أخبار عاجلة

نصر الله يلقي خطاباً نوعياً ومنطقياً شاملاً ويُحذر «اسرائيل» من أيّ خطأ ترتكبه ضدّ لبنان

الديار

دخول «حماس» على خط القدس حدث كبير.. وحزب الله مُلتزم بقرارات الدولة
في خطاب مميّز القاه ببساطة سماحة السيد حسن نصر الله بمناسبة «يوم القدس»، تحدث عن الامور كلّها وباختصار، ولكن كان خطاباً ذهبياً بامتياز، وقال: «ان دخول حركة حماس على خط القدس حدث هام جداً».

وتحدث عن قوة ايران الصامدة، والتي صمدت رغم كل الضغوطات عليها، وان الامور في المنطقة تجري نحو نهج جديد يختلف عن سياسة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب.

سماحة السيّد، كان منطقياً جداً وواقعياً، وطبعاً هاجسه، عبر ضميره القومي والوطني، انه صوّب البوصلة بالاتجاه الصحيح، والبوصلة هي فلسطين، حيث قال: ان لا احداً يستطيع ان ينسى فلسطين، لانها قضية اجيال وليست قضية مرحلية، وهي قضية وجودية، واشار الى ان الشعب الفلسطيني يثور وهو اعزل، والمستوطنون مُدجّجون بالاسلحة، لكن الشعب الفلسطيني هو الاقوى. واكد سماحة السيّد ان محور المقاومة زاد قوته من ايران الى اليمن وسوريا والعراق وفلسطين، والى الشعوب العربية كلّها.

وختم السيّد حديثه بخبر بارز وهو ان العدو الاسرائيلي يبدأ مناورات وتدريبات يوم الاثنين المقبل، محذراً ايّاه من أيّ خطأ يرتكبه ضد لبنان مستغلاً المناورات، لانه سيدفع ثمنه غالياً.

نصر الله في خطابه امس، حلّق عالياً ورفع مستوى الحديث حول التطورات في لبنان والمنطقة الى مستوى عالٍ جداً.

وبالنتيجة، من يُريد ان يفهم يفهم، ومن لا يعرف قيمة سلاح المقاومة سيبقى على خطه الضال، وسيسير نحو الهزيمة والاذلال امام العدو الاسرائيلي.

«الديار»

نصر الله: ما نشهده بالقدس المحتلة هو تطور مهم لان «الاسرائيلي» اعتقد ان الفلسطيني ليس لديه القوة على المواجهة
على الدولة ألا تتنازل عن اي حق .. ولا احد يستطيع ان يفرض عليها ايّ شي لا «الاسرائيلي» ولا الاميركي
أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه لمناسبة يوم القدس العالمي، «أن علامات الأفول والوهن والضعف بدأت تظهر على كيان العدو، بينما شباب الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة يتجدد. وحذّر العدو من أيّ خطوة خاطئة باتجاه لبنان وأي محاولة للمس بقواعد الاشتباك خلال مناورته المقررة يوم الاحد المقبل، وقال: «سنكون حذرين وسنواكب بشكل دائم حركة هذه المناورات ولن نتساهل مع اي تجاوز او خطأ او حركة عدوانية اسرائيلية على كامل الاراضي اللبنانية ويجب ان يفهم العدو هذه الرسالة الواضحة».

ولفت إلى أنه غير مصاب ب»كورونا» ولا يوجد أي عوارض، لافتًا «إلى أنه يعاني فقط من التهاب بالقصبة الهوائية، وأن هذا شيء يحدث عادة بسبب تغيّر الطقس».

وشدد نصر الله على أن «مسؤوليتنا في يوم القدس أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن نقدم كل أشكال الدعم والمؤازرة وهذه المعركة أفقها مفتوح إلى النصر»، مؤكدا أن «قدراتنا تكبر والعدو لن يستطيع الحد من التطور الكمي والنوعي لمحور المقاومة».

وفي موضوع الحدود البحرية، ذكّر نصر الله بما قاله في عام 2000 بعد التحرير أنه «نحن كمقاومة لا نتدخل ولن نتدخل في موضوع ترسيم الحدود. نحن تدخلنا في موضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بعدما أكدت الدولة أنها لبنانية»، مضيفا “فلتتحمل الدولة مسؤوليتها التارخية في تحديد الحدود والحفاظ على حقوق الشعب اللبناني وأن تعتبر أنها تستند الى قوة حقيقية».

