شخصيات أوروبية تدخل حي “الشيخ جرّاح”.. ورسالة واضحة بوجه اسرائيل
قال قناصل عدد من الدول الأوروبية، الثلاثاء، خلال زيارة قاموا بها إلى حيّ الشيخ جراح في مدينة القدس، إن إجبار السلطات الإسرائيلية العائلات الفلسطينية على إخلاء منازلها “عمل غير قانوني”، بموجب القانون الإنساني الدولي، و”يؤجج التوتر على الأرض”.
وفي بيان أصدروه بعد زيارتهم الحيّ ومناطق أخرى في القدس، للاطلاع على أوضاع الأسر المهددة بالإخلاء، دعا الدبلوماسيون الأوروبيون السلطاتِ الإسرائيلية إلى “التحرك بشكل عاجل لتهدئة التوتر الحالي في القدس، وتجنب أعمال التحريض حول المسجد الأقصى، واحترام الوضع الراهن”، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
واستمع القناصل خلال جولتهم في الحي إلى شرح تفصيلي من الأهالي، الذين استعرضوا إجراءات الاحتلال، وكشفوا ما يتعرضون له من اعتداءات وتنكيل، من قبل المستوطنين والقوات الإسرائيلية.
“حق البقاء”
أهالي “الشيخ جراح” شددوا أمام الوفد الأوروبي على “حقهم في البقاء في منازلهم، وعدم الرضوخ لجرائم الاحتلال التي ترتكب بحقهم والتي ترتقي لجرائم الحرب”، مشددين على أنهم “لن يعترفوا بأي قرار، يقضي بإجلائهم من منازلهم”.
وتشهد القدس مواجهات متصاعدة منذ أيام، عنوانها الأبرز حي الشيخ جرَّاح، الذي تسعى جهات استيطانية إسرائيلية إلى إخراج سكانه الفلسطينيين من منازلهم.
وانطلقت من الحي المقدسي المذكور شرارة احتجاجات أصيب بنتيجتها المئات من الفلسطينيين في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما تم اعتقال العشرات.
وأثارت أحداث القدس ردود فعل إقليمية ودولية واسعة، علماً بأنها تتزامن مع معركة قانونية بشأن ما يعرف بقانون “أملاك الغائبين”، الذي يسمح للمستوطنين اليهود بالاستيلاء على أملاك فلسطينية في القدس الشرقية.
“قلب القدس”
وحي الشيخ جرَّاح هو أحد الأحياء التاريخية في القدس، ومبني خارج أسوارها، واستمد اسمه، من الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيب القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي.
ويتميز الحيّ المذكور، بموقعه الجغرافي الاستراتيجي، ويقع في قلب المدينة المقدسة، إلى الشمال من البلدة القديمة، وتحده من الشمال أرض السمار وشعفاط، ومن الجنوب أحياء باب الساهرة وسعد وسعيد، ومن الشرق حي واد الجوز، ومن الغرب ضواحي غربي القدس، وأراضي قرية لفتا التي هجّرت في عام 1948.
ومن أبرز معالم حي الشيخ جراح، مدرسة “الطفل العربي”، التي أنشأتها هند الحسيني في عام 1948، بهدف إيواء 55 طفلاً يتيماً من أطفال قرية دير ياسين، التي تعرّضت لمجزرة بشعة في عام 1948، وقد توسعت المدرسة المذكورة بمرور السنوات، وأصبحت من أبرز المدارس الثانوية في مدينة القدس.