوارد إعداد “مؤتمر دوحة 2″ على غرار المؤتمر الذي انعقد في أيار 2008 وذلك في أعقاب أحداث السابع من أيار ، الا ان هذا الأمر مستبعد حاليا كون الظروف والمناخات اليوم مختلفة عن أحداث 2008، والقطريون ليسوا بوارد “نسف” الجهود الدولية المبذولة أصلاً لحل أزمة لبنان وعلى رأسها المبادرة الفرنسية.
يُشار إلى ان هذه الزيارة هي الثالثة التي يجريها وزير خارجية قطر إلى بيروت في سنة واحدة، فقد حصلت الأولى مباشرة بعد تفجير مرفأ بيروت في آب 2020، والثانية كانت في شهر شباط الماضي.