على وقع البكاء والصراخ وإطلاق الرصاص في الهواء، ووسط أجواء حزن، ودّعت زغرتا أمس الشابين الياس مرعب ونعمة نعمة، اللذين قضيا على الأوتوستراد الدولي قرب بلدة شكّا، بعد ارتطام سيارتهما، مساء أول من أمس، بشاحنة وضعها محتجّون في عرض المسرب الغربي للأوتوستراد، خلال حملة الإحتجاجات وقطع الطرقات التي تعمّ مناطق لبنانية منذ أيّام.
هذه الحادثة المفجعة لم تمرّ من دون ردود فعل مُدينة ودعوات إلى التحقيق فيها ومعاقبة من تسبّبوا بها. فبعدما دعت جمعية «يازا»، المعنية بقضايا الصحّة والسلامة المرورية، «القضاء والنيابات العامّة المختصّة إلى التحرّك فوراً للتحقيق في حادث السير»، اعتبر المونسنيور إسطفان فرنجية، خلال قدّاس صلاة الجنازة في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في زغرتا، وسط حشد، أنّ «المحاسبة في هذا الحادث الأليم وتحديد المسؤولية مطلوبان بهدف حماية أبنائنا على الطرقات». وشدّد على «أننا نقف بغضب أمام ما جرى معكما، ليس بهدف الانتقام، بل بهدف حماية شبابنا وشاباتنا على الطرقات»، متسائلاً: «أين كانت القوى الأمنية على الطرقات السائبة والمتروكة؟». وبعدما نعاهما أوّل من أمس لكونهما مقرّبين منه وعضوين في تيّار المردة، أبدى النائب طوني فرنجية أمس، من بكركي، خوفه من أن «يؤدّي الإمعان في العناد بتشكيل الحكومة إلى فوضى عارمة في البلاد، ولقد بدأنا نلمس ملامحها على الأرض». بدوره، اتّهم الوزير السابق يوسف فنيانوس من وصفهم بـ«قطّاع الطرق»، بإيقاف الشاحنة في عرض الطريق، وتسبّبها في وفاة «خيرة شبابنا».
ومع أنّ أيّ شيء عن التحقيقات الأمنية لم يصدر بعد، قالت مصادر أمنية لـ«الأخبار» إن سائق الشاحنة أفاد المحققين بأن «محتجين» اعترضوا طريقه، وأجبروه على ركن الشاحنة في عرض الأوتوستراد وسلبوه مفاتيحها.