تعيين “المطلوب الأول”… رسالة حماس القوية لإسرائيل

وقالت حماس في بيان لها إنها انتخبت “القائد يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لقائدها الشهيد إسماعيل هنية”. تم ذكر يحيى السنوار كشخص له علاقات وثيقة جدًا مع إيران.

ووصف خالد القدومي، ممثل حماس في إيران، السنوار بأنه “انتخاب جاء بالإجماع” ويحظى بشعبية بين جميع فصائل وأقسام الحركة ويشارك في قرارات الحركة، بما في ذلك محادثات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. وفي رسالة صوتية، قال لوكالة أسوشيتد برس إن السنوار يتفهم التطلعات السياسية للفلسطينيين لإقامة دولة وعودة النازحين، لكنه لا يزال يتصرف “كمقاتل قوي في ساحة المعركة”.

هذا وأفادت بعض وكالات الانباء بان حزب الله اللبناني أشاد بانتخاب السنوار، قائلا إنه علامة على مبادئ حماس الثابتة وفشل سياسات الاغتيال والإرهاب الإسرائيلية. وقال حزب الله اللبناني في بيان له إن انتخاب السنوار رسالة قوية للعدو الصهيوني والولايات المتحدة بأن حماس موحدة.

 ويضيف البيان أن الاختيار دليل على فشل أهداف العدو. وقال جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح إن القرار “منطقي ومتوقع”.

كما أثار انتخاب السنوار كزعيم لحماس ردود فعل من وسائل الإعلام والمحللين الإسرائيليين. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن انتخاب السنوار “سبب مقنع آخر لإزاحته بسرعة واستئصال التنظيم من على وجه الأرض”.

وقال روي كيس، مراسل الشؤون العربية لشبكة كان نيوز الإسرائيلية، لبرنامج إخباري: “في الواقع، انتخاب السنوار مفاجئ بعد أسبوع واحد فقط من اغتيال هنية”. ويعتقد كيس أن تعيين السنوار يبعث برسالة من حماس مفادها أنه على قيد الحياة رغم الجهود الإسرائيلية وأن قيادة حماس في غزة لا تزال قوية وتعتزم البقاء في السلطة.

 وقال إيهود يعاري، محلل شؤون الشرق الأوسط في القناة 12 الإسرائيلية، إن اختيار يحيى السنوار كان رمزا لمكانة الشخصية في الحركة. لكن المحلل الإسرائيلي زعم أن السنوار كان يواجه صعوبات في التواصل مع بقية القيادة لأن السنوار موجود الآن في غزة ويتولى قيادة ساحة المعركة بطريقة أو بأخرى وكان غائبا عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية لأسباب أمنية قطع العلاقات مع قيادة حماس خارج غزة.

وقف إطلاق النار

ويعتقد المحللون أن السنوار أكثر ترددا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من هنية، وكان يرى دائما أن محاربة النظام الإسرائيلي هو السبيل الوحيد لاستعادة حقوق الأمة الفلسطينية. وفي علامة على الوحدة بين مسؤولي حماس بشأن اختيار السنوار، قال خالد مشعل، الزعيم السابق للحركة، والذي كان يُنظر إليه على أنه خليفة محتمل لهنية، إنه يؤيد السنوار لأنه يعتبره رجلا مخلصا لغزة والشعب الذي سيواصل عدم التسوية مع النظام الإسرائيلي.

ومن وجهة النظر الإسرائيلية، يقول المراقبون، إن انتخاب السنوار لقيادة حماس يؤكد على عداء الحركة المستمر للنظام الإسرائيلي، وربما يؤثر على محادثات السلام. ورفض البيت الأبيض التعليق على الاختيار. ومع ذلك، قال مصدر مطلع على تفكير مسؤولي البيت الأبيض بشأن هذه المسألة لشبكة “سي ان ان” إن الاختيار يظهر أن حماس يمكن أن تشدد موقفها في محادثات وقف إطلاق النار وتزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق.

 وتزعم المصادر أن إسرائيل كانت تعلم أن السنوار ستكون له الكلمة الأولى والأخيرة في الاتفاق حتى قبل أن يصبح زعيما لحركة حماس، والآن تعزز موقفه.

وقال القيادي في حماس أسامة حمدان في رسالة مسجلة إن انتخاب السنوار لرئاسة المكتب السياسي لحماس يؤكد وحدة الحركة ووعيها بالمخاطر التي تواجهها. وقال إن القرار يظهر أيضا أن سياسات الاغتيالات الإسرائيلية لن تنجح في كسر المقاومة.

في غضون ذلك، وصف هاني المصري، المحلل السياسي في رام الله، تعيين السنوار لقيادة الحركة بأنه تحدي مباشر للنظام الإسرائيلي، ووجه رسالة حول التزام حماس بنهج المقاومة تجاه إسرائيل. وقال إنه سيدير ​​الحركة كما أدار السنوار المفاوضات.

 وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أيضا إن السنوار كان صانع القرار الرئيسي في وقت وقف إطلاق النار. وقال إنه يتعين على الحكومة أن تقرر ما إذا كانت تريد المضي قدما في عملية وقف إطلاق النار.

ويقول محللون إن انتخاب يحيى السنوار خلفا للشهيد إسماعيل هنية يشير إلى موقع غزة المركزي في الرؤية السياسية للحركة. ويحتل السنوار موقعا مؤثرا في البنية السياسية لحماس.

وقالت نور عودة، المحللة السياسية الفلسطينية المقيمة في رام الله، لقناة الجزيرة إنه مع انتخاب السنوار كزعيم للحركة، لم تعد غزة الآن في قلب الأحداث على الأرض فحسب، بل أصبحت في الإطار الديناميكي لحركة حماس.

المصدر: صحيفة اعتماد

————————

المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

النهاية