صمتٌ مؤلم في وجه المجازر بالجنوب اللبناني.
صمتٌ مؤلم في وجه المجازر بالجنوب اللبناني.
-ملاك درويش
-وكالة نيوز
في وقت يشتعل فيه العالم بتغطية إعلامية مكثفة لكل حادثة عنف تحدث في مناطق مختلفة، يبدو أن هناك صمتاً مؤلماً يسيطر على الإعلام عندما يتعلق الأمر بالمجازر التي تحدث في الجنوب اللبناني. هذه المجازر التي تسفر عن مأساة إنسانية لا تجد صدى في وسائل الإعلام الكبرى، مما يثير العديد من الأسئلة حول غياب دور الإعلام الموضوعي ونمطية التغطية الإعلامية المتحيّزة.
في الواقع، يعاني الجنوب اللبناني من تكرار المجازر والهجمات العنيفة التي تستهدف المدنيين الأبرياء، ومع ذلك، فإن تلك الأحداث لا تحظى بالتغطية الإعلامية المناسبة أو الاهتمام الكافي من قبل وسائل الإعلام. يبدو أن تلك المأساة تمر مرور الكرام دون أي اهتمام يُذكر.
ويطرح هذا الصمت الإعلامي المُتَعمّد العديد من التساؤلات حول دور الإعلام في تسليط الضوء على الظلم والانتهاكات الإنسانية. فهل يتم تجاهل تلك المجازر بفعل نوعٍ معين من السياسة الإعلامية المؤدلجة؟ أم أنّ هناك اهتماماً أقل بحياة البشر في تلك المناطق؟
من المهم أن ندرك أن غياب التغطية الإعلامية للمجازر في الجنوب اللبناني يمثل نوعاً من التمييز الإعلامي والإهمال للحقوق الإنسانية. فالإعلام هو الصوت الذي ينقل الأحداث والمأساة إلى العالم، ولكن عندما يتغاضى الإعلام عن مجازر معينة، فإنه يفشل في أداء واجبه في نشر الوعي وحقيقة الأحداث ويصبح في خانة الإعلام المأجور.
لذا، يجب على وسائل الإعلام أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والاجتماعية في تغطية جميع المآسي بشكل عادل وموضوعي، بغض النظر عن المكان الذي تحدث فيه والطائفة التي ينتمي إليها الضحايا وغيرها من الأمور. إذ، لا يمكن أن يكون هناك تمييز بين قيمة حياة الإنسان في منطقة وأخرى.
فبين شبكة الدسائس ورياح الفبركة، يعلو صوت الحقيقة المقاوم دائماً وبقوة ليبقى السبيل الذي ينير دروب العقول.