الحدث

رسائل نصرالله للداخل والخارج: إلى جانب عون.. وسنستثمر بالانهيار


علي منتش-لبنان24

لم يكن خطاب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله امس خطابا عاديا، بل يمكن الحديث عن مرحلة ما قبله وما بعده، خصوصا ان نصرالله تقصد اظهار ان حزبه بدأ استعادة المبادرة في الداخل اللبناني.

ارسل نصرالله رسائل متنوعة للقوى السياسية في لبنان، يمكن تلخيصها بأن الحزب اعاد تموضعه بشكل حاسم ونهائي الى جانب “التيار الوطني الحر” ورئيس الجمهورية ميشال عون، فأمين عام “حزب الله” لم يترك فرصة الا واوحى من خلالها بوقوفه الى جانب عون.

فأكد مثلا انه وحزبه مع التدقيق الجنائي، في محاولة طمأنة للتيار بأن تخليه عن الثلث المعطل لن يجعله فريسة خصومه السياسيين داخل الحكومة، كما انه فتح بابا لم يقدم احد على طرحه منذ 17 تشرين عام 2019، وهو الحديث عن الحكومة السياسية.

لا يهدف طرح نصرالله الحكومة السياسية فقط الى دغدغة طموح رئيس “التيار” جبران باسيل بالعودة الى قاعدة “لا حكومة برئاسة الحريري من دون جبران”، بل تظهر رغبة الحزب بإستعادة المبادرة السياسية الكاملة في الداخل، اذ انه حذر الحريري من ان حكومته ستسقط في حال لم تكن حكومة سياسية لان احدا لن يحميها، و”لا احد يضمن عدم نزول الناس الى الشوارع”، وهذا ايضا فيه تطيير لاحد اهم بنود المبادرة الفرنسية وما يعنيه ذلك في السياسة.

قابل نصرالله الضغوط السياسية والشعبية التي تطال عون بضغوط مضادة على الحريري بعد اشارته بأن هكذا ضغوط لن تؤثر على من يتم الضغط عليهم، اذ اكد ان التأليف يجب ان يكون قريبا جدا، والا فيجب البحث عن خيارات دستورية، ما يوحي بأن الحزب بات الى جانب عون في خيار استبدال الحريري بطريقة او بأخرى..

الاهم، هو خطاب القوة الذي استخدمه نصرالله، محاولا القول ان الابتزاز السياسي الذي يعتمده البعض على اعتبار ان “حزب الله” خائف او مربك او مرتاب من اي اشتباك داخلي لم يعد ناجحا، فهدد نصرالله بفتح الطرقات بالقوة ان لم تستطع الاجهزة الامنية فتحها في حال اقفلت مجددا، وفي الاطار نفسه استطاع نصرالله تخطي حلفاءه وخصومه في قضية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة معتبرا انه في حال لم ينخفض الدولار فإن عزل الحاكم يجب ان يتم بعكس ما حصل في المرات السابقة.

اما رسائله للخارج، فيمكن تلخيصها ايضا بمسألة الاستثمار بالانهيار، فعاد نصرالله للتأكيد ان مهمة الحكومة المقبلة ستكون التوجه شرقا، وان لم تتوجه فإن الحزب لديه خيارات كبرى سيقوم بها منفردا بمعزل عن السلطات الرسمية، وهذا بحد ذاته محاولة تلويح بنقل الواقع الاقتصادي الى واقع معادي للولايات المتحدة الاميركية في حال استمرت بالضغوط القصوى. كما ان حديث نصرالله عن التعديلات الدستورية، وبالرغم من محاولته التخفيف من حدته، هو تلويح واضح بأن فرط البلد قد يؤدي الى ما يشبه المؤتمر التأسيسي وان بشكل تدريجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى