إسرائيل وإيران على شفا حرب؟
تحت عنوان “هل إسرائيل وإيران على شفا حرب؟”، كتب المحلل الإسرائيل سيث فرانتزمان مقالاً تحليلاً في مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية استعرض فيه خلفيات اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده وقدرات طهران العسكرية، محذراً من قدرتها على زعزعة استقرار المنطقة ومن أوجه الرد المحتمل على العملية.
وانطلق فرانتزمان من تحميل إيران مسؤولية الاغتيال للاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنّ العملية تُعدّ الثانية التي تستهدف شخصية بارزة، بعد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في 3 كانون الثاني الفائت. ولفت المحلل إلى أنّ قطر والإمارات دانتا الاغتيال، معلقاً بالقول: “إنّ استعداد إيران لاستخدام الطائرات المسيّرة وصواريخ الكروز لاستهداف السعودية، ومزاعم زوارق الدورية الإيرانية في خليج عمان العام الفائت، يمثلان عامليْن يدلان إلى أنّ الدول تدرك شكل الرد الإيراني المحتمل”.
وفي حين أكّد فرانتزمان أنّ إيران وإسرائيل تسلكان مساراً تصادمياً هذا العام، ذكّر بالهجمات الإلكترونية الربيع الفائت “التي سلّطت الضوء على الهجمات الانتقامية المتبادلة الواضحة”. كما تطرّق إلى المناورات العسكرية الإسرائيلية-الأميركية، قائلاً: “بعثت المناورات الإسرائيلية الثلاثة المشتركة مع الولايات المتحدة باستخدام طائرات F-35 رسالة إلى إيران حول التنسيق الوثيق بين واشنطن وتل أبيب”. وتحدّث فرانتمان عن حصول الاحتلال على سفن كورفيت “ساعر 6” الجديدة لحماية “سواحلها”، قائلاً إنّ الاحتلال يمتلك أحدث التنكولوجيات العسكرية الدفاعية لمواكبة قيام إيران بتزويد “حزب الله” بالصواريخ والذخائر الموجهة. في السياق نفسه، قال المحلل إنّ الاحتلال “كشف” في تشرين الثاني الفائت أنّ الحرس الثوري الإيراني زرع عبوة ناسفة بالقرب من موقع إسرائيل في الجولان، مذكراً بالغارات الإسرائيلية المتكررة على سوريا بزعم استهداف أصول إيرانية أو أخرى تابعة لـ”حزب الله”. وهنا أضاف فرانتزمان أنّ الحزب تعهّد بالرد على اغتيال القيادي علي كامل محسن في تموز الفائت.
وإذا اعتبر فرانتزمان أنّ ما ذكره يرسم خلفية لاغتيال فخري زاه، أضاف أنّ العملية تأتي بعد الانتخابات الأميركية وقبل تولي إدارة جديدة الحكم في كانون الثاني؛ وهو الواقع الذي دفع البعض إلى القلق من أنّ توقيت العملية مرتبط بفترة الفراغ هذه. توازياً، تطرّق المحلل إلى تطبيع البحرين والإمارات مع الاحتلال “وتنامي العلاقات بينهم”. بالنسبة إلى أبو ظبي، قال فرانتزمان إنّها تعتبر أنّ اتفاقية السلام ساعدت على الحؤول دون ضم الاحتلال الضفة الغربية والموافقة على حصولها على طائرات F-35 من الولايات المتحدة، مضيفاً أنّ الإمارات تعتبرها جزءاً من ضغوطها الرامية إلى شق ممر للاستقرار في الشرق الأوسط “بعدما مزقت سنوات من النزاع العراق وسوريا واليمن وليبيا”. وتابع فرانتزمان: “تقول الإمارات إنّ صفقة الـF-35 ليست جزءاً من اتفاقية السلام، كما تنفي إسرائيل العلاقة بينهما”، مستدركاً: “ولكن بسبب عوامل أخرى، يضطلع التوقيت بأهمية”.
وأضاف: “أرادت الإمارات الحصول على طائرات F-35 وعلى طائرات مسيرة مسلحة منذ سنوات عديدة. وإذا حصلت عليه، فستكون البلد الثاني في المنطقة الذي يمتلك طائرة حربية متطورة، كما أنّها ستتمتع بحق الوصول إلى أحد أفضل الأنظمة العسكرية الخاصة بالجيش الأميركي”. وتابع فرانتزمان: “سلّمت إسرائيل بطاريات القبة الحديدة الأولى للولايات المتحدة هذا العام، كما تسعى إسرائيل إلى الحصول على طائرات التزوّد بالوقود من نوع بوينغ KC-46 من الولايات المتحدة”. في ما يتعلق بإيران، حذّر المحلل الإسرائيلي من قدرتها على “إفساد العلاقات الناشئة هذه والمساعي الرامية إلى تحقيق الاستقرار”، خالصاً إلى أنّ “إيران تضعهما (هذان العنصران) مقابل رغبتها في هبوط سلس مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة جو بايدن”