وتعليقًا على المناورة الكبرى التي يجريها العدو الصهيوني في الأيام المقبلة، اعتبر نصر الله أنه «من حقنا أن ندعو إلى الحذر من المناورة الإسرائيلية التي ستبدأ يوم الأحد خصوصا في ظل التطورات الحاصلة»، لافتا إلى أن أي خطوة إسرائيلية للمسّ بقواعد الاشتباك أو استهداف أمني عسكري قد يفكر العدو فيه تجاه لبنان سيكون مغامرة ولن نتسامح و»لن نتساهل في أي خطأ أو تجاوز إسرائيلي تجاه لبنان سواء أكان عسكريًا أم أمنيًا. وحذّر العدو الإسرائيلي من أي خطوة خاطئة خلال الفترة القادمة، مؤكدًا أنه من صباح الأحد سيقوم حزب الله بكل الخطوات المناسبة و»سنكون حاضرين وجاهزين لمواكبة مناورة العدو».

وأشار “إلى أن صاروخ الدفاع الجوي السوري الذي وصل إلى ديمونا أثار قلقاً كبيرًا في «إسرائيل»، وأن جيش العدو ليس على يقين بشأن قدرته للتصدي للنيران من جبهات مختلفة إن وقعت الحرب».

وقبل أن يدخل إلى المناسبة، قال نصرالله: «مقدمة صغيرة حول الوضع الصحي، لأنه يوم الأربعاء كنا في محاضرة دينية وكانت لدي حالة سعال، ما زال السعال موجودا، مما أَقلق بعض المُحبين، أنا أَود أن أؤكد للجميع إن شاء الله أنه ليس هناك أي شيء خطر، أنا لست مصاباً بالكورونا ولا لدي عوارض كورونا، كل مشكلتي أنه حصل لديّ إلتهاب في القصبة الهوائية، وهذا أمر يحصل منذ سنوات نتيجة تغير الطقس أو بعض الإشكالات المعينة، فلذلك أنا أسعل، اليوم بالرغم من أننا أخذنا كل الإجراءات والأدوية والإحتياطات كي نقدر أن نتكلم، لكن قد أضطر إلى بعض السعال لذلك أرجو منكم أن تتحملوني، أُطمأنكم أن لا تقلقوا، لكن إذا رأيت نفسي منزعجاً وأزعجتكم فسوف أختصر الكلمة، وإذا الله سبحانه وتعالى يسر إن شاء الله بدعائكم نُكمل هاتين الكلمتين، اللتين من المفترض أن نتكلمهما اليوم».

أضاف «نحن في هذا اليوم المبارك والعظيم، والذي أعلنه سماحة الإمام الخميني ( قدس سره الشريف) بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران يوماً عالمياً للقدس، ومضى الإمام في حياته الشريفة على تأكيد أهمية هذا اليوم والدعوة إلى إحيائه، وبعد رحيله عن هذه الدنيا الفانية إلى مقره الأبدي، أكد على نفس هذا المنهج وهذا الخط وهذا الطريق خليفته سماحة الإمام السيد الخامنئي ( دام ظله الشريف)، وهذا هو إلتزام الثورة الإسلامية قي إيران وكل أصدقائها في العالم منذ ذلك الوقت، وهذا على كل حال من القول الثابت ومن الموقف الثابت والراسخ لأن الموقف تجاه القدس وتجاه فلسطين والقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني هو ليس مسألة سياسية بحتة وليس مسألة تكتيكية وليس مسألة آنية أو مرحلية، وإنما هو مسألة عقائدية وإيمانية ودينية وإنسانية وأخلاقية وقانونية، هي مسألة حقٍ مطلق لا يُمكن أن يتغير أو يتبدل بتبدل الأزمنة والأمكنة وما شاكل..»

وتابع «اليوم هو يوم التعبير عن الموقف الثابت، طبعاً جرت العادة في يوم القدس العالمي أن نُطل على البيئة الإستراتيجية في المنطقة، فيما يُحيط بفلسطين المحتلة وكيان العدو، الوضع الفلسطيني ووضع كيان العدو ووضع محور المقاومة وأُفق الصراع، ونتحدث فيما يرتبط في هذا الجانب، عادةً هذا في يوم القدس، ولكن أنا سوف أُضيف في آخر الكلمة ومن نفس المناسبة حديث عن نقطتين لهما صلة بلبنان من البوابة الإسرائيلية، النقطة الأولى هي مسألة ترسيم الحدود البحرية وما يجري حولها من نقاش ومن مفاوضات، والمسألة الثانية هي المناورة الإسرائيلية التي سوف تبدأ في يوم الأحد وتستمر لأسابيع، وهي مناورة كبرى ومتعددة الجوانب وعلى مستوى الكيان، أيضاً هذا يحتاج لما له من إنعكاسات محتملة على لبنان، أنا أيضاً سوف أتطرق لهذا الموضوع في الجزء الأخير من الكلمة إن شاء الله».

وتعليقًا على مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، قال: «أود أن أعلّق على نقطتين أخيرتين في موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، طبعًا للأسف مع كيان العدو، هناك نقاش في لبنان مفاوضات تجري في الناقورة، وآراء لبنانية حول خط الترسيم أو المراسيم التي يمكن أن تصدر، رغم أنّنا نحن عبّرنا عن موقفنا في هذا الموضوع في أكثر من مناسبة، لكن هناك من هو يصر أن يسأل لماذا يصمت حزب الله؟ ودائما يثار بعض الشكوك حول صمت حزب الله، وأحيانا يحاول البعض أن يفسّر صمت حزب الله بأنّه نتيجة إحراجه مع حلفائه. لا، هذا غير صحيح. بالقضايا الاستراتيجية نحن لا نتصرّف بحرج مع الحلفاء، وعندما يكون لدينا موقف موقفنا يكون واضح، نحن في موضوع الحدود أودّ أن أذكّر سنة 2000 لأنّه هذا قيل، لكن أريد أن أعيده، لأنّ هناك اناس في لبنان تنسى، وهناك اناس أصلًا لا تسمع ولا تقرأ، وما تفكر به ستبقى تتحدث به وتبقى تكتبه».

أضاف «في عام 2000 بعد التحرير في شهر أيار أنا كان لدي خطاب، وقلت بعد أن درسنا هذا الأمر في قيادة حزب الله لأنّه كان النقاش وقتها موضوع ترسيم الحدود البرية، ولم يتحدث بالبحرية وقتها. أنا قلت إنّ موقفنا الرسمي هو التالي، نحن كمقاومة لن نتدخل لا نتدخل ولن نتدخل في موضوع ترسيم الحدود. وقتها تعرفون جرى نقاش حول موضوع مزارع شبعا، ما مزارع شبعا، امشوا «لينا» نودّ ترسيم الحدود مع السوريين وجرى نقاش بالقرى السبع اللبنانية المحتلة التي ضمت سابقًا، فأيضًا أهالي القرى قالوا هذه قرى لبنانية ونريد من المقاومة وأذكر حيثيات البحث ماذا كانت؟ نريد من المقاومة أن تواصل عملياتها لاستعادة القرى السبع، قدس طربيخا هونين، يومها نحن قلنا هذا سيؤدي لمشكل كبير بالبلد، نحن على كل حال لدينا رؤية عقائدية وفكرية وسياسية الخ. ولا أريد أن أدخل الآن في الأسباب ولأسباب متنوعة ومتعددة قلنا نحن كمقاومة لا نقول أنّ رأينا هذه هي الحدود أبدًا، لذلك إذا سألنا أحدا الآن أين الحدود؟ نحن ليس لدينا علاقة «شوفو» الدولة اللبنانية. الحدود البرية أين؟ شوفوا الدولة اللبنانية، الحدود البحرية أين؟ شوفوا الدولة اللبنانية. نحن تمسَّكنا بمزارع شبعا لأنّ الحكومة اللبنانية بعد التحرير أعلنت أن مزارع شبعا ‏وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر هي أراض لبنانية ونحن لم نكن جزءا ‏من الحكومة، حزب الله لم يكن في الحكومة، الحكومة اللبنانية الرسمية، حكومة الرئيس الحص الله يعافيه ويشفيه ويطول في عمره، وفي زمن فخامة الرئيس ‏العماد إميل لحود وكان هذا موقف رئيس مجلس النواب والكثير من ‏الكتل النيابية حفظهم الله جميعا، إن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ويوجد جزء ‏لبناني من بلدة الغجر أراض لبنانية، ونحن في المقاومة قلنا أن هذه أراض ‏لبنانية، لست أنا من رسم الحدود، كذلك عندما نأتي اليوم للحدود البحرية، نحن ‏لن نتدخل، لم نتدخل ولن نتدخل، وحتى اذا جاء في الغد سؤال أنتم كمقاومة لا ‏تريدون ان تقولوا للبنانيين هذه هي حدودنا البحرية، لكن أنتم جزء من الدولة، ‏وجزء من الحكومة ومن مجلس النواب، إذا وصلت النوبة للنقاش عن الحدود ‏البحرية والحدود البرية، ما هو موقفكم انتم؟ نحن يمكن حتى في ذاك الوقت لا ‏نعطي رأينا، ونقول نحن ورقة بيضاء، دع بقية اللبنانيين يتحملون مسؤولية ‏الحدود، وتحديد الحدود وترسيمها، الان ما هي أسبابنا، أنا لا أريد ان أخوض ‏فيها، هذا بحث يطول، لكن نحن هذا الموضوع ناقشناه ووجدنا أن مصلحة لبنان ‏والمصلحة الأكيدة للمقاومة أن نبقى نحن بمنأى، وهذا كان في العام 2000، لكن ‏الحلفاء أغلبهم وقتها لم نكن حلفاء ليس له علاقة بأن حلفائنا في هذه النقطة يوجد ‏تباين في وجهات النظر، فنحن محايدون وأخذنا موقف حيادي وجانبي، هذا ‏الموضوع أساسي بالنسبة لنا، وطبعا الدولة والرؤساء والوزراء والجهات المعنية ‏بالترسيم يجب أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية للحفاظ على حقوق الشعب اللبناني، ‏في الارض وفي المياه وفي كل شيء، أن لا تتنازل لا في النفط ولا في الغاز ‏وأن تعرف أنها تستند الى قوة حقيقية، لبنان ليس ضعيفا على الاطلاق، ولا ‏تستطيع لا إسرائيل ولا أميركا أن تفرض على لبنان خيارات لا يريدها اللبنانيون ‏أو خصومهم، بالتأكيد عندما نكون عند قضية تتعلق بترسيم حدود بحرية ومياه ‏ونفط وغاز يجب أن تكون المصلحة الوطنية هي الحاكم المطلق بعيدا عن ‏المصالح الشخصية والحزبية والطائفية والفئوية ومصالح الافراد».

أما النقطة الثانية في ما يتعلق بالمناورة الإسرائيلية القادمة، قال نصر الله: «هي مناورة ستستمر لأسابيع، ‏مناورة كبيرة جدا، تم التحضير لها خلال كل الفترة الماضية وستشارك فيها على ‏مراحل على ما يبدو جميع القوات العدو المتنوعة، نحن في ظل الوضع القائم ‏والقلق الإسرائيلي نتيجة التطورات في المفاوضات النووية، في ظل التطورات ‏في الداخل الفلسطيني، في ظل الأزمة الداخلية الإسرائيلية، في ظل أزمة نتنياهو ‏السياسية الموجودة في الحكومة الحالية، من حقنا أن ندعو إلى الحذر، الان عادة ‏انتم تعرفون أنني لا أحب أن أخوف الناس، لكن ليس مطلوبا من احد أن يخاف، ‏لكن المطلوب أن يكون في المنطقة عموما وليس فقط في لبنان حذر وان نكون ‏حذرين ونحن في لبنان سنكون حذرين إبتداء من الاحد صباحا، لأن الأحد ستبدأ ‏المناورة، نحن سنقوم بكل الخطوات الهادئة والمناسبة والتي لا تثير قلق أحد في ‏الداخل اللبناني، وبعيدا عن العيون والانظار ولكن يهمنا أن يعرف العدو أنه ‏نحن سنكون حذرين ومستيقظين وحاضرين وجاهزين طبعا بنسبة معينة، تتصاعد ‏هذه النسبة أو تتراجع حسب مواكبتنا التي ستكون دائما في الليل وفي النهار ‏لحركة هذه المناورة، بطبيعة الحال عندما أقول للعدو نحن سنكون حذرين ‏ومستيقظين وجاهزين يعني أنا أحذرهم من أي خطوة خاطئة تجاه لبنان خلال ‏مرحلة المناورة، أي تفكير خاطئ تجاه لبنان أي خطوة ستكون مغامرة من قبل ‏العدو، أي محاولة للمس بقواعد الاشتباك، أي استهداف أمني أو عسكري، قد ‏يفكر العدو أن يلجأ إليه في ظل هذه المناورات الكبرى وبظنه اننا سنكون ‏خائفين أو قلقين أو متربصين أو سنقوم بكثير من الحسابات في الرد على ‏عدوانه، هو مشتبه في هذا الظن، نحن لن نتسامح ولن نتساهل على الإطلاق مع ‏أي خطأ وأي تجاوز وأي حركة عدوانية من قبل العدو الإسرائيلي على كامل ‏الأراضي اللبنانية، سواء كانت امنية أو كانت عسكرية، هذا يجب أن يفهمه ‏العدو وأنا أحب ان أوجه له هذه الرسالة الواضحة اليوم في يوم القدس العالمي، ‏في كل الأحوال أيها الإخوة والأخوات، هذا اليوم سوف يبقى يوما خالدا وسوف ‏يبقى حيا بكم بحناجركم بقبضاتكم وبأقلامكم وبنادقكم وبدماء شهدائكم ‏وبصبرعوائل شهدائكم وبجرحاكم وبجراح جرحاكم وبأنين أسراكم، بكل العذابات ‏التي تتحملونها على المستوى الاقتصادي والمعيشي والحصار والحروب في كل ‏المنطقة، لكن أنا أقول لكل شعوب منطقتنا ولكل قوى المقاومة ولكل دول ‏المقاومة هذا المسار هو المسار الصحيح، هو المسار الذي يرضاه الله، هو مسار في عين الله ونحن نمشي في هذا المسار كلنا ‏بإخلاص وبصدق وباستعداد عالي للتضحية وبدون كذب وبدون ملل وبدون تعب ‏وبدون ضجر ولا يأس، نواصل العمل في الليل وفي النهار، قدراتنا تكبر، العدو ‏لن يستطيع ان يمس بقدراتنا، العدو لن يستطيع أن يوقف التطور النوعي والكمي ‏في قدرات حركات المقاومة ومحور المقاومة في المنطقة، بالرغم من كل ما ‏يفعله، حتى ما يلجأ إليه تحت تسمية المعركة بين الحروب، اليوم هناك الكثير ‏من النقاش في داخل الكيان حول جدوى هذه الحرب وأنها لن تؤدي إلى أي نتيجة ‏حقيقية وواقعية، إذا مسارنا هو مسار إيجابي، ومسار جدي، ما نحتاجه هو مزيد ‏من الصبر ومزيد من التحمل ومزيد من العمل والمزيد من التضامن والتكافل ‏والتعاون وترابط الساحات والعمل بجد بكل الإمكانات والطاقات وعدم الخضوع ‏وعدم الإستسلام والله سبحانه وتعالى هو الذي وعد الصابرين والمجاهدين ‏والمقاتلين والمضحين والمخلصين، وعدهم الصبر والنصر وبالقوة ووعدهم ‏بالغلبة وبالمنعة ونحن نرى هذه بشائر الوعد الإلهي تتحقق منذ سنوات طويلة ‏من خلال زمن الانتصارات الذي دخلنا فيه».

فلسطين

من جهة ثانية، أشار إلى أنّ «ثبات الشعب الفلسطيني وصموده وتمسّكه بحقّه وعدم تخلّيه عن القدس وحقوقه المشروعة، وبقاءه في الساحات وحضوره في الميادين ولو بشكل متفاوت من زمن إلى آخر، مهم جدًّا، ولذلك أهميّة تمسّك الفلسطينيّين بحقّهم هو الّذي يعطي المشروعيّة لكلّ محور المقاومة، ولكل مساعدة تقدَّم للشعب الفلسطيني».

وأوضح نصرالله «أنّنا سمعنا كثيرًا في السنوات الماضية، أنّ بعض الدول العربية​ والقوى الّتي ذهبت إلى التخلّي عن الفلسطينيّين، بحجّة أنّ الفلسطينيّين تخلّوا عن قضيّتهم، لكن هذه أكذوبة، فهم لم يتخلّوا لا عن الأرض ولا عن القدس ولا عن لاجئيهم؛ وهذا ما شهدناه في القدس الشرقية وما نشهده الآن في الشيخ جراح، حيث يواجه الفلسطينيّون بالأيدي العزل..

وبيّن أنّ «الإسرائيلي الّذي كان يتصوّر أنّ جوّ الإحباط أو الحاصر أو»كورونا» أو الضغوط الاقتصاديّة، سينعكس على الفلسطينيّين ولن يعود لديهم النفَس للمواجهة والكلام، إلّا أنهّم فوجئوا بما يجري».

ولفت الى انه “بناء لما جرى في حادثة التدافع في نيرون وكيفية التعاطي معها، بعض الصهاينة تحدثوا عن عدم جهوزية الى الحرب وايضا فيما يتعلق بهاجس الموضوع الفلسطيني العدو قلق من العمليات في الضفة والقدس وايضا من دخول قطاع غزة على خط المواجهة»، مضيفا «بعض المسؤولين الاسرائيليين الكبار أخذوا هذه الحادثة كشاهد على عدم جهوزية الجبهة الداخلية الاسرائيلية لأي حرب. إذا حادثة تدافع فيها عشرات القتلى أو مئات الجرحى وحصل هذا الإرباك وهذه الفوضى العارمة. كيف لو كان هناك حديث عن حرب، وكيف لو كانت حرب كبرى على أكثر من جبهة».

واشار الى انه “بعد عشرات السنين بدأت تظهر علامات الافول والوهن والضعف على كيان العدو، بينما شباب الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة يتجدد وكذلك الايمان بالله وبقضيتنا والمضي بهذا الطريق».

وشدّد على أنّ «التطوّر الأهم والأخطر، الّذي يجب تثبيته في المعادلات، هو مسألة دخول ​قطاع غزة على خطّ المواجهة»، داعيًا قادة ​الفصائل الفلسطينية إلى «مواصلة هذا الموقف والمنهج، لأنّه سيغيّر جزءًا من معادلات الصراع وجزءًا من قواعد الاشتباك، لمصلحة الشعب الفلسطيني والقدسيّين»، مشددًا على أن ثبات محور المقاومة مهم جدًا في بيئة المنطقة وانعكاسه كبير جدًا على القضية الفلسطينية والصراع مع العدو «الاسرائيلي».

واشار الأمين العام لحزب الله “إلى أن هناك تصدّعات واضحة في كيان العدو وهناك لائحة طويلة من الأزمات والأمراض التي يعاني منها هذا الكيان. ورأى أن كل علامات الوهن ومؤشرات الأفول بدأت تظهر بشكل واضح في كيان العدو، فيما نشهد تجدد نشاط وحركة الشعب الفلسطيني»، مضيفًا “أن التوازن المعنوي مختل لمصلحة المقاومة».

وشدد على أن «مسؤوليتنا في يوم القدس أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن نقدم كل أشكال الدعم والمؤازرة وهذه المعركة أفقها مفتوح إلى النصر»، مؤكدا أن «قدراتنا تكبر والعدو لن يستطيع الحد من التطور الكمي والنوعي لمحور المقاومة».

ايران

وفي الملف الايراني، ركّز نصر الله على أنّ «لا نقاش بأنّ إيران هي الدولة الأقوى في محور المقاومة، من خلال حجمها وقدراتها ونظامها وتماسكها وعدد سكّانها… ومنذ أكثر من 40 سنة، هناك جهد أميركي وإسرائيلي وغربي لإسقاط نظام الجمهوريّة الإسلاميّة، وإعادتها إلى أحضان الولايات المتحدة الأميركية، وهذا كلّه فشل»، ورأى أنّ “كلّ الرهانات الأميركيّة والإسرائيليّة، وخصوصًا رهانات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو​ فيما يتعلّق بإيران، سقطت في هذه الأيّام، وأن خيارات أميركا و»إسرائيل» بتخلّي إيران عن برنامجها النووي انتهت».

وذكّر نصرالله بأنّه «عندما كان الرئيس الأميركي السابق ​دونالد ترامب ​ يهدّد بالحرب، كان المرشد الإيراني ​علي الخامنئي ​ يقول إنّه لا حرب. أولويّات إدارة الرئيس الأميركي ​جو بايدن مختلفة، ولا يوجد تهديد فعلي بالحرب. صراع بايدن السياسي متعلّق بموضوع ​الصين و​روسيا، والخيار الّذي تعلن إدارته عنه هو موضوع الإحتواء والدبلوماسية والعودة للاتفاق النووي، ضمن تسوية أو تصوّر معيّن».

كما أفاد بأنّ «بعض وسائل الإعلام تقول إنّ أصدقاء إيران عليهم أن يقلقوا، لأنّ في النهاية المفاوضات في ​فيينا أو الحوار السعودي – الإيراني، سيكونان على حساب أصدقاء إيران في المنطقة»، مطمئنًا بأنّ «إيران ليست بحاجة لتؤكّد لأصدقائها أنّ لا شيء سيكون على حسابهم أو على حساب أوطانهم أو شعوبهم. ولفت إلى أنّ إيران في أحلك الظروف، لم تبع حلفاءها أو أصدقاءها، ولم تساوم عليهم، ولم تفاوض عنهم إلّا إذا طلبوا هُم مساعدتها كصديق».

وأكّد “أنّنا نؤيّد كلّ حوار إيراني إقليمي أو عربي، ونرى أنّه يقوّي محور المقاومة ويضعف جبهة العدو، ونحن ومطمئنّون جدًّا إلى إيران، هذا الصديق والأخ الكبير، انطلاقًا من معرفتنا ومن تجربة عمرها أكثر من 40 عامًا. مَن يجب أن يقلقوا من الحوار الإيراني السعودي هم حلفاء الرياض وليس حلفاء إيران، وقد بدأوا يقلقون».

أضاف «خيارات إسرائيل وأميركا ضد إيران في الموضوع النووي أيضاً خيارات فشلت، يعني أن إيران تتخلى عن حقها في النووي نتيجة العقوبات هذا انتهى، عندما خرج نتيناهو من الاتفاق اليوم حتى الأميركي وحتى خبراء إسرائيليين يقولون أن هذا كان خطأً كبيراً لأن هذا فتح أمام الإيرانيين أن يعودوا ويشغلوا مفاعلاتهم ويخرجوا من العديد من القيود ووصلوا إلى أن خصبوا 60%، بينما لو بقي ملتزماً بالاتفاق النووي لما وصلت الأمور إلى هنا، حتى بعض الاعتداءات التي حصلت على نطنز ردّ عليها الإيرانيون رداً حاسماً وهو في الحقيقة أهم ردّ هو تصعيد تخصيب اليورانيوم لأن هذا هو الذي يرعب إسرائيل، لا يرعبها مثلاً تفجير هنا أو عبوة هناك أو صاروخ هنا بقدر ما يرعبها هذا التطور النووي الهائل السلمي لكن بالنسبة لإسرائيل هو يبقى دائماً موضع قلق».

وتابع «إذاً إيران في الموضوع النووي، في موضوع النظام، في موضوع تجاوز المرحلة الصعبة، أيضاً هي مقبلة على انتخابات رئاسية جديدة، موقعها في الإقليم، حرص العالم على أن يتفاوض معها ويتحاور معها ويصل معها إلى حلول هذا يعزز مكانتها الإقليمية والدولية».

سوريا

في سياق منفصل، لفت الأمين العام لحزب الله، إلى أنّ «سوريا تجاوزت الحرب وهي في مسار التعافي، والاستحقاق الأخطر هو الاستحقاق الاقتصادي، لكن سوريا لا تواجهه لوحدها بل شعوب عدّة في المنطقة، وهي مصمّمة على الصمود والمواجهة»، مبيّنًا أنّ «موضوع شرق الفرات لم يعد موضوعًا داخليًّا، بقدر ما هو احتلال أميركي».وشدّد على أنّ «العديد من الدول العربية على اتصال مع الدولة السورية، والسعودية لا تستطيع فرض الشروط على سوريا بشأن علاقاتها مع إيران، وهي تفاوض طهران».

إلى ذلك، كشف عن أنّ «الإسرائيلي الّذي كان يتحدّث عن بيئة استرايتجيّة وكان يعتبر أنّ المحور يتدمّر، اليوم هو قلق جدًّا، وأكثر جيش يقوم بمناورات في المنطقة منذ سنوات، هو الجيبش الإسرائيلي، ولو كان على هذا المستوى من القوّة والاقتدار كما يقول، لما كان بحاجة إلى كلّ هذه المناورات». وأشار إلى أنّ “الإسرائيلي اليوم قلق بسبب تطوّر قدرات محور المقاومة، وهناك تصدّعات واضحة في كيان العدو، كماهناك انهيار لبعض المحاور والتحالفات الّتي كانت قائمة في مواجهة محور المقاومة أو غيره».

وفسّر أنّ «هناك تصدّعًا في جدار كيان العدو، وهو كيان مأزوم ويعاني من أزمة قيادة في داخله، وهذه من علامات الوهن والضعف»، موضحًا أنّ «المسار في كيان العدو هو الذهاب إلى حرب أهلية، وهناك قلق جدّي في مجتمع العدو من هذه الحقيقة»، ومبيّنًا أنّ “جيش العدو ليس على يقين بشأن قدرته للتصدّي للنيران من جبهات مختلفة إن وقعت الحرب».

العراق

وقال نصر الله: «اما في العراق، محاولة إحياء طداعش من جديد»، هذا الأمر لن ينجح العراقيون يواجهونه بقوة، استهداف الحشد حتى الآن فشل، استهداف قوى المقاومة في العراق حتى الآن فشل».

اليمن

أضاف «اما في اليمن، دخلنا في هذا العام الجديد في الحرب، اليمنيون صامدون، أقوياء، منتصرون، متقدمون، متطورون، زاحفون، والعالم يتحدث عن إنهاء الحرب ولكنهم لا يقدمون على خطوات حقيقية وجدية ولكن في نهاية المطاف ليس أمامهم خيار هم الآن يلعبون لعبة المزيد من الوقت، المزيد من الضغط لتحقيق مكاسب معينة، ولكن الشعب اليمني والذي شهدناه اليوم في ساحات التظاهر والاعتصام تضامناً مع القدس ومع الشعب الفلسطيني هو يعبر أيضاً عن موقفه وعن موقعه. هنا يجب أن أقول بأن وجود اليمن من خلال السنوات الأخيرة والتطورات النوعية في الموقف السياسي، في الموقف الايماني، في الحضور الشعبي، في القوة العسكرية، في القدرات النوعية، هو إضافة نوعية وكمية وكيفية وتاريخية إلى محور المقاومة خصوصاً في ظل هذه القيادة الحكيمة والشجاعة والعزيزة والشابة والواثقة والصادقة في كل ما تقول وفي كل ما تعد».

وأكد نصر الله «إذاً في المحور الأمور نحن تجاوزنا مرحلة استهداف وجود المحور، خلال السنوات الماضية كان يقدر لهذا المحور أن يطاح به أصلاً، اليوم عندما نقول نحن خرجنا من هذه المعركة ثابتين، راسخين، أقوياء، بل أكثر قوة من أي زمن مضى، هذا طبعاً تطور مهم في بيئة المنطقة والاسرائيلي يعمل له ألف حساب، الاسرائيلي الذي كان يتحدث عن بيئة استراتيجية قبل عدة سنوات وفرحاً ومرتاحاً ومعتبراً أن المحور كله يتدمر، اليوم الاسرائيلي مليء بالقلق نتيجة ثبات محور المقاومة وتطورات القدرة والحضور في محور المقاومة».

من يجب ان يقلق هم حلفاء اميركا في المنطقة من «اسرائيل» الى بعض دول الخليج وكل من يرتزق على المواقف السياسية..
أما اصدقاء ايران فلديهم الثقة العالية ان ما يجري هو لمصلحة محور المقاومة

المشهد الفلسطيني العام هو مشهد رفض للاحتلال وتمسك بالحق وهذا ما يعطي المشروعية لكل محور المقاومة ولكل مساندة تقدم للشعب الفلسطيني سواء أكانت سياسية أم عسكرية أم غيرها

المفاوضات الايرانية ــ السعودية وكلام ولي العهد السعودي كله يصبّ بمصلحة محور المقاومة

تجاوزنا مرحلة استهداف المحور و«الاسرائيلي» اليوم مليء بالقلق نتيجة ثبات محور المقاومة وتطور قدراته

عن jawad

شاهد أيضاً

أين عدالة القروض السكنية؟

المصدر : وكالة نيوز الكاتب : عباس قبيسي في العديد من البلدان، يعتبر الحصول على …