حركة دولية لمنع انفجار لبنان
كتبت أنديرا مطر في “القبس”:
في مقابل الجمود الداخلي تنشط حركة خارجية تبحث الملف اللبناني. لقاء دولي أميركي – فرنسي – سعودي، في الرياض، تواصل فاتيكاني مع دول الاتحاد الأوروبي، واجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين المقبل، كل ذلك تحت عنوان «منع انفجار لبنان».
وفي تطور بالغ الدلالات، صدر عن لجنة الدفاع والقوات المسلّحة في البرلمان الفرنسي تقريرٌ يوصي، في البند رقم 6 منه، بإرسال قوات دولية الى لبنان بشكل طارئ تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي في سبيل تعزيز الأعمال الإنسانية ومساعدة اللبنانيين، ودعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار. كما شدد التقرير على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في عام 2022.
هذه التوصية تتزامن مع جهد دبلوماسي واقتصادي تقوده فرنسا بتنسيق مع الأميركيين، حيث يسعى الطرفان الى اشراك السعودية في الملف اللبناني، من بوابة المساعدات الانسانية، «كحاجة طارئة للتخفيف من وقع ما يسمى بـ «الارتطام الكبير»، الوشيك على ما يبدو، ولاحتواء مخاطره المحتملة على المستوى الأمني.
وتتزامن زيارة السفيرتين الفرنسية آن غريو والأميركية ودرورثي شيا الى السعودية، ومحورها لبنان ودعم شعبه وجيشه لا سيما في ظل تعثر جهود تشكيل الحكومة، مع مهمة بدأها منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان، السفير الفرنسي، بيار دوكان، في بيروت.
اما محلياً، فهناك ترقب لنتائج اللقاء الدولي، واحتمال ان يفضي الى تطور في الموقف السعودي تجاه لبنان. في حين تشير مصادر سياسية الى أن الرياض «تلاقت مؤخراً مع الأميركيين حول ضرورة دعم المبادرة الفرنسية».
جسور المملكة
العلاقات اللبنانية – السعودية، والحرصُ على استمرارها، والعوامل التي أدّت الى تدهورها، حضرت أمس في الاحتفال الذي نُظّم بالتنسيق بين السفارة السعودية في بيروت والبطريركية المارونية، بمناسبة مرور 100 سنة على العلاقة بين المملكة والبطريركية المارونية.
كلمة السفير السعودي، وليد البخاري، أكدت أن السعودية جاهزة دوماً لمساعدة لبنان، ولكن بشرط أن يساعد اللبنانيون أنفسهم، من خلال احترام القرارات الدولية، وقواعد التعاون المشترك، والحرص على العلاقات مع الدول العربية، والالتزام بمقررات الجامعة العربية.
وأكد السفير البخاري، أن المناسبة «جامعة للفكر والثقافة، وتجسد عمق العلاقة بين السعودية والبطريركية المارونية، للحفاظ على لبنان الرسالة والحر السيد المستقل». وأمل البخاري من الأفرقاء السياسيين تغليب المصلحة اللبنانية، «لكن البعض يحاول العبث بالعلاقة بين لبنان وعمقه العربي وداخله، بمحاورٍ تمسّ بهوية لبنان العربية».
وقال البخاري «انطلاقاً من رمزية المناسبة، تجدد السعودية الشراكة تحت مظلة عربية ركائزها المحبة والسلام، ولا نسمح بالمساس بالهوية اللبنانية تحت أي ذريعة. فالمسيحي كما المسلم مكوّن أساسي في الهوية المشرقية». ودعا البخاري الأفرقاء اللبنانيين إلى التعاون في ما بينهم لمعالجة الأزمات المتلاحقة».
لم تورّط لبنان
من جانبه، اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان «السعودية تبقى صديقة للبنان وللبطريركية المارونية، آملين تشكيل الحكومة واجراء الانتخابات النيابية وبعدها الرئاسية».
ولفت الى ان السعودية «لم تعتد على سيادة لبنان يوما، ولم تستبح حدوده ولم تورطه في الحروب». وقال «تعاطت المملكة مع لبنان واحترمت خيار اللبنانيين وهويتهم وتعدديتهم ونظامهم وتقاليدهم ونمط حياتهم». واكد ان «علاقة البطريركية بالمملكة تتخطى الاعتبارات التي تتحكم بعلاقة دولة بدولة، والسعودية نحبها كما هي ولا ننظر اليها من خلال خياراتها السياسية وعلاقاتها العربية، علاقتنا بها تتخطى المحاور الى محور جامع هو الشركة المسيحية الاسلامية».
التجديد لليونيفيل من دون تعديل
أبلغ رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا، ان «لبنان الذي يلتزم تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، يرغب في أن يتم التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» من دون تعديل في المهمة والعديد، نظرا الى الدور الذي تلعبه مع الجيش اللبناني في المحافظة على الاستقرار في المنطقة منذ عام 2006».
وكانت فرونتسكا أعلمت الرئيس عون في خلال الاجتماع بأن «مجلس الامن سوف يلتئم في 22 يوليو الجاري لعرض التقرير الدوري حول القرار 1701، وسيتناول الوضع في لبنان عموما وفي الجنوب خصوصا، بالإضافة الى التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية».
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع