الحدث

النظام السعودي المجرم على موعد مع عمليات “الوجع الكبير” العشرة لحسم المعركة وانتزاع السلام.. فهل يتجنبها ابن سلمان بوقف العدوان على اليمن؟؟

يبدو أن مأرب والعمليات العسكرية المتسارعة على أرضها ستكون بذرة إعلان إنهاء العدوان على اليمن، بإرادة يمنية وخسارة عسكرية لتحالف العدوان بقيادة السعودية.

يُفرض بمعية القوات المسلحة اليمنية، ممثلة بالجيش واللجان، مساراً سياسياً واضحاً من شأنه ترجيح كفة الانتصار لليمن، فيما الرياض غارقة بأزمتها من جهة، وبتلقيها الصفعات العسكرية من أخرى. وما الاستهدافات المتواصلة ضد مطار أبها الدولي والتصويب على العمق السعودي، سوى وصمات تبرز اهتزاز الواقع العدواني للتحالف وداعميه، والتقدم المتواصل لليمنيين.

تقترب قوات الجيش واللجان الشعبية من إحكام السيطرة على مدينة مأرب، بعد إسقاطها لمعظم المرتفعات المطلّة على المدينة التي تحكمها تضاريس متعددة، وتعد السيطرة عليها التطور الأهم في مسار تحرير مركز المحافظة، حيث يحيط بها جبال البلق القبلي والطلعة الحمراء وجبال الخشب. وقد تمكنت القوات العسكرية من إسقاط ثلاثة أنساق دفاع لقوات المرتزق المنتهية ولايته عبدربه هادي في محيط مأرب، وتحديداً في جبهات الكسارة والمخدرة وصرواح، فسقط معسكر كوفل وما بعده، في حين حققت قوات الجيش واللجان تقدماً باتجاه مركز المحافظة معلنة فرض سيطرتها على مناطق واسعة غرب مدينة مأرب وشرق مديرية صرواح.

وتعقيباً على العمليات في مأرب، ينبه اللواء خالد غراب إلى أن “عمليات مأرب أصبحت في تخوم المدينة من عدة محاور وقواتنا باتت تسيطر على أغلب مداخل المدينة وتنتشر في جميع المواقع العسكرية الاستراتيجية المحيطة بالمدينة، عدا منفذ جنوب شرق المدينة تركته قواتنا لفرار من أراد أن يفر من العسكريين أو المدنيين”.

 ويوضح اللواء غراب أن “السيطرة على مدينة مأرب لن تكون نهاية الحرب فالهدف لم يكن تطهير محافظة مأرب فحسب بل لتطهير كامل الأرض اليمنية شمالا وجنوبا من الغزاة والمحتلين ومن التنظيمات الإرهابية كـ”القاعدة” و”داعش”، وعملية تطهير محافظة مأرب هي عملية مفصلية لنهاية العدوان، لأنها ستكون نزعت آخر قدم لتواجد ماتزعمه دول العدوان بأن الشرعية المزعومة تتواجد فيها والتي على أساس هذا الادعاء يستمرون بالعدوان على بلادنا كذبا ودجلا، إنهم يحافظون عليها وهم يعلمون ويعلم الجميع أن جميع من يسمونهم شرعية ما هم إلى خونة ومرتزقة خانو دينهم وارضهم وعرضهم”.

ويجزم اللواء غراب بأن “تطهير محافظة مأرب سيُعيد النفط والغاز اليمني للشعب اليمني وسيتمكن الشعب اليمني من الاستفادة من عائدات النفط الخام ومن المشتقات النفطية التي يتم تصفيتها بمنشأة صافر، والتي إلى هذه اللحظة يتم نهبها من قبل دول العدوان ومرتزقتهم وتهريب عائداتها إلى الخارج،  كما أن محافظة مأرب تمتلك موقعا جغرافيا استراتيجيا، وتربط 3 محافظات جنوبية و 3 محافظات شمالية”.

استهداف متواصل لمطار أبها

بالتزامن مع النسق العسكري المتسارع في مأرب، فإن القوة الصاروخية اليمنية، وعلى مدى الأيام الماضية، خصصت الكثير من ضرباتها المركزة لاستهداف مطار أبها الدولي، في تطور لافت يبرز هشاشة الموقف السعودي، وهنا، يقول الخبير العسكري اليمني اللواء خالد غراب إنه “تم استئناف الضربات للعمق السعودي المتوسط عبر سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية تحديدا باتجاه مطار أبها الدولي ومطار جدة وقاعدة الملك خالد العسكرية بخميس مشيط، وذلك نتيجة تصعيد غارات العدو الجوية وأيضا تصعيده بتشديد الحصار بالقرصنة على سفن المشتقات النفطية، ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة من قبل أكثر من 50 يوم”. ويشدد على أن الضربات الصاروخية تأتي ردا على الحصار العدواني، فمن بين ممارسات العدوان، هناك 14 سفينة محملة بالمشتقات النفطية محتجزة في عرض البحر بعضها تجاوز مدة احتجازها السنة وبلغت تكاليف الاحتجاز للسفن أكثر من 6 مليون دولار، وهذا ما تسبب بكارثة وشيكة نتيجة توقف أغلب منشأت القطاع الصحي وقطاع النقل والكهرباء وتعريض حياة الملايين لخطر الموت.

وبيّن اللواء غراب أن هذه الممارسات جريمة حرب إنسانية غير مسبوقة بحق الشعب اليمني أو أي شعب آخر، وما الرد العسكري سوى عملية ردع متصاعدة ومستمرة، ويؤكد أن العمليات ستستمر وتتصاعد نوعا وعدداً، منوهاً بأن “العمليات أتت لإيصال رسائل لحلفاء السعودية لا سيما الأمريكي، مفادها “أننا لن ننخدع بتصريحاتكم المنمقة المخادعة، نريد أن تترادف الأقوال بالأفعال الملموسة على الأرض من حيث وقف العدوان ورفع الحصار”.

تحمل الاستهدافات للعمق السعودي، رسالة تبرز أن اليمنيين لن يستجدوا السلام من السعودية، وهنا، يقول اللواء خالد غراب “الرسالة للسعودي أننا لا نستجدي منكم السلام فأنتم بنظر الشعب اليمني مجرمون، وإننا ماضون للدفاع عن شعبنا ولن تتوقف ضرباتنا التي نعتقد أنها ستكون أشد إيلاما في الأيام المقبلة، وربما سيتم تدشين عمليات الوجع الكبير العشر التي تم الإعلان عنها مسبقا والتي أعدت لتدمير وشل أهم المنشآت الحيوية ذات الطابع العسكري، وأهمها الموانئ البحرية والجوية والتي ستؤدي حتما لانتزاع السلام”، ويؤكد أنها “رسالة تحمل للسعودي مفهوما آخر للسلام وهي أن بإمكانكم تجنب ضرباتنا المقبلة وذلك من خلال توقف عدوانكم على بلادنا ورفع الحصار، أما تصريحاتكم الكاذبة بأنكم حريصون على السلام وتسعون لإيقاف الحرب أصبحت مفضوحة كاسطوانة مشروخة”.

ويختم بالإشارة إلى أن السلطة السعودية لم تعد تمتلك خيارات تناور فيها، وأصبح عامل الوقت الذي كانت تراهن عليه، وواقع الموقف العسكري يؤكدان أنه لم يعد يسير في صالحها بالكامل وأن الاستمرار فيه قد يؤدي إلى هزيمة استراتيجية تخسر على أثرها ليس المعركة فحسب بل سيخسر حكامها المجرمون عروشهم وتعود نجد والحجاز لأهلها”.

أخبار المملكة

المصدر: مرآة الجزيرة بتصرف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى