ٍَالرئيسية

لماذا وصفت ادارة ترامب بدء المفاوضات مع إیران بأنه “إیجابی جدًا”؟- الأخبار ایران

 أولًا: في الأساس، نظرًا لمناقشة القضايا التمهيدية الأولية في بدء المفاوضات غير المباشرة، وحيث كنا في المرحلة الأولى من التفاهم حول الإطار العام لجدول أعمال الحوار، فإن وصف المفاوضات بأنها “إيجابية جدًا” – حتى لو كان حقيقيًا – يجب أن يُفهم على أنه يخص هذه المرحلة فقط حتى الآن. لذلك، على الرغم من أن الوصف الأولي بـ”الإيجابي جدًا” يُعد خطوة للأمام لاستمرار المفاوضات وعدم توقفها، إلا أنه ليس بالضرورة وصفًا مطلقًا أو قابلاً للتعميم على المراحل اللاحقة من المفاوضات. فلا تزال هناك مراحل خلافية مهمة ومعقدة قائمة، وقد تختلف الظروف من جلسة إلى أخرى.

ثانيًا: عادةً، يمكن أن يكون لوصف المفاوضات بأنها “إيجابية جدًا” أهداف أخرى. الهدف الأولي هو أن الطرف الأمريكي يحاول، من خلال تصوير نفسه كطرف عازم ومدافع ومتفائل بالمفاوضات والحوار، أن يتجنب اتهامه بإفشال المفاوضات إذا قرر، لأي سبب كان، الانسحاب من الطاولة في المراحل اللاحقة.

ثالثًا: هناك هدف آخر كان ملحوظًا في الحملة الدعائية لترامب ورفاقه في الأسابيع الأخيرة، وحتى خلال السنوات الأربع من ولايته الأولى، وهو أن تصوير المفاوضات بشكل إيجابي في البداية قد تكرر سابقًا مع بعض المفاوضات المهمة الأخرى، وهو نوع من المرحلة الدعائية ذات الاستهلاك المحلي والدولي. ومن ناحية أخرى، كان ذلك ضجيجًا لإظهار نجاح سياسات إدارة ترامب مبكرًا.

رابعًا: يمكن تصور هدف آخر، وهو أن إظهار بدء المفاوضات بأنه “إيجابي جدًا” من قبل فريق سياسة دونالد ترامب الخارجية يهدف إلى التأثير على البيئة السياسية والاقتصادية الداخلية في إيران. هذا التصوير الإيجابي المبالغ فيه للمفاوضات قد يُستهدف منه خلق تفاؤل زائف وخداع الرأي العام في إيران، وفرض مزيد من الشروط على السوق والاقتصاد الإيراني، وإثارة الشكوك في الحسابات الاستراتيجية للسياسة الخارجية الإيرانية تجاه أمريكا، وتمهيد الطريق لخلق صدمة اجتماعية واقتصادية في إيران، وكذلك لإلقاء اللوم على المسؤولين الإيرانيين في حال فشل المفاوضات – سواء كان ذلك محتملًا أو متعمدًا – في المستقبل.

خامسًا: بطبيعة الحال، هناك ثقة أكبر في تحليلات  المحللين الايرانيين بشأن سير المفاوضات، ولكن بالنظر إلى النقاط المذكورة أعلاه وإلى السمعة السيئة للحكومات الأمريكية السابقة، فإن الحكمة تقتضي أن ننظر إلى التفاؤل الذي تروج له إدارة ترامب بشأن المفاوضات بشك، مع احتمال أن يكون مؤقتًا أو دعائيًا أو حتى مُخططًا له. وينبغي الانتظار حتى لحظة الحصول على نتائج متعددة للتحقق، وملاحظة الآثار الحقيقية للمفاوضات على العقوبات واقتصاد البلاد، مع الحفاظ على اليقظة.

/انتهى/

المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-04-13 11:43:11
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى