ٍَالرئيسيةمقالات

الآن تفهمون الشعور بأن تكونوا في الطرف الآخر من الاحتجاجات

الآن تفهمون الشعور بأن تكونوا في الطرف الآخر من الاحتجاجات
تاريخ المقال
26 أبريل 2024
السياسة الداخلية
المصدر
يديعوت أحرونوت
المؤلف
نافا درومي
تظاهرات الطلاب الجامعيين الذين “يحبّون الجهاد” في كولومبيا، سيطرت على العناوين هذا الأسبوع، وبحق، في البلد والعالم أيضاً. انفجار وقح كهذا لـ”معاداة السامية” “الجهادية”، ومن ضمن ذلك دعم واضح لـ”حماس” في عدة مؤسسات أكاديمية ريادية، لم نشهده في العالم الغربي منذ أعوام.
لم نشهد أيضاً عنفاً كهذا في العالم الغربي. دائرة من البشر تُغلق على كلّ يهودي، أو مَن يدعم اليهود، هي أمر صعب، حتى على المشاهدة. هل نحن في ألمانيا في سنة 1933؟ مخجل. ماذا علينا أن نقول، أو نكتب، كالكلمات العالقة في ذهن الإسرائيليين: مخجل، مخجل، مخجل.
هذه المشاهد ليست غريبة فعلاً عن العيون الإسرائيلية. فمَن عاش عام الاحتجاجات ضد التغييرات القضائية يتذكر جيداً ملاحقة مدير عام جمعية “عقل يهودي”، أو ملاحقة رئيس المدرسة الدينية التحضيرية في “عيلي”، يغآل ليفنشتاين، وحصار مبنى مقرّ الحاخامات في تل أبيب، وقطع المياه عن الموجودين فيه. وكان هناك ضرر كبير لحِق بكل مواطني إسرائيل، عبر إغلاق المحاور الرئيسية، ودفْعنا إلى خوض 5 انتخابات، وملاحقة مراكز أبحاث، وغيرها. علاوةً على هذا كله، الأحداث المجنونة الأكثر إيلاماً، وهي ملاحقة كل ما يبدو يهودياً – وكانت الذروة عندما مُنعت الصلاة في يوم الغفران.
التظاهرات أيضاً تمددت إلى خارج البلد. فرعُ “كابلان” ما وراء البحار اهتم بتشويش حياة المتبرعين لمركز “كوهيليت” ومنتخبي الجمهور الذين ذهبوا في زيارات، وحرّضوا أفراد الجاليات اليهودية في الخارج – الذين لم يعرفوا ما إذا كانوا يستطيعون الحفاظ على علاقة مع إسرائيل في حال تحولت إلى ديكتاتورية، استناداً إلى الصورة التي صنعتها قيادات الاحتجاجات. حتى إن تظاهرة دعم إسرائيل التاريخية في نيويورك تحولت إلى جوقة للاحتجاجات ضد التغييرات القضائية – لم يكن هناك أيّ بقرة مقدسة لم تُذبح من أجل تحقيق الهدف. مَن دعم الاحتجاجات في “كابلان” طوال السنوات الماضية، يشعر الآن كيف يمكن أن يكون على الطرف الآخر من الاحتجاجات العنيفة. لكن يوجد فرق واحد كبير بين الاحتجاجات: “حماس” تضررت من نشر صور الاحتجاجات في الجامعات الأميركية، لكنها سعيدة بالتظاهرات ضد الحكومة في إسرائيل. “معاداة السامية” تضرّ بالحركة، فهي تذكّرنا بأننا، في نهاية المطاف، نتشارك المصير نفسه والتاريخ ذاته. وفي مقابل ذلك، تعرف الحركة أن بقايا الاحتجاجات في “كابلان” التي تتجمع كل أسبوع، تساعدها على تحقيق هدفها، وهو تفكيك المجتمع الإسرائيلي من الداخل.
على أحدهم أن يذكّر بقايا “كابلان” بأنه لا يوجد فرق حقيقي بينهم وبين يغآل ليفنشتاين. فبالنسبة إلى السنوار و”الجهاديين” في كولومبيا، جميعنا لدينا الحمض النووي نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى