اسرائيل رأس ( السنوار ) مقابل وقف الحرب ..؟
تبدو الاجواء الراهنة حالياً تؤشر الى ان امريكا والغرب مقتنعون الان بضرورة العمل تدريجياً على انهاء الحرب في غزة ،
وهم يقيمون اتصالات واسعة دولية واقليمية مختلفة لايجاد صيغة حل مشتركة من شأنها وقف الحرب ، التي يتخوفون من اطالة امدها وتوسعها وتحولها الى صراع خارج المنطقة ، بظل تصاعد الحرب بين روسيا واوكرانيا ، وغيرها من الملفات الساخنة مع الصين ..
صحيح ان الدعم الامريكي والغربي لا زال يعبر عنه يوميا لاسرائيل ماديا وعسكرياً وسياسياً ، لكن بمضمون مواقفهم تصدر عبارات تعتبر تسلق سلم وقف الحرب ..
هذه الاجواء تدركها جيداً حكومة نتنياهو ، التي بدأت تتراجع خطوات الى الوراء ، ان على صعيد العملية البرية التي كانت تريدها سريعة وشاملة تجاه قطاع غزة ، تحولت الى عمليات برية تدريجية كر وفر وفق ما نصحت به واشنطن حكومة العدو واقر بفعل ذلك نتنياهو ..
الامر الثاني تراجع العدو عن سقفه المرتفع بملف الاسرى مع حماس لينتقل من استحالة التفاوض معها الى العمل على صفقة تبادل شاملة مع الحركة تقضي باخراج كامل الاسرى الفلسطينين مقابل افراج حماس عن الاسرى لديها ..
وعلى ما تقدم فان شعور بدأ يتزايد لدى العدو باخفاق يتعمق بالحرب على الغزة بعد هزيمة ٧ اكتوبر ، ما يعني خروج الكيان من حرب عبثية مدمرة بهزيمة اضافية
وهذا ما لا يريده نتنياهو ومعه امريكا والغرب ، لذلك هناك تقاطع بين هذه الاطراف على تحقيق انجاز ما للاحتلال بهذه الحرب ..
ولا يبدو انه سيتحقق بعمليات برية عقيمة او بما له صلة بتحرير الاسرى من يد حم اس ..
لذلك ومن خلال رسم بياني لتصريحات قادة العدو وجيشه واجهزة امنه على نحو شبه يومي والتي تتجه بشكل دائم ومريب بالتصويب على شخص رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار ،
الذي لم يظهر باي شكل مصور او صوتي منذ بداية الحرب ، ومع ذلك لا يتوقف الاعلام العبري وجيش الاحتلال والاجهزة الامنية عن الحديث المتصاعد عن دور اساسي للسنوار بالتخطيط والتنفيذ لعملية طوفان الاقصى ودوره بالحرب الدائرة حالياً ،
كل هذه الامور تبدو متقاطعة ومتصلة بهدف يسعى الاحتلال بحكومته وجيشه واستخباراته واعلامه الى الوصول اليه بهذه الحرب ،
وهو رأس يحيى السنوار الذي يكرر الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال ان الجيش يلاحقه في كل مكان حتى يصل اليه
من هنا يمكن ان نستدل على هدف ترغب حكومة نتنياهو تحقيقه وتقديمه كموافقة لامريكا والغرب للسير بقرار دولي يوقف الحرب بعد تحقيق انجاز عسكري وسياسي يمكن ان يقدمه نتنياهو والكابينيت لشعب الكيان وللعالم الذي رأى انكسارهم وذلهم يوم ٧ اكتوبر ،
وهو تصفية ما يعتبرونه المخطط والمحرض وصاحب القرار الاول بعملية طوفان الاقصى ..
عباس المعلم / كاتب سياسي