اسرائيل تخوض حرب دينية (نبوة يهوه) ..؟
Abbas Al mouallem
27-10-2023
قال نتنياهو بخطابه امس ، والذي وصف بخطاب الحرب الكبرى دفاعا عن وجود الكيان ادعوا جميع المواطنين لحمل السلاح
سوف نحقق نبوة يهوه للخلاص فنحن أهل النور وهم أهل الظلمة ..
لعلها المرة الاولى او النادرة التي يسمع بها العالم مفردات لقادة العدو بمعرض دعوتهم للحرب او دفاعهم عن كيانهم، غير تلك التي يطلقونها عادة مثل الحق بالدفاع عن النفس وحماية الامن القومي والردع الاستباقي لمواجهة الاخطار وغيرها من المفردات الحربية العدوانية للكيان بحروبه واعتداءاته منذ عقود بالمنطقة ..
الكثير من القادة بالكيان ومعهم كتاب واعلاميين واستراتيجيين تحدثوا عن حرب اليوم على غزة بانها ( حرب دينية ) حتى ان وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن تخطى كل الاعراف والمبادىء الدبلوماسية عند وصوله الاراضي المحتلة ، بقوله انا هنا ( يهودي) قبل اي شيء ، ولم يقتصر الامر عليه بل هناك الكثير من المسؤولين بدول غربية داعمة لاسرائيل تحدثوا بمعرض دعمهم لها عن دفاعهم عن ( اليهود ) ويهودية اسرائيل ..
الامر الاخر الملفت بهذا السياق هو خطاب قادة العدو الذي يشرح للعالم هجوم حماس يوم ٧ تشرين ، تطرق الى التصويب على التطرف الديني ل حم اس ، وعرضوا صور ومقاطع فيديو ركزوا من خلالها على قول مقاتلي القسام الله اكبر وغيرها من العبارات الدينية ،
اتهموا الحركة بعمليات ذبح لم تحصل واقاموا ربط معها بداعش واسلوبها ومفرداتها ، ليقولوا للعالم خصوصا الغرب ان حم اس لم تهاجم اسرائيل الدولة والجيش لتحرير الارض والاسرى ، بل هاجمت اليهود من منطلق ديني صرف ..
هذا ما يفسر محاولة العدو اليوم تحويل العدوان على غزة الى ما يسميه نتنياهو صراع حضارات وان بلاده تحارب عن العالم المتحضر بوجه التطرف ، لا تدافع عن هزيمتها ب ٧ تشرين
يرفض نتنياهو وقادة حكومته اي كلام عن حل دولتين ووقف لاطلاق النار ومساعدات انسانية للقطاع وتجنيب المدنيين القصف ، وما الى ذلك من امور يمكن ان تحرف عن هدف عدوانه على غزة وهو ما عبر عنه معظم سكان غلاف غزة بانهم لن يعودوا الى هناك الا بحالة وحيدة وهي ان لا يكون غزة على وجه الارض وليس حم ا س فقط
نتنياهو يتصرف اليوم بخلفية دينينه تعتبر ٢ مليون انسان بغزة وحوش بشرية يجب قتلهم او طردهم نحو سيناء او مكان اخر .. وليس لهم عنده اي اعتبار لا بقواعد الحرب ولا بحقوق الانسان
اما قوله عن نبوءة يهوه فهذا توضيح لخلفيتها عند الصهاينة
”نبوءة يهوه (النبي إيشفا)
تكون نتيجة للعمل المشترك بين المسيحيين الإنجيليين واليهود،
حيث يبدأو هرمجدون ويجبروا المسيح على الخروج
”النقطة المشتركة بين المسيحيين الإنجيليين واليهود الصهاينة
هي أنهم يعتقدون أن بإمكانهم الانتصار عن طريق معاندة الله “تعالى عما يصفون”
تعتقد كلتا المجموعتين أنه من خلال أفعالهما، سيتعين على الله أن يكون مجبرا لان يرسل المسيح إلى العالم
ولسوء الحظ، فإن المسلمين ليسوا أقوياء بما يكفي لمحاربتهم.
ولهذا السبب قد يتحالف المسلمين والمسيحيين الأرثوذكس معا”
عباس المعلم / كاتب سياسي