تحقيقات - ملفات

البطريرك الراعي يثير جدالاً لبنانياً.. سلاح المقاومة “قلب لبنان” في قلب الحدث!

الوقت- لا تزال تصريحات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حديث الإعلام العربي والعالمي لما تضمنته من رسائل مبطنة اعتبرها البعض مثيرة للجدل، أو موجهة ضد فئة معينة ألا وهي “حزب الله” ولكن لم يخرج اي تصريح من الحزب تعليقا على تصريحات الراعي الأخيرة، فماذا تضمنت هذه التصريحات؟.

يوم السبت الماضي دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، اللبنانيين إلى عدم السكوت عن “السلاح غير الشرعي وغير اللبناني”، في إشارة إلى سلاح “حزب الله” مطالبا بجعل لبنان على “الحياد”.

جاء ذلك في كلمة خلال استقباله مئات المؤيدين لمواقفه، بالصرح البطريركي في منطقة “بكركي” شمالي بيروت، ونقلتها قنوات محلية.

وتوجّه بطرس الراعي إلى اللبنانيين بالقول: “لا تسكتوا عن الفساد وعن فوضى التحقيق في جريمة المرفأ (آب الماضي)، ولا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني ولا عن مصادرة القرار الوطني، ولا عن عدم تأليف حكومة وعدم إجراء الاصلاحات”.

وفي 6 شباط الجاري، دعا الراعي، خلال قداس، إلى “طرح قضية لبنان في مؤتمر دولي خاص، برعاية الأمم المتحدة، يثبت لبنان في أطره الدستورية الحديثة التي ترتكز على وحدة الكيان وتوفير ضمانات دائمة للوجود اللبناني تمنع التعدي عليه والمس بشرعيته وتضع حدا لتعددية السلاح”.

والثلاثاء، اعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، في كلمة متلفزة، أن التهديد بتدويل أزمة لبنان أمميا هو “دعوة للحرب واستدعاء لقوات احتلال (لم يسمها)”، محذرا من أن ذلك “قد يصب في مصلحة إسرائيل”.

وتابع الراعي في كلمته السبت: “لا نريد من المؤتمر جيوشا ومعسكرات أو المس بكيان لبنان فهو غير قابل لإعادة النظر وحدود لبنان غير قابلة للتعديل وشراكته المسيحية – الإسلامية غير قابلة للمس”.

وأضاف: “خروج الدولة عن سياسة الحياد هو سبب ما نعاني منه، وأثبتت التجارب أنه كلما انحاز البعض إلى محور إقليمي اندلعت الحروب وانقسمت الدولة”.

السؤال الأول الذي يمكن توجيهه للبطريرك الراعي، ماذا يعني الحياد في لبنان وهل يمكن للبنان ان يكون حيادياً؟.

يجب أن نقول إن لبنان يقع في منطقة جغرافية مليئة بالفوضى والنزاعات، والتي سببها الأول والأخير “اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية”، لبنان على حدود “الأراضي الفلسطينية المحتلة” وبسبب ذلك عانى لبنان من الاحتلال الاسرائيلي الويلات منذ أن جاء إلى هذه المنطقة، حيث اجتاح لبنان واحتل اراضيه وارتكب افظع المجازر بحق الشعب اللبناني، ولم يفرق بين طائفة واخرى أو دين وآخر، كل من وقف في طريقه وقاومه كان عرضة للاغتيال والقصف، إذا اسرائيل هي المعتدي وهي من يحتل اراض لبنانية، كيف يمكن أن يكون لبنان حيادياً بوجود الاحتلال الاسرائيلي الذي يعتدي على لبنان بين الفينة والأخرى؟.

من قاوم اسرائيل وأوقف همجيتها، أليس “حزب الله” من فعل ذلك، على الأقل آخر 20 عاماً، أليس “حزب الله” من قاد عمليات تحرير الاراضي اللبنانية ودافع عن لبنان وعرضه وحدوده، وأعاد الهيبة للبنان والسيادة والكرامة، ماذا سيجني الراعي وغيره في حال تمت مصادرة “حزب الله”، هل ستتوقف اسرائيل عن الاعتداء على لبنان؟.

تجارب فلسطين لا تزال حاضرة، السلطة الفلسطينية أقامت سلاما مع اسرائيل، ماذا كانت النتيجة، هل توقفت اسرائيل عن عمليات الضم، هل توقفت عن قتل الفلسطينيين وتدمير منازلهم؟.

نزع سلاح “حزب الله” سيجعل لبنان لقمة سائغة أمام اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، الأخيرة جاءت إلى العراق، ماذا فعلت هناك، هل حققت العدل والسلام والطمأنينة للشعب بعد رحيل الديكتاتور، اذا لماذا يجب نزع سلاح الحزب ، أوليس نزعه خدمة مجانية لأعداء لبنان؟.

لا يستطيع لبنان ان يكون حياديا وسط هذه الفوضى، يجب عليه ان يكون لديه موقف، وموقف واضح تجاه مجريات المنطقة، “حزب الله” لم يشكل خطرا على اللبنانيين يوما واحدا، وكان بإمكان “حزب الله” بعد نصر تموز أن يغير المعادلة السياسية في لبنان بأكمله وحتى انه كان يستطيع أن يحكم البلاد، كما حصل في جميع دول العالم، منها فرنسا نفسها، ومع ذلك لم يفعل “الحزب” ذلك، فهو يهدف إلى حماية أراضي لبنان فقط، ولم يطمع بالسلطة المطلقة، ولن يفعل ذلك يوما.

كان الأولى بجميع ساسة لبنان وشخصيتها أن يقدموا الشكر لهذه المقاومة التي حمت لبنان على مدار الأعوام الماضية، لأن تفكيك المقاومة يعني تفكيك لبنان، وماذا يمنع اسرائيل من القيام بذلك، نحن نرى ماذا يحصل في سوريا والعراق وافغانستان، لماذا يجب أن نذهب نحو الفوضى مرة اخرى.

أما تشكيل الحكومة فهو شأن داخلي لبناني، وعلى جميع الأطراف ان تتعاون لكي تصل لنتيجة تخدم مصالح لبنان، وعن المطالبة بفتح تحقيق بتفجير مرفأ بيروت، فالجميع يطالب بذلك، ولكن يجب ألا يتم تدويل الأزمة اللبنانية، لأن الغرب ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على لبنان، ولن يمنعه احد عن القيام بذلك والتاريخ يشهد له بذلك.

لبنان المقاومة سيبقى كذلك، لطالما أن هناك عدواً مغتصباً يحتل اراضٍ لبنانية، ويهدد سيادة لبنان، وينتهك هذه السيادة، ونزع السلاح لن يخدم احداً سوى العدو الصهيوني، أما الحياد فهو أمر غير منطقي، فلبنان ليست السويد أو سويسرا، لبنان محاط بالاعداء وعليه ان يكون حاضرا لمواجهة اي محاولة اعتداء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى