المقاومة

  • تحقيقات - ملفات

    التعليق السياسي في زمن المقاومة :«إسرائيل» في موقع الدفاع لا في موقع الهجوم…

       د. عدنان منصور _البناء رغم كلّ التصريحات، والتحذيرات، والتهديدات، والتلويح بالحرب، التي يطلقها القادة السياسيون والعسكريون “الإسرائيليون” من آنٍ الى آخر ضدّ لبنان ومقاومته، ورغم المناورات الحربية والاستفزازات، والتحصينات، والقبب الحديدية، والخروق العدوانية المتواصلة للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، فإنّ حقيقة لا يمكن تجاهلها، تحيط بالكيان الصهيوني، تجعله مكبّل اليدين أمام أيّة مغامرة يقوم بها مستقبلاً، لشنّ عدوان واسع النطاق، على لبنان، وبالذات على المقاومة فيه، لاعتبارات عديدة لا يمكن له عدم التوقف عندها، أو التغافل عن تداعياتها. لقد عمدت “إسرائيل” على مدار عقود منذ احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين عام 1948، أن تكون البادئة في شنّ أيّ عدوان على دول عربية، واضعة في حسابها، دعماً قوياً من الغرب، لا سيما الولايات المتحدة التي توفر لها الإمكانات والغطاء السياسي، والدعم الدولي أثناء الحرب وبعدها. هكذا كانت “إسرائيل” تشنّ العدوان تلو العدوان، منذ عام 1955 على قطاع غزة، وعام 1956 على مصر أثناء العدوان الثلاثي عليها، وحرب حزيران عام 1967، والعدوان على مطار بيروت الدولي عام 1968 وتفجير الطائرات المدنيّة فيه، والعدوان الذي أسفر عن اجتياح الأراضي اللبنانية عام 1982، وعدوان “عناقيد الغضب” عام 1996 وقصف محطات الكهرباء عام 1999 وصولاً إلى ذروة الاعتداءات، وهي الحرب التدميرية الواسعة النطاق التي شنّها العدو على لبنان عام 2006. لقد كانت “إسرائيل” في حروبها، تشعر على الدوام بتفوّقها العسكري النوعيّ الذي يجعلها كلّ مرة في موقع الهجوم، حيث كانت تخوض حروبها، وتنقل معاركها الى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، تقصف ولا تُقصف، تضرب ولا تُضرب، تسيطر على الأراضي وتجعل من الاحتلال أمراً واقعاً، يعززه تأييد وانحياز غربي وقح لها، من دون أيّ اعتبار للقانون والمجتمع الدولي، وللقرارات الأممية ذات الصلة. كان التفوّق العسكري الجوي “الإسرائيلي” على الدوام يغطي السماء الفلسطينية، يدفع بالعدو كي يتمادى في عدوانه وعنجهيّته وغروره، حتى جاء الوقت الذي بدأت فيه المعادلات العسكرية والبشرية النوعية ترسم خريطتها على الأرض. إذ بدأت مرحلة جديدة مع مطلع الثمانينيات، تؤسّس لمعادلات قوية بدأت تقلب في ما بعد، التوازنات والمعايير، والمقاييس العسكرية التي كانت سائدة لفترة من الزمن، والتي كانت تصبّ بشكل دائم في صالح العدو. للمرة الأولى وجدت “إسرائيل” نفسها، وقادتها السياسيون والعسكريون، أنهم أمام وضع جديد، وأمام مقاومة يصعب احتواؤها، أو كسرها او هزيمتها، نظراً لما تتمتع به من أسباب القوة، والإيمان العميق بقضيتها ورسالتها، واستبسالها في الدفاع عن الأرض والإنسان. مقاومة مشبعة بعقيدة راسخة، وبالمعنويات والروح القتالية العالية، معزّزة، ومحصّنة بآلاف المقاتلين والاستشهاديين المتعطشين لمواجهة المعتدين المحتلين. لقد شكلت المقاومة للعدوان “الإسرائيلي” الواسع النطاق على لبنان عام 2006، علامة فارقة ومنعطفاً استراتيجياً كبيراً في تاريخ الصراع العربي “الإسرائيلي”، حيث ألحقت الهزيمة بالجيش “الإسرائيلي”، من دون أن يحقق أهدافه في القضاء على المقاومة، ومن دون أن يتيح لحليفته الولايات المتحدة إنشاء “الشرق الأوسط الجديد”. إذ كانت المواقع والأهداف في الداخل “الإسرائيلي” تقصف للمرة الأولى منذ إنشاء الكيان عام 1948، حيث لم يستطع العدو حتى اليوم استيعاب ما حلّ بجيشه على يد المقاومين، والتداعيات التي لا تزال آثارها تتفاعل، تقلق العدو، وتشكل هاجساً ورعباً دائماً له، يجعله يحسب ألف حساب للمقاومة قبل أن يخوض أيّ مغامرة عسكرية، أو حرب يلجأ إليها. اليوم ومع مرور خمسة عشر عاماً على العدوان، الصهيوني، تعلم “إسرائيل” وأجهزتها العسكرية، كما الأجهزة الخارجية، علم اليقين مدى استعداد، وقدرات، وتجهيزات، واقتدار المقاومة، وحكمة قيادتها، ومعدن رجالها، ومقاتليها، ومجاهديها، وتماسك حاضنتها الشعبية، ما يجعلها على أتمّ استعداد لصدّ أيّ عدوان، وأن تلحق الدمار بالمنشآت “الإسرائيلية” أينما كانت في فلسطين المحتلة. لم تعد الذراع “الإسرائيلية” طويلة وحدها تعربد متى شاءت، وتدمّر متى ما أرادت. فالذراع الطويلة تقابلها ذراع أطول، والدمار الذي كان يلحقه العدو بنا، لن يكون بعد اليوم بعيداً عنه ومحصّناً بقبَبه الحديدية. كما أنّ الكيان “الإسرائيلي”، لم يعد يتقبّل أيّ مغامرة عدوانية لجيشه، حيث لا أحد يعرف النتائج الوخيمة ما بعد الحرب التي سيواجهها “الإسرائيليون”، وهي بالتأكيد لن تكون في صالحهم، ولن توفر لهم بعد ذلك الأمن والاستقرار الذي يريدونه. إنّ التهويل والتهديد والترهيب، والتخويف، والوعيد “الإسرائيلي”، لن يجدي ولن ينفع، فهو للاستهلاك الداخلي، ولاستيعاب المشاكل والأزمة السياسية الحادّة التي يعاني منها نتنياهو وشلته. فـ “إسرائيل” اليوم لم تعد تتمتع وتحظى بالغطاء العلني السافر المكشوف لحروبها، من قبل دول كبرى كانت تقف باستمرار الى جانبها، وتبرّر عدوانها، فهي اليوم تحت المجهر، نظراً لخروقاتها المتمادية المستمرة للقوانين والشرعية الدولية، وارتكابها المجازر ضدّ الإنسانية، وهدمها منازل الفلسطينيين، وتهجيرهم، ومصادرة أراضيهم، وملاحقتها أمام محكمة الجنايات الدولية، بالإضافة الى إدراك وتفهّم شعبي متنام في المجتمعات الأوروبية والعالمية، يتعاطف مع الفلسطينيين وحقوقهم، وينتقد ويدين الممارسات اللاإنسانية ضدّهم. كلّ ذلك يضع “إسرائيل” في مأزق، يجعلها مكبّلة اليدين، وفي موقع الدفاع أمام المقاومة في لبنان وفلسطين، وليس في موقع الهجوم. إنّ المعادلة على الأرض تغيّرت كمّاً ونوعاً، واقتداراً، وتخطيطاً وتنفيذاً، وهذا ما أجبر العدو أن يكون في موقع لا يُحسَد عليه، رغم الترسانة العسكرية الهائلة التي يمتلكها، بحيث يكتفي اليوم بالاستفزازات والاستعراضات التي يقوم بها، والمناورات العسكرية، والتهديد، والتهويل الذي يطلقه من وقت الى آخر، تنفيساً لاحتقانه، ورفع معنويات مواطنيه، عوضاً عن حرب واسعة يشنّها، لن تكون وفقاً لتقديرات الدوائر العسكرية الأجنبية المتابعة للشأن “الإسرائيلي” في صالح العدو وأمنه، واستمرار وجوده. يبقى للمقاومة دورها، وجهوزيتها، وقرارها الحرّ الذي تختاره، في المكان والزمان المناسبين، حيث لن يثنيها عن الدفاع عن كامل أرضها وتحرير ما احتلّ منها حين تدعو الحاجة ويدق النفير. إنّ العصر “الإسرائيلي” الذي ساد من مطلع الخمسينيات الى التسعينيات، واحتكار الكيان لقرار الحرب قد أفل، ليحلّ مكانه عصر المقاومات على مساحة المنطقة، يفرض إرادته، ويكتب تاريخاً مشرّفاً للأمة وشعوبها، وهي في مواجهة دولة الاحتلال والعدوان. *وزير الخارجية والمغتربين الأسبق

