ٍَالرئيسية

عصام الدعليس.. استشهادٌ يتوِّج مسيرة 40 عامًا من العمل الخدمي والجهادي | وكالة شمس نيوز الإخبارية – Shms News |

شمس نيوز – متابعة
دماء طاهرة أخرى تروي أرض غزة المباركة بعد أن ملأها صاحبها عملا وجهادًا ورعاية لمصالح الناس، فلم يدخر في حياته جهدًا لتأدية ما عليه في كل وظائفه التي أسندت إليه، وكذلك لم يعش بين الناس هملاً، بل كان عطر ذكره على ألسنة كل من يعرفه ويلمس عمله الدءوب، ثم أبى إلا أن يلحق بركب رفاقه المجاهدين في سبيل تحرير الأرض والمقدسات، فقضى شهيدًا هو وعدد من عائلته في الغارات الإسرائيلية الغادرة فجر الثلاثاء، إنه القائد المجاهد عصام الدعليس.

عصام ديب عبد الله الدعليس الذي ولد في 30 أكتوبر 1966، سياسي فلسطيني وأحد أعضاء حركة حماس، وقد عُين في 13 يونيو 2021 رئيسًا للجنة متابعة العمل الحكومي في قطاع غزة، من قبل المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة، وغالبًا ما يُقارن بمنصب رئيس الوزراء أو رئيس الحكومة إذ أن عمله اليومي في قطاع غزة يشبه عمل رئيس الحكومة.

حياة مليئة بالعطاء

انضم الدعليس إلى حركة حماس منذ وقت مبكر من شبابه، ولاحقاً شغل عضوية مكتبها السياسي، وكان مستشاراً اقتصاديًّا لرئيس الوزراء الأسبق إسماعيل هنية، كما شغل منصب رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي منذ أربعة أعوام، وهو منصب بحكم رئيس الوزراء أو رئيس الحكومة في غزة، بعد سيطرة حركة حماس على القطاع في 2007.

أما في سيرته المهنية، فقد تقلد مناصب عدة في قطاع التعليم والتربية، إذ كان رئيس “قطاع التعليم في وكالة الغوث”، ونائب رئيس اتحاد الموظفين العرب، إضافة إلى سيرة أخرى موازية في مؤسسات القطاع الخاص. وقد ارتقى شهيدًا في قصف إسرائيلي وقع فجر يوم الثلاثاء 18 آذار/مارس 2025، برفقة ثلاثة من أبنائه واثنين من أحفاده في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وفي بيان لها، نعت حركة “حماس” 6 من قادتها الذين ارتقوا إثر قصف الاحتلال لمناطق مختلفة في قطاع غزة، وهم -إضافة إلى الدعليس-: ياسر حرب ومحمد الجماصي أعضاء المكتب السياسي، وأحمد الحتة وكيل وزارة العدل بقطاع غزة، واللواء بهجت أبو سلطان مدير عام جهاز الأمن الداخلي.

 

قدرة وكفاءة

وتنحدر عائلة الدعليس من قرية “أسدود” المحتلة، التي هجروا منها في عام 1948، بينما مسقط رأسه يعود إلى مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع؛ حيث وُلد في عام 1966، وهو متزوج ولديه ستة أبناء.

وخلال مسيرته التي امتدت لأكثر من أربعين عامًا، أظهر الدعليس قدرة وكفاءة ملحوظتين في التوازن بين العمل التنظيمي والنقابي والأهلي، وقد تولى العديد من المناصب القيادية في حركة “حماس”، منها مسؤولية الدائرة المالية والاقتصادية والإعلامية، بالإضافة إلى عمله كمستشار اقتصادي أول لرئيس الوزراء الراحل إسماعيل هنية.

انضم الدعليس إلى المكتب السياسي لـ “حماس” منذ عام 2009، وأشغل مؤخرًا منصب رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي في غزة منذ عام 2021 وحتى استشهاده، وخلال جولات الحروب والتصعيد بين المقاومة وكيان الاحتلال، تعرض لمحاولات اغتيال عدة ولكنه نجا منها، كما تعرض منزله للقصف ثلاث مرات خلال العدوان في أعوام 2012 و2014 و2023.

من ناحية العمل الأهلي والنقابي، تولى الدعليس منصب رئيس قطاع المعلمين بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، ونائب رئيس اتحاد الموظفين العرب، كما شارك في العديد من المؤتمرات الاقتصادية والمالية في الدول العربية والإسلامية، مما ساهم في بناء شبكة علاقات مع رؤساء دول ووزراء من مختلف الدول.

حضور ونشاط

تميز الدعليس بحضور قوي وشخصية محبوبة؛ حيث كان ينظم لقاءً شهريًا للصحفيين والنقابيين للرد على أسئلتهم واستفساراتهم.

يقول عنه الصحفي محمد بلور: “الحق أن فقدان الأستاذ عصام الدعليس خسارة لأبناء قطاع غزة خاصة وشعبنا الفلسطيني عامة”.

ويصفه بلور في منشور له على حسابه “في “فيسبوك” بالقول: “عن قصد وعن ذكاء وبدبلوماسية شعبية قبل وخلال عمله الحكومي، حافظ على تواصله مع المجتمع، فكان هاتفه وباب بيته دومًا مفتوحين أمام عامة الناس وفقرائهم وكوادرهم ونقابييهم وكل من لجأ إليه”.

ويضيف: “لم يرد يومًا سائلًا، ولم ينهر محتاجًا، ولم يُعرض عن ملهوف، ولم يجزر صاحب ألم أو أمل، فاكتسب محبة كافة أبناء شعبه ورفع اسم بلدته المحتلة أسدود ومخيم اللاجئين النصيرات، حتى عرف بالنصيرات وعرفت النصيرات به، نظرًا للمساته الواضحة في كل موقع كان به منذ كان يعمل لكسب رزقه وحتى دخل سلك مؤسسات التعليم في الأونروا ووصولا للعمل الحكومي.

وتابع بلور: “أبو معاذ لديه قدرة استثنائية في العمل الإداري وذكاء في مجالات عدة وهو في تعامله اليومي والمهني سهل ممتنع دون مبالغة”، مؤكدًا أن “تصفية هذا الرجل المهم أزالت نموذجًا لرجل جسّد الإسلام الحضاري وهو يقدم مصلحة أبناء شعبه على كل اعتبار حزبي أو سياسي ضيق”.

 

وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الثلاثاء عدوانًا واسعًا على غزة، مستأنفةً حرب الإبادة مجددًا على القطاع. وأسفرت الغارات عن استشهاد 460 فلسطينيًا بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 600، بعضهم في حالات خطيرة.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب “إسرائيل”، بدعم أمريكي، جرائم الإبادة الجماعية في غزة، مما أسفر عن أكثر من 161 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

 

 

 



المصدر
الكاتب:وكالة شمس نيوز الإخبارية – Shms News || آخر أخبار فلسطين
الموقع : shms.ps
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-03-21 14:46:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى