بسام ابو شريف-رأي اليوم
اغتيال المناضل نزار بنات حداث اليم ومدان بكل المعاني وكل الابعاد
لكن علينا ان نفهم تماما الابعاد الخطيرة للقرار الذي اتخذ لإغتيال نزار بنات، فمثل هذا القرار لا يمكن ان يتخذ معزولاً او مفصولاً عن سياق ونهج كاملين في التعامل مستقبلاً مع القضية الفلسطيينة والحلول التي يطرحها بايدن لتلك الحلول
نستطيع ان نفسر هذا الحادث ونقيم مكانه من ذلك الجسر الذي اصبح شبه مقطوع او يكاد ينقطع من خلال ما اعلنه الرئيس بايدن عن سياسته الخارجية خاصة فيما يتصل بقضية الشرق الاوسط (قضية فلسطين)
قال الرئيس بايدن انه يؤيد حل الدولتين ، لكنه لم يفسر اطلاقاً ولم يحدد ابداً ما هي حدود ومضامين الدولة الفلسطينية التي يرى فيها حلاً للمشكلة الفلسطينية التي مر عليها عقود طويلة من الزمن من دون حلول رغم ان روؤساء الولايات المتحدة المختلفين، اتخذوا على مدى حكمهم قرارات ومواقف سرعان ما تنازلوا عنها وتراجعوا دون حلول للقضية
وابرز تلك المعادلات هي معادلة الرئيس ريغن التي عنونها الارض مقابل السلام
لكن نتنياهو فسر تماما ماذا يجري الان بعد سنين طويلة على تلك السياسة التي اعلنها ريغن
قال ان السياسة الوحيدة التي يمكن ان تنتهج في هذه المرحلةهي سياسة السلام مقابل السلام دون ان يعني ذلك ان تتنازل اسرائيل عن شبر من الارض التي احتلتها عام 67
من هنا يأتي ضم اسرائيل للجولان ومخططها الذي يترجم عملياً على الارض
لضم الضفة الغربية لإسرائيل وتهويد القدس وتهويد الضفة الغربية
اذن لا يخرج بايدن بسياسته الخارجية المعلنة عن المضامين التي اعلن عنها بنيامين نتنياهو الذي رغم خسارته للإنتخابات مازالت منهجيته وسياسته وتخطيطاته هي التي تترجم على الارض عملياً تماما كما يترجم بادين على الارض عملياً سياسة ترامب رغم معارضته اللفظية لما قامت به ترامب وترامب شخصياً
لا شيء تغير في تصور اسرائيل لمستقبل هذه المنطقة وشهدت الايام حتى بعد معركة سيف القدس تصلباً اسرائيلياً أكبر واستعداداً اسرائيلياً اوسع لاستخدام العنف الامريكي والذخيرة الامريكية والسلاح الامريكي لانزال ابشع المجازر بالشعب الفلسطيني تحت شعار تنفيذ سياسات الادارات الامريكية ونتنياهو لم يرونه حلاً في الشرق الاوسط يأتي بسلام بين اسرائيل و ومجموع الدول العربية
وشهدت معارك سيف القدس ابلغ التعابير التي تفسر ماذا يريد بايدن من خلال ما طرحه من شعار لتطبيق حل الدولتين ، لقد تحدث بكلام كثير مطلي بالعسل ولكنه سم قاتل، وعد بأشياء كثيرة ولم ينفذ شيء منها بدليل انه يؤيد ما تقوم به اسرائيل ولا يعني ماذا كان يقول في تصريحاته على سبيل المثال لابد من وقف كل الاجراءات التي تؤدي الى طرد العائلات من بيوتها في القدس والى الحد من حرية العبادة في الاماكن المقدسة ولابد من بت الامن والسلام للعرب في القدس بشكل متوازي ومتكافى مع الامن والسلام للإسرائيليين الموجودين في القدس
كله كان كلام لذر الرماد في العيون ، كله كان كذب حتى يصل بايدن لنقطة وقف اطلاق النار
لأنه كان يريد ان ينقذ اسرائيل مما بدئت تغطس به من وحل قاتل في قطاع غزة ومن انهيارات المؤسسات الاسرائيلية داخلياً
ومن تفاقم الوضع الاقتصادي الاسرائيلي ومن انهيار المؤسسة العسكرية امام صمود الشعب الفلسطيني ومن بدء حركة رافضة ضمن طيارين اسرائيليين لضرب الابراج والمنازل وقتل الاطفال وهي مشكلة مازالت اسرائيل تعاني منها حتى الان، وستبقى اسرائيل تعاني من نتائج حربها التدميرية على قطاع غزة اثناء معركة سيف القدس
لكن ما يظهر ان سياسة بايدن كانت مؤيدة كلياً لكل الاجراءات اللانسانية والهمجية والعنصرية التي ترتكبها اسرائيل هو ما يجري الان في القدس ولا نجد من الادارة الامريكية اي اعتراض او محاولة لوقف ، لا بل تأييداً كاملاً وتدليلاً للمسؤولين الاسرائيليين سواء كان رئيس الاركان او وزير الدفاع او وزير الخارجية بشكل مذل للإدارة الامريكية ظهر معه ان المسؤولين الامريكيين يخضغون لما تريده اسرائيل ومسؤوليها وليس العكس
لكن اخطر دور تلعبه الادارة الامريكية هي في تأمين الطرف الفلسطيني القابل لما تريده اسرائيل وما تخطط له وهنا بيت القصيد وهنا السؤال هل انحازت السلطة الفلسطينية الحالية الى المشروع الامريكية وبايدن ، وبايدن طمئن الاسرائيليين كثيراً من خلال وزير دفاعه ووزير خارجيته والمبعوث الخاص للشرق الاوسط طمئنهم بأن السلطة الفلسطينية هي تحت سيطرته تماما وستلبي كل ما يطلب منها وان بإمكانه الاستمرار اولاً بالتوسع الاستيطاني غير المحدود ومصادرة الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وبناء مستوطنات جديدة وتوسيع المستوطنات القائمة وبإمكانهم الاستمرار بالضغط على العائلات الفلسطينية في سلوان وفي حي الشيخ جراح والمكبر وكل هذه الاماكن ضغطاً يؤدي الى هجرتها هي قبل ان تلجىء اسرائيل الى التهجير من طرفها عبر قواتها المحتلة
ما يجري في بيتا هو نموذج لما وافق بايدن عليه وما تسير به حكومة بينيت الجديدة وما خطط له نتنياهو من قبل
تنفيذ برنامج نتنياهو لضم الضفة الغربية كاملة الى اسرائيل وتحويلها الى شيء شبيه بوضع الجولان راهناً، يسير سيراًَ حثيثاً في ظل حكومة بينيت التي اخذت من الادارة الامريكية مما طلبت سواء على الصعيد العسكري ودعم تطوير القبة الحديدية ودعم الاقتصاد الاسرائيلي الذي مني بالخسائر اثناء حرب سيف القدس ودعم اسرائيل في اطار تمديد التطبيع مع الانظمة العربية والضغط على السودان وغيرها من الدول لتطوير هذا التطبيع والى كل ما طلبت اسرائيل وأزيد.
وامام صمود الشعب الفلسطيني ونمو رفضه للمشاريع الاسرائيلية والامريكية وامام رفضه لمحاولات التهجير والسيطرة على الارض ومقاومته أكثر تنظيماً من قبل وأوسع انتشاراً من قبل امام ذلك أصبحت السلطة بأداء دور مساعد لإسرائيل كي تصبح الطريق امام مخطط التوسع الاستيطاني والتهجير وفرض الامر الواقع على الفلسطينيين وتهويد القدس والسيطرة على المسجد الاقصى اموراً ممكنة لإسرائيل، ولذلك طلب من السلطة الفلسطينية ان تضبط الشارع الفلسطيني بحيث تكبح حركة مقاومة المخططات الاسرائيلية التوسعية والتهجيرية والعنصرية في القدس والضفة الغربية وطلب منها ان تكم افواه المحرضين والمعبئين والذين يحشدون صفوف الشعب الفلسطيني من أجل تطوير وتصعيد مقاومة الشعب للتحول الى انتفاضة شاملة اي طلب من السلطة الفلسطينية ان تمنع قيام انتفاضة شعبية قد تثبت الايام عدم قدرة كل هذه القوى (الولايات المتحدة واسرائيل) وحلفائها في الساحة الفلسطينية من وقف هذه الانتفاضة التي ستكون عاملاً اساسياً في انهيار العنصرية الاسرائيلية والاحتلال الاسرائيلي
ولذلك اعطي الضوء الاخضر من قبل اللجان المشتركة التي اجتمعت في واشنطن ابتداء من تلك التي تمت على مستوى الوزراء ، وزير دفاع اسرائيل ورؤساء الاركان ووزراء الخارجية ، واعطيت التعليمات لإعطاء الثقة للسلطة بأنها مدعومة ومؤيدة من اسرائيل بحيث تشعر السلطة انها قوية بتأييد اسرائيل لها ، هذه معادلة خطيرة جداً ،
السلطة الفلسطينية تستمد شعورها بالثقة والقوة من خلال دعم الاحتلال الاسرائيلي في وجه الشعب الفلسطيني الذي يرفض الاحتلال ويقاومه ويصعد من حملات رفض التهجير ورفض التهويد ورفض مصادرة الاراضي وحماية الارض الفلسطينية من النهب الامبريالي الصهيوني في الشمال وجنوب ووسط فلسطين، اي الضفة الغربية
هذا الامر دفع بالسلطة الفلسطينية الى اتخاذ القرارات بقمع المظاهرات ومنعها وكم الافواه ورفض التعبئة والحشد والتحريض ولجىء الى اجهزة أمن كانت سابقاً قد ربيت على التنسيق مع اسرائيل ونمت على تلبية الاملاءات الاسرائيلية وترعرعت على اعتقال المناضلين ودجهم في السجون ومنع المظاهرات ومقاومة الاحتلال تحت تنفيذ اتفاقية التنسيق الامني مع اسرائيل
هذا ما شجع السلطة للقيام ما قامت به وما شجع قوى الامن على القيام وارتكاب الجرائم التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها ضد المواطنين وضد الصحفيين وضد حرية الرأي وضد المقاومة وهذا هو المهم ، ما نقوله هنا ثبته محللون اسرائيليون قديرون على سبيل المثال ما نشرته جريدة هارتس اليوم من تحليل لما يدور وما توقعت صحيفة هارتس يصبح حقيقة وهو ان تصبح السلطة في كفة الادارة الامريكية واسرائيل في تحالف لقمع حركة الجماهير الفلسطينية التي تسمى يسارية وهي وطنية بحتة ، قمع هذه الحركة ومنعها من مقاومة الاحتلال حتى ترضخ السلطة وتجبر الشعب على القبول بالفتات الذي سوف يلقي به بايدن من مائدته هو والاسرائليين للحل في الشرق الاوسط
سياسة بايدن هذه هي جزء من سياسته الخبيثة الشيطانية التي تعطي من الكلام حلاوة وتخطط وتنفذ تحت ذلك الكلام الجميل مؤامرات وهجمات وحروب وحصار لشعوب المنطقة بدء من العراق مروراً بسوريا ولبنان ووصولاً الى فلسطين واليمن حدث عنها ولا تسال فهي نموذج واضح لما يخطط وينفذ بايدن هو وحلفائه السعوديين والاسرائيليين والاسرائيليين والاماراتيين هذه الانظمة في السعودية والامارات هي في موقع السلطة الفلسطينية الراهن حليفة لإسرائيل ضد طموح وامال الجماهير العربية في اليمن بالتحرر والاستقلال وانتزاع راية الحرية وطرد الغزاة من ارضهم وكذلك جماهير الجزيرة العربية والامارات للتحرر من نهب الامبريالية والصهيونية لتلك البلاد وكذلك لامال وطموح الشعب العربي في العراق وسوريا ولبنان للتحرر من تلك القبضات الاجرامية التي تمارسها بقوة وقسوة وحصار واعتداء امريكي صهيوني يومي
في الوقت الذي تخوض فيه الولايات المتحدة معركتها ضد الجماهير الفلسطيينة خدمة لاهداف اسرائيل وفي الوقت الذي تقوي فيه السلطة ومؤسساتها ترضع من حليب الولايات المتحدة لتضرب الشعب الفلسطيني تقوم الولايات المتحدة بشن غارات همجية قوية تدميرية على الارض السورية والعراقية منتهكة بذلك سيادة سوريا وسيادة العراق وتهيء نفسها واسرائيل وعملاء اسرائيل في لبنان لشن هجمات داخل لبنان من اجل انهياره في ظل حصاره وتجويع الشعب اللبناني ومنعه من تصدير مزروعاته لدول الخليج ومنعه من استيراد النفط ومنعه من جلب الصين لإعادة بناء الميناء ومنعه ومنعه ومنعه حتى تتكلل جهود الحصار الامريكي الصهيوني على لبنان بالنجاح، لكننا نراهن على الشيء الاخر ، نراهن كما قال عدد من القيادات نراهن على وحدة الجماهير ونضالاتها في وجه هذا المخطط فإذا كان مخطط بايدن وما ينفذ تحت الطاولة من مؤامرات ودسائس وهجمات واعتداءات وحصار ، اذا كانت كل هذه تتم عبر معسكر موحد فلابد من توحيد المعسكر الذي يقاوم كل ذلك في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وهذه معركة واضحة مفضوحة مكشوفة فما يجري في فينا من عمليات ابتزاز امريكي رخيص بعد كل المرونة التي ابدتها ايران من أجل احياء الاتفاق النووي نجد ان ادارة بايدن تتصرف وكأنها من زعران الحارة تلعب اللعبة الخطرة تبتز وتبتز ثم تقول لا اوافق وهنا نقول ان لا شك لدينا ان لإيران حلول لهذه الامور وان لديها مواقف وحسابات وانه اذا كانت ايران قادرة على انتاج طائرة مسيرة تستطيع ان تطير سبعة لاف كيلو متر فلا شك ان لديها قدرة على الدفاع عن نفسها وعلى دعم فصائل محور المقاومة للدفاع عن نفسه وعن الشعوب العربية التي تتعرض لأبشع حملات التطهير العرقي والابادة والتجويع والتركيع لدى دعمها من أجل التصدي لهذه الخطط وان غداً لناظره قريب.
كاتب وسياسي فلسطيني