منعطف لبنان بين مسار فاتيكاني أميركي ومسار روسي إيراني
روسيا تعارض الراعي
ويستمر الانهيار اللبناني. ولا حلول في الأفق. ولا اتفاق على تشكيل حكومة. والمبادرات سقطت كلها. والبطريرك الماروني بشارة الراعي يقول في مجالسه إنه لن يتراجع عن موقفه على الإطلاق. ويؤكد أن لقاء لجنة الحوار بين حزب الله وبكركي جاءت نتيجة طلب الحزب. وبكركي ليست مع الحوار للحوار، والتشاور لا يعني إضاعة البوصلة.
وتسير الساحة اللبنانية إلى مزيد من التداخلات السياسية إقليمياً ودولياً: البيان الصادر عن الخارجية الروسية – معلناً أن الحل في لبنان بتشكيل سريع لحكومة برئاسة الحريري، وقادرة على إخراج البلاد من الأزمة، والشروع في حوار وطني من دون تدخل خارجي – إشارة ضمنية غير مباشرة رافضة لمواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، المدعوم من الفاتيكان، فيما يجري التحضير زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان.
تحرك السفير البابوي
اللقاء بين السفير البابوي في لبنان والرؤساء الثلاثة كان إيجابياً. وتؤكد مصادر متابعة تفهم السفير مواقفهم ومواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي. وفي الساعات المقبلة، يزور السفير البابوي بكركي كزيارة تضامنية وداعمة لمواقف البطريرك.
وطرح الرؤساء الثلاثة للسفير هواجسهم حول الوضع في لبنان، وأبدوا استعدادهم لزيارة الفاتيكان وطلبوا موعداً. وحمّلوا السفير رسالة واضحة تطلب من البابا المساعدة على حماية لبنان من الرياح الإقليمية والدولية في المنطقة، وتجنيبه تداعيات صفقات أو تسويات قد تحصل. وركزوا على ضرورة حصول تواصل فاتيكاني – أميركي لحماية لبنان.
مقايضة روسية
والهم الأساسي هو حماية لبنان من تداعيات اتفاق أميركي – إيراني. ومن دور روسيا في إقناع حزب الله بالخروج من سوريا مقابل تموضعه وزيادة مكاسبه في لبنان. وهناك خشية لدى الرؤساء من أن يكون لبنان ورقة على طاولة التفاوض، ويكسبها حزب الله تعويضاً له عن دوره في سوريا، في ضوء سعي موسكو إلى ترتيب تفاهم مع دول الخليج، والأميركيين والأوروبيين لوقف انهيار النظام السوري والاستنزاف الذي يتعرض له.
الوضع سوريالي إلى حدّ ما: وفد شيعي في موسكو الأرثوذكسية. ووفد سنّي في السفارة البابوية الكاثوليكية. السفير السعودي وليد البخاري يزور المطران الأرثوذوكسي الياس عودة، في إشارة إلى تقارب السعودية مع المكونات اللبنانية كلها. ومواقف عودة معروفة على رأس كنيسة أرثوذوكسية معارضة لحزب الله وعون والنظام السوري.
الملف اللبناني مفتوح على احتمالات كثيرة. والأيام المقبلة تحمل الكثير من التطورات، إقليمياً ودولياً. لكن الأكيد حتى الآن أن لا أفق لأي حل أو توافق.