    أكمل القراءة »
  • تحقيقات - ملفات

    ديمقراطيّة المستبدّين

     شوقي عواضة-البناء سُئل هتلر قبل وفاته مَن أحقر النّاس الذين قابلتهم في حياتك؟ فردّ عليهم: «أحقر النّاس الذين قابلتهم في حياتي هم أولئك الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم». أمّا المناضل الأممي شي غيفارا فيقول: «مثل الذي باع بلاده وخان وطنه كمثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللّصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللّص يكافئه»، تلك الخيانة التي تكاد أن تصبح وجهة نظر تحت عناوين ومسمّيات مختلفة منها حرية الرّأي والتعبير ومنها الديمقراطيّة، تلك الديمقراطية الأميركيّة التي يتخذونها نموذجاً لهم ليبرّروا خيانتهم دون أن يدركوا أنّه عندما تتحوّل الحرية إلى فتنة تشعل الوطن وتسقط تلك الحرّية، وعندما تصبح الدّيمقراطية دعوة لاحتلال الوطن وتدميره لا بدّ من محاكمتها ومحاسبتها بتهمة الخيانة. تلك هي القواعد التي تحكم بها الدول والأمم. فالولايات المتحدة الأميركيّة التي يتغنّون بديمقراطيتها المزيفة لم تتهاون قيد أنملةٍ مع الخائنين لها أو الخارجين عن الدستور مهما كانتِ الأسباب. وقد نصّ الدستور الأميركي في البند الأوّل من الفقرة الثالثة على جريمة الخيانة بحقّ الولايات المتحدة لا تكون إلا بشنّ حرب عليها، أو بالانضمام إلى أعدائها وتقديم العون والمساعدة لهم. ولا يُدان أحد بتهمة الخيانة إلّا استناداً إلى شهادة شاهدين يشهدان على وقوع نفس العمل الواضح النية، أو استناداً إلى اعترافٍ في محكمةٍ علنيّةٍ. وعلى هذا الأساس يُجرّم ويُحاكم كلّ مواطن أميركي سواء كان سياسيّاً أو إعلاميّاً أو ناشطاً أو في أيّ موقع كان يتلاقى خطابه مع خطاب أعداء الولايات المتحدة أو يصبّ في خدمة مصالحهم. أمّا في لبنان فقد اتخذ البعض من الحرية غطاء للتّحريض على الدولة وعلى المقاومة التي أصبحت تشكّل قوّةً كبيرةً للبنان. ففي كلّ دول العالم التي شهدت احتلالاً أو غزواً كانت تولد مقاومة من الشّعب تقف لتتصدّى وتواجه وتسقط أهداف الاحتلال وتهزمه لتحقق انتصاراً معمّداً بدماء الشهداء وتضحيات الشعب وتصنع سيادةً حقيقيّة بكلّ ما للكلمة من معنى. ويحدّثنا التاريخ عن المقاومة الفرنسيّة التي واجهت الاحتلال الألماني وأدواته وعملاءه، ففي وثائقَ رسميّةٍ فرنسيّة لا تزال محفوظةً في متحف المقاومة الفرنسية في مدينة شامبيني سُور مارن  (Champigny-sur-Marne)، تبنّت لجان المقاومة الفرنسيّة عمليات تصفية العملاء الفرنسيين ميدانيّاً خارج محاكم الدّولة تضمّنت تنفيذ عمليات إعدام وتصفية بحقّ عشرة آلاف عميل وإعدام عشرين ألفاً آخرين شنقاً. أمّا المحاكمات القانونية فقد بلغت 300 ألف محاكمة وملف قدّم منها 127000 ألف عميل للمحاكمة وأدين منهم سبعة وتسعون ألف عميل تراوحت أحكامهم بين خمس سنوات سجن إلى حكم الإعدام. أمّا في لبنان فالمقاومة التي حرّرت الوطن من الاحتلال وسحقت مشروع الإرهاب والتي لم تحاكِم عميلاً واحداً، فقد وضعها البعض هدفاً لهم ومرمى لنيران حقدهم، ففي حين لم تبرّر المقاومة الفرنسيّة عملية الإعدامات الميدانيّة، ولم يعتبر القانون الفرنسي أنّ الخيانة حرية رأي، والتواصل مع العدو ديمقراطية يشهد لبنان حملة أميركية «إسرائيلية» يقودها سياسيون وإعلاميون وناشطون سُخّرت لهم الإمكانيات المالية والإعلاميّة وحماية وتوجيه السّفارة الأميركية يعتلون الشّاشات يوجهون الاتهامات للمقاومة بل لبيئةٍ كاملةٍ بالإرهاب والقتل ضمن منهجيّةٍ إعلاميّةٍ وسياسية أدت إلى فرض العقوبات على لبنان بهدف محاصرة مقاومته التي لم ولن تتأثّر بتلك العقوبات أو بأيّ إجراءات تتخذها الولايات المتحدة الأميركية، في ظلّ تصاعد تهديدات العدو الصّهيوني تتسابق أبواق السّفارة الأميركية على تقديم اجتهادات هؤلاء الخيانيّة وتجنيد أنفسهم للعدو وخدمته بعلمهم أو بغير علمهم. كلّ ذلك يجري في ظلّ غياب المحاسبة القضائيّة وتهميش القانون الذي يطبّق…

    أكمل القراءة »
  • ارشيف الموقع

    الأمراض النفسية تفتك بالجيش الاسرائيلي.. بداية الانهيار

    الوقت- زلزال في الجيش الاسرائيلي كشف عنه رئيس لجنة “مراقبة الدولة” في الكنيست الإسرائيلي عوفير شيلح، الذي أشار إلى أن…

    أكمل القراءة »
  • تحقيقات - ملفات

    لبنان تقف في وجه كي الوعي التطبيعي.. فمتى يستفيق البقية

    الوقت- هناك زحف غير مسبوق من قبل بعض الأنظمة العربية وجنوح نحو التطبيع مع العدو الصهيوني، في سابقة خطيرة وغريبة…

    أكمل القراءة »
  • إذا فعلها ترامب أو نتنياهو هل يبقى ردّ المقاومة متناسباً مع الاعتداء؟

     د. عصام نعمان*-البناء   ما زال دونالد ترامب يرفض الإقرار بالهزيمة. لا يكتفي بتقديم دعاوى وتحريك تظاهرات احتجاجيّة على «تزوير» الانتخابات بل يتشبّث بسلطته ويرفض تسليم فريق عمل الرئيس المنتخب جو بايدن تقارير الإحاطة السريّة بقضايا الأمن القومي والنشاط الاستخباري والرصد السيبراني، كما تقضي التقاليد السياسيّة في المرحلة الانتقالية. بيتر نافارو، أحد كبار مستشاريه الاقتصاديين، قال لقناة «فوكس نيوز» التلفزيونية: «اننا في البيت الأبيض نواصل العمل كما لو أننا في صدد ولاية ثانية لترامب». هذه المؤشرات وغيرها حملت كثيرين من أركان فريق منافسه بايدن ومن أعضاء الكونغرس وكبار المعلّقين الصحافيين على الاعتقاد بأنّ الرئيس المهزوم لن يستسلم، وانه سيواصل الكفاح من أجل البقاء في البيت الأبيض، وانه لن يتورّع خلال الفترة الانتقالية التي تنتهي في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل عن اتخاذ قرارات بالغة الخطورة قد تُفضي الى حرب في الشرق الأقصى (مع الصين) او في أميركا الجنوبية (مع فنزويلا) او في الشرق الاوسط (مع إيران والمقاومة اللبنانية – حزب الله). ثمّة مَن يعتقد أيضاً في الولايات المتحدة كما في الشرق الاوسط أن بنيامين نتنياهو قد يشارك ترامب في أنشطته العدوانية او ربما يقوم منفرداً، بدعمٍ منه، باعتداء محسوب على إيران او سورية او على المقاومتين اللبنانية والفلسطينية. غير أنّ نظرة متأنية الى المشهد الأميركي تشي بأن اهتمام ترامب الرئيس يتركّز على الداخل. فهو وإن كان يحاول مستميتاً البقاء في البيت الأبيض بكل الوسائل المتاحة، إلاّ انه يعلم، كما كبار أركان حزبه الجمهوري، أن مكابرته محكوم عليها بالفشل، وأن بايدن سيحلّ محله في البيت الابيض عاجلاً او آجلاً. غير أن خروجه المحتوم منه لن يمنعه من العمل من اجل بقائه الرقم الشعبي الصعب في الحياة السياسية الأميركية، مترسملاً على السبعين مليون صوت التي نالها في الانتخابات، كما على تداعيات تأجيجه عصبية عرقية دفينة لدى الأميركيين البيض ضد الأقليات غير البيضاء المتكاثرة وأهمها اللاتينو (ذوو الاصول واللغة الإسبانيين) والسود ( ذوو الأصل الأفريقي) والمسلمون من أصول قومية شتّى الذين يربو عددهم على سبعة ملايين. يظنّ ترامب ان نجاحه في تكتيل مناصريه يتيح له ان يبني، بعد خروجه من السلطة، تياراً شعبياً ترامبياً يمكّنه من التأثير في مجريات النظام السياسي لتعزيز نفوذه من جهة، ومن جهة أخرى لتوسيع قاعدته الشعبية بغية خوض انتخابات الرئاسة مجدداً بعد انتهاء ولاية بايدن سنة 2024. غير انّ أوساطاً قيادية في أميركا كما في دول اخرى تتداول فكرةً او احتمالاً بأن يُقدم ترامب، الذي يتصف بقدْر من النزق يصل أحياناً الى مستوى الحماقة، على شنّ حربٍ يظنّ أنها قد تعود عليه وعلى حلفائه بمنافع سياسية وازنة خلال الفترة الانتقالية. كثرة من المتابعين والمراقبين للمشهد السياسي الأميركي تستبعد هذا الاحتمال وتعتقد ان انزلاق ترامب الى اتخاذ قرار الحرب يبقى محكوماً بثلاثة اعتبارات: أولاها ألاّ يعود عليه بردود فعل سلبية داخل أميركا. ثانيها أن تكون لديه القدرة والفرصة على الخروج من الحرب منتصراً. ثالثها أن تفيد الحرب «إسرائيل» ولا تسيء الى حلفاء أميركا. في ضوء هذه الاعتبارات، يمكن الترجيح بأنّ الساحة المغرية لشنّ الحرب هي لبنان وسورية. ذلك أنّ قيادتي أميركا و«إسرائيل» تعتقدان أن حزب الله بات قوة إقليمية وازنة ومؤثرة، وانه يهدد أمن «إسرائيل» كما مصالح الطرفين، ولا سيما النفطية والغازية، في شرق الفرات والحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط، وأنّ الظرف يبدو مؤاتياً لضربه في فترة معاناة لبنان وسورية من مفاعيل انهيار مالي واقتصادي، وإيران من مفاعيل العقوبات الأميركية الشديدة عليها. مع تكرار أرجحية استبعاد هذا السيناريو، يبقى الحذر والتحسّب والاستعداد للمواجهة موجبات ماثلة وملّحة، فأين تراه يتركّز العدوان، وكيف يكون الردّ؟ كان ترامب تباهى في مؤتمر صحافي منتصفَ أيلول/ سبتمبر الماضي بأن لدى بلاده «اسلحة رائعة لا يعرف بها احد (…) وأسلحتنا النووية الآن في أفضل حالاتها». أثار ترامب آنذاك جدلاً بين الخبراء الاستراتيجيين حول ماهية «هذا السلاح السري الرائع»، وقد رجّح بعض الخبراء انه قنبلة نووية تكتيكية، أيّ للمدى القصير ولمساحة محدودة وذات قدرة على تحويل المنطقة المضروبة الى أرض يباب. هل يستعمل ترامب هذه القنبلة في المنطقة التي تخمّن قيادتا العدوان الأميركي والإسرائيلي أنها تحتضن مراكز قادة المقاومة، لا سيما السيد حسن نصر الله، لظنّهما انّ القضاء عليه كافٍ بحدّ ذاته لشلّ المقاومة وتعطيل فعاليتها؟ مع تكرار أرجحية استبعاد هذا السيناريو، فإن موجب المواجهة يفرض طرح سؤال ملحاح: كيف يكون رد المقاومة على الضربة الصهيوأميركية؟ لا ضمانة البتة لنجاح هذه الضربة المفترضة، لا من حيث توقيتها، ولا من حيث قدرة قادة العدوان على تحديد المنطقة التي تحتضن قادة المقاومة وقائدها، ولا من حيث فعالية السلاح المستعمل في تحقيق التدمير المطلوب. أما ردّ المقاومة فقد جرى بحثه في ندوة افتراضيّة مستعجَلَة عقدها خبراء استراتيجيون مستقلون انتهوا فيها الى التقدير الآتي: معيار الردّ وحجمه ونوعه ومكانه يتوقف على حجم الضربة وقوتها وفعاليتها. غير أنّ غالبيتهم توافقت على ان ردّ المقاومة يجب ألاّ يكون متناسباً مع حجم الضربة وقوتها ومكانها بل يجب أن يكون غير متناسبٍ معها برغم عدم التكافؤ بين قوة المقاومة وقوة الطرفين المعتديين. ذلك أن في وسع المقاومة، بما تملك من قدرات متطورة، على تدمير منطقة «غوش دان» على امتداد السهل الساحلي الضيق بين يافا (تل ابيب) وحيفا بطول نحو 85 كيلومتر وبعرض من 10 الى 15 كيلومتراً، حيث لا أقلّ من ثلث قدرات «إسرائيل»، سكاناً وعمراناً وصناعةً وزراعة ًوموانئ ومطارات ومرافق حيوية (كهرباء ومراكز استخبارات ومراقبة سيبرانية وقيادات عسكرية برية وجوية وبحرية) ناهيك عن منشآت استراتيجية قريبة من هذه المنطقة هي منشآت استخراج النفط والغاز في البحر غربي مدينتي حيفا وعكا.…

    أكمل القراءة »
  • نصرالله: جاهزون لردّ سريع على أي حماقة

    (أ ف ب )   الأخبار في مناسبة «يوم شهيد حزب الله» أكد الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله،…

    أكمل القراءة »
  • تحقيقات - ملفاتwakalanews.com

    “جدار العزل الصهيوني الذكي” هل تحوّله المقاومة الفلسطينية غبياً؟

    الوقت- يبدو أن الصهاينة وصلوا إلى حالة عجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، ففي كل مرة يحاول فيها الاسرائيليون…

    أكمل القراءة »
  • تحقيقات - ملفاتwakalanews.com

    لبعض المتفذلكين على المقاومة في مفهوم الصراع مع العدو

     ناصر قنديل-البناء – من حيث المبدأ لا يستقيم نقد إلا مع سلوك وموقع صاحبه، فمن يريد توجيه الانتقاد لفريق في الصراع عليه أن يكون متجاوزاً له نحو الأعلى في سياق الموقف والموقع والفعل، إذا كان حزباً أو قوة سياسية، أو على الأقل منتمياً على المستوى الفكري والسياسي الثابت والمستدام لمدرسة ومنهج أشد جذرية من الفريق المنتقد في النظر لقضايا الصراع إذا كان فرداً وصاحب رأي. وبالتوقف أمام ما قيل وكتب من انتقادات تناولت الإعلان عن اتفاق الإطار لترسيم الحدود البحرية من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي لم يعد موضع نقاش لكونه حاصل تنسيق بالتفاصيل مع قيادة المقاومة منذ يوم التفاوض الأول مع الأميركيين حتى الخاتمة المتمثلة بالبيان المصوغ بلغة تفاهم نيسان، الذي لم يكن أحد يومها مستعداً لرؤية كلمة «حكومة إسرائيل» فيه مصدراً لتساؤل، لأن الصادقين رأوا فيه الجوهر الصراعي التراكمي، في سياق واقعية مقتضيات هذا التراكم، أما الآخرون فتجاهلوا الانتقاد يومها لأنهم كانوا يعتقدون أن المقاومة كلها قائمة أصلاً على المبالغة في تقدير قوتها وما تسميه إنجازاتها، وسوف لن يطول عمر «أوهامها وأحلامها» بالتفوق على الاحتلال. من هنا يجب الوضوح بالقول إن كل نقد يوجه للإعلان تحت شعار التشكيك بما يعبر عنه في سياق الصراع مع العدو، ولو حصر سهامه برئيس مجلس النواب من باب الكيد السياسي، فهو يعلم أنه يستهدف حزب الله والمقاومة تشكيكاً بصدقية الموقع من الصراع مع العدو، فهل يملك هذا التشكيك قدراً من الصدقية؟ – ماذا يعني مفهوم الصراع المفتوح مع كيان الاحتلال، هو السؤال المنهجيّ الأول الذي يطرحه النقاش، فهل هو يعني أن حركة المقاومة والدولة المقاومة في أي بلد عربي مجاور لفلسطين، ستسعى لجعل بلدها مجرد منطقة محرّرة من الاحتلال في حرب تحرير مفتوحة نحو فلسطين، على قاعدة أن الأمة واحدة، سورية أو عربية، وهل هذا ممكن واقعياً، أم أن على حركات المقاومة أن تضع منهجاً يقوم على ثنائية، ربط نضالها وموقفها بسقوف وطنية. فالدولة السورية المقاومة تضع سقفها الوطني بتحرير الجولان حتى خط الرابع من حزيران، كما قال القرار الأممي 242 والقرار 338، والمقاومة في لبنان تضع سقفها الوطني بتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة حتى الحدود الدولية المعترف بها، وفقاً لنص القرار 425، وبالتوازي التمسك بالالتزام بالقضية الفلسطينية والحقوق التاريخية في كل فلسطين، ولو فرضت منعرجات الصراع استعمال مفردات ولغة تتناسب مع موازين القوى الدولية، كإعلان سورية وقبلها مصر مع الرئيس جمال عبد الناصر، السعي للسلام العادل والشامل، لرمي كرة التعطيل في ملعب العدو، والرهان على الزمن لبناء توازنات جديدة تتيح ملف التحرير للأراضي الفلسطينية، وكما تفعل المقاومة في لبنان عندما تربط وجود سلاحها بعناوين مثل حماية لبنان من العدوان، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهل يعني ذلك تفريطاً بالقضاياً المصيرية والاستراتيجية في الصراع؟ – عندما ننطلق من فهم ضبط الأداء الهجومي للمقاومة بالسقوف الوطنية، وضبط منهجها السياسي برفض التخلي عن أسباب القوة لأنها جزء من مقتضيات الصراع الذي لم ينته ولن ينتهي بالنسبة لها، إلا بتحرير كامل فلسطين وزوال الكيان، ندرك معنى المسار المتعرج للصراع، الذي يعرف مراحل سكون وتصعيد، ويعرف مراحل هدنة وحروب، لكن ضمن معادلة الحفاظ على أسباب القوة، وخوض الصراع على الوعي في كل تفاصيل الصراع، ولا يمكن رؤية كل الحملة التي تستهدف إعلان اتفاق الإطار، إلا في سياق تعطيل مهمة مراكمة الوعي لصالح ثقافة المقاومة وخيار المقاومة وجعل المقاومة في حال دفاع، تحت وابل التشكيك كي لا تتمكن من ترسيخ خلاصة جوهرية محورها، ان كيان الاحتلال فقد القدرة على التسيّد في المنطقة. وهو رضخ مجبراً لشروط لبنان، القوي بمقاومته، لأن الكيان لن يستطيع توفير الأمن لاستثمار الغاز في فلسطين المحتلة، من دون أن يسلّم بحقوق لبنان التي كان يرغب بالسطو عليها. وهذا يعني بمفهوم معركة الوعي تظهير المقاومة كمصدر قوة للدولة الوطنية، بعد حروب فكرية وسياسية وإعلامية ممتدة خلال أعوام بشراكة دولية وعربية ولبنانية تريد تظهير المقاومة كعبء على بلدها وسبباً لاستجلاب العقوبات والحصار وفقدان الموارد. وإذ هي تظهر حامية للثروات ومصدراً للحفاظ على الموارد وتحصيل حقوق كانت ستضيع لولا وجود هذه المقاومة وقوتها، من دون أن تبيع للعدو شيئاً في السياسة، أو تفتح بازراً للبيع والشراء، فالتفاوض غير مباشر وعسكري وتقني وسينتهي بمحاضر وخرائط اسوة بما جرى في نقاط البر على مراحل متعددة. – السؤال الذي تجب الإجابة عليه بشجاعة، بعيداً عن التفذلك، هل يعيب المقاومة أن يكون معادل فرض شروطها في التفاهمات المؤقتة ضمن حركة الصراع، هو التوقيت، فالذي أجبر العدو على قبول تفاهم نيسان الذي قيل فيه إنه شرعن المقاومة وصولاً لتمكينها من إنجاز التحرير، هو نفاد الوقت منه ضمن مدى قدرته على الاحتمال، ومثل ذلك حدث في حرب تموز 2006 وفرض شروط المقاومة ضمن القرار 1701، فسقطت مشاريع القوات المتعددة الجنسيات ونزع سلاح المقاومة كشروط لوقف النار. وها هي المقاومة في ظل القرار 1701 باعتراف أعدائها أشدّ قوة ومصدر خطر وجودي على الكيان، ومثل ذلك حصل في عام 2000، مع نفاد الوقت المتاح لإعلان إتمام الانسحاب من لبنان، فنال لبنان ملايين الأمتار المربعة، ومثل ذلك يحدث اليوم، مع فرض شروط التفاوض غير المباشر والرعاية الأممية لعملية الترسيم، وما فرض على العدو ومن خلفه الأميركي القبول هو حاجته للتوقيت، سواء لجهة الاستثمار الذي يحتاجه في ما يمكن تحصيله من حقول الغاز، أو الاستثمار السياسي الذي يحتاجه الأميركي في سياق انتخاباته الرئاسية، وفي كل هذه المحطات هل كانت المقايضة على نصف الشروط بدلاً من مقايضة كل الشروط بالتوقيت هي الأصحّ والأسلم وفقاً لقوانين الصراع حيث التوقيت عابر، والشروط دائمة، أم أن الأفضل هو التخلّي عن فرصة تحقيق الشروط لحرمان العدو من كسب التوقيت، وهل تبني هذه العدمية العبثية مقاومة وتحقق تراكم وعي وإنجازات في الميدان؟ – السؤال الذي لا يقلّ أهمية، هو أنه في كل هدنة ووقف نار، من تفاهم نيسان، وقبله فك الاشتباك في الجولان، وبعدهما بعد العام 2000، وبعد القرار 1701، تبادل مع العدو في الحصول على مقدار من الأمن التكتيكي، من دون منحه ضمانات للأمن الاستراتيجي الذي يبقى تعزيز مقدرات المقاومة والتذكير بمعادلاتها الرادعة مصدر تهديد دائم له ضمن التأكيد على الطابع المصيري والوجودي للصراع. فهل في هذا المفهوم لنيل الأمن من جانب العدو تكتيكياً ما يعيب المقاومة في صدقيتها؟ وهل في نيل العدو أمناً تكتيكياً لاستثماراته في حقول الغاز، مقابل التسليم بحقوق لبنان، التي كان يرغب العدو بالسطو عليها وأجبرته مخاوفه على أمن الاستثمار، على التسليم بالحقوق اللبنانية، وهل ينتقص هذا الأمن التكتيكي الذي يصاحب كل مراحل التفاهمات من جدية مشروع المقاومة وصدقيته في نهائية مواجهته مع الكيان وسعيه لإزالته عن الخريطة؟ – المقاومة الصادقة في توجهاتها الاستراتيجية تحتاج لرسم خريطة طريق نجاحها، إلى عدم الوقوع تحت ابتزاز تطرفين، تطرف يقيس صدقيتها القومية بأن تتجاهل أنها حامل موضوعي لأسباب القوة لهوية وطنية، وأن تتجاهل قوانين الصراع وقواعد تراكم موازين القوة، ومن ضمنها مراكمة الوعي، وبنظر هؤلاء على المقاومة أن تمتنع عن كل هدنة، والهدنة أمن للعدو بمثل ما هي أمن للمقاومة، فتبقي جبهاتها مشتعلة حتى لو خسرت شعبها من ورائها، وتورطت بمواجهات تفقدها مصادر قوتها كي تثبت أنها مخلصة لفلسطين، وتطرّف آخر يقيس صدقيتها الوطنية بأن تتجاهل مسؤوليتها القومية، وتنسى فلسطين، وتبني على قواعد المعادلات الوطنية اللبنانية وحدها مصير حركتها، فتنتهي مهمتها في الصراع بمجرد تحقيق المصالح الوطنية، ولو كان الثمن التخلي عن مسؤوليتها القومية، فلا مشكلة لدى أصحاب هذا التطرف بالتطبيع والاعتراف بشرعية كيان الاحتلال إذا كان الثمن مكاسب لبنانية، والمقاومة لا تنتمي لهذا التطرّف ولا لذاك لسبب بسيط، لأنها تعي وطنيتها وقوميتها بصفتهما مصدري تكامل لا تنافر.

    أكمل القراءة »
  • تحقيقات - ملفاتwakalanews.com

    أمريكا تنفق مليارات الدولارات لإضعاف محور المقاومة في لبنان

    الوقت- كانت الولايات المتحدة الامريكية تتابع مسألة الاستعمار في لبنان منذ سنوات عديدة ، ولو استطاعت جدران السفارة الأمريكية في…

    أكمل القراءة »
  • تحقيقات - ملفاتwakalanews.com

    هل يتحمّل نتنياهو نتائج كذبه؟

    الوقت- في السنوات الماضية فقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الكثير من مصداقيته وبالتالي شعبيته، وذلك على خلفية ملفات الفساد…

    أكمل القراءة »
زر الذهاب إلى الأعلى