ارشيف الموقع

   فتوى القاتل في الطيونة

     

الكاتب : د. شريف نورالدين                

أسرد السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بالأمس مطولا، متحدثا عن تفاصيل الأحداث التي أدت في كل مرة إلى قتل واستشهاد عدد من مناصريه وغيرهم من الشيعة أثناء تظاهرات التنديد أوالمطالبة أوالاعتراض أو الاحتجاج…

و في تقييمه لكل الأحداث المؤلمة التي نالت من مسيرته قهرا وظلما وعدوانا، والوقوف عند كل مفترق منها، مبينا موقفه الوطني وردة الفعل في لملمة الجراح والآلام ومحاصرة الفتنة، وباالضغط على الضحية واستمهال الجلاد إلى ما بعد بعد حين، بالقلب الكبير والصبر الجميل والعقل النير والحكمة في إدارة الازمات والنكبات وعلى كل الصعد وفي كل أوان…

مؤكدا سماحته على احقاق الحق والعدالة وترسيخ الثوابت الوطنية، من وحدة المسار والمصير بين الطوائف في العيش المشترك مع مكونات كل الوطن…

كما قارن في حديثه البارحة بين القاتل والمقتول، متسللا إلى عقل القاتل، فاضحا عزم المجرم واهله بالاصرار على القتل بمل الإرادة، وكأدوات فتنة تنفذ أوامر سيدها في الداخل اللبناني والاقليمي والدولي…

لا شك أن حزب القوات ورئيسه، يشهد لهم التاريخ في القتل والاجرام في كل زمان ومكان قد حلوا فيه، من حاجز البربارة إلى يوم السبت الأسود ومجزرة الكرنتينا إلى تفجير الكنائس والاغتيالات التي لا تنتهي من فصول التاريخ البشع الشيطاني الاسود…

لكن المرة القتل والاجرام، يختلف عن كل سابقاتها في أقدام أدوات القتل على الفعل بهذه الوحشية والغدر التي هي من شيمهم…

نعم سماحة السيد؛ أن أول من أصدر أوامر القتل في الطيونة، هو بيان رقم واحد بعد اعلانه، والذي يتضمن في بنوده تحرير لبنان من الإيراني( الشيعة)، واستنهاض الناس تحت عنوان “المقاومة من أجل استعادة السيادة” محرضا على الفتنة والتي هي أشد من القتل…

نعم سماحة السيد؛ أن إعلان الحرب على الشيعة، قد أكد عليه البيان الأخير  للمطارنة برأس هرمه، الذي يحمل لواء الفتنة والحرب في كل عظة من يوم احد تحت العناوين المحرضة والمستفزة…

نعم سماحة السيد؛ أن بيان البطرك، ما هو إلا أعلان لفتوى صريحة منه لاباحة دم الشيعة، تحت ستار وشعار تحرير لبنان من إيران…

هي الحقيقة الواضحة والجلية أمام كل من سمع أو شاهد او تلقى البيان…

بل أكثر من ذلك، هناك إصرار من رأس الكنيسة في لبنان على المضي قدما مهما كان الثمن، وأن ادت إلى حرب أهلية وقتل ومجازر وفتن وأفعال قد تؤدي إلى نهاية لبنان وشطبه عن خريطة العالم…

نعم سماحة السيد؛  هنا الخطورة تكمن، ما فعله ازلام رأس الكنيسة في لبنان، هو بغطاء شرعي وديني مباشر ومع تحفيز على القتل والاجرام المبرر لديهم مسبقا…

هو صراخ المستسلم المفلس المنهزم، وفتاوى المغرض الحاقد، ونفوس مارقة وقلوب جاحدة، والأدوات القاتلة المجرمة…

نعم سماحة السيد؛ مهما تعاليت على الجراح والمصاب، فمصابك جلل مع اهل الوطن الواحد…

كيف لا! وانت القابض على عنفوانك وكرامتك مضحيا  من أجل الوطن كل الوطن، لا طمعا بجاه ولا خوفا من جريمة، بل حب بوطن أمنت به فظلموك …

نعم سماحة السيد؛ انت الأقوى بالمئة ألف بل برجل من ألف بالف رجل، تشير إليهم فتنحني الأرض لهم وتحملهم السحاب حيث اردت…

نعم سماحة السيد؛ انت أقوى من صاروخ بالف الف صاروخ، حيث يدك طالت النجوم، وعينك على المحبوب وعنفوانك لا زال محجوب، ولو كشف الغطاء عما لديك وما تمتلك، لارتعدت فرائس الجن قبل الأنس…

نعم سماحة السيد؛ هي المواجهة في ساحتك، لكن الساحات تنحني أمامك من لبنان الى فلسطين وسوريا والعراق واليمن وأخيرا البحار…

نعم سماحة السيد؛ (خفتهم على دينهم فخافوك على دنياهم)…

نعم سماحة السيد؛ رحم الله امرؤ أحيا حقّاً وأمات باطلاً ودحض الجور وأقام العدل وانت اهله وصاحب زمانه…

نعم سماحة السيد؛ بكثرة تّواضعك أستدلّ على تكامل شّرفك…

وَأَنَّى يُرْتَجَى مُرَاقَبَةُ مَنْ لَفَظَ فُوهُ أَكْبَادَ الشُّهَدَاءِ وَنَبَتَ لَحْمُهُ بِدِمَاءِ السُّعَدَاءِ وَنَصَبَ الْحَرْبَ لِسَيِّدِ هذا العصر وَجَمَعَ الْأَحْزَابَ وَشَهَرَ الْحِرَابَ وَهَزَّ السُّيُوفَ فِي وَجْهِ حفيد رَسُولِ اللَّهِ أَشَدُّ الْناس لِلَّهِ جُحُوداً وَأَنْكَرُهُمْ لَهُ سيدا طهورا وَأَظْهَرُهُمْ لَهُ عُدْوَاناً وَأَعْتَاهُمْ عَلَى الرَّبِّ كُفْراً…

نعم سماحتك والف نعم دون كلل أو ملل؛ وانت القائل في خطابك الأخير ياحفيد النبي وسبط علي وحسين وحسن هذا الزمان (إني لم اتحدث أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما اتحدث لطلب الاصلاح في اهل لبنان، أريد أن آمر بالخير والمعروف وأنهي عن الفتنة والمنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين اهل الفتنة بالحق، وهو خير الحاكمين)…

اذا احب الله عبدا قذف حبه في قلوب من شاء من عباده…

وكما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.

عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود.

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا ما من صداقته بد.

هو القدر، سماحتك في زمان ومكان غير زمانك، لكن شاءت الاقدار أن تكون انت الزمان والمكان والعنوان حيثما حللت ونزلت وتكلمت…

هو خطاب سماحته البارحة في قول الله تعالى: { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }آل عمران اية6.

هو خطاب سماحته في قوله تعالى في سورة النصر: بسم الله الرحمن الرحيم ،” اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى