انتهت المرحلة الاولى من الاشتباك بين حزب الله والعدو ، فماذا عن الثانية ؟!
ما الذي تبدل بالمواجهات بين العدو والحزب على الجبهة الشمالية خلال الايام الثلاث الاخيرة ، حتى ارتفعت وتيرة الاشتباك من الطرفين وارتفعت الخسائر البشرية والعسكرية بالجانبين ..
الامر يبدو غير معقد لمعرفة تصاعد منسوب الاشتباك على هذا النحو المستمر بشكل متوالي منذ ١٥ يوماً ، وهو يندرج بسياق الانتقال من مرحلة العمليات المحدودة بالمساحة والاهداف والمواقع الى حالة الاشتباك المفتوح والمتواصل على نطاق اوسع واشمل ، مما تسبب تقنياً بجعل الحزب طرف الهجوم بواقع مكشوف اكثر،، لضرب العدو الذي يتخذ وضعية الدفاع بشكل يتدرج بالتحصين والاختباء على مستوى مدرعاته وافراده ،
ويضاعف دفاعه اكثر من خلال ادخال سلاح الجو بمختلف انواعه بعمليات الرد على الحزب التي لم تقتصر على نقاط النار التي يطلقها وينطلق منها الحزب ..
بل توسعت لتطال كل نقطة يعلم او يعتقد العدو بانها مكان يتواجد فيه عناصر للحزب وان لم يكن لهم دور مباشر او غير مباشر بالهجمات التي تشنها مجموعات اخرى على مواقع وثكنات العدو ..
التبدل بهذه المواجهة حدث من ناحية السلاح عند العدو الذي ادخل سلاح الجو الى المعركة بشكل مباشر ، بالمقابل لم يدخل الحزب سلاح جديد بالمواجهة غير ذلك الذي يستخدمه منذ بداية المعارك المعلوم عند العدو منذ ١٧ عاماً،
حتى ان اسلوب ونمط استهداف الحزب لم يتغير بالجوهر سوى انه فقط توسع من حيث المساحة وكثافة النار ..
مما جعل مشهد المعركة اليوم انه مرحلة عسكرية انتهت نوعاً ما عند الحزب المهاجم ولدى العدو المدافع !
واوراقها اضحت مكشوفة عند الطرفين ، مما يؤشر الى بداية وشيكة لمرحلة مختلفة من الاشتباك سنرى فيها تغييراً واضح بالاسلوب والاهداف والنمط والمساحة بالطول والعمق
لتشكل قاعدة اشتباك جديدة من شأنها ان تبرز مسرح عمليات عسكرية اوسع من الذي رايناه بالمرحلة الاولى عند طرفي الحدود ..
هذه المرحلة متوقع ان يكون فيها الحزب بموقع مهاجم غير مكشوف ومع ما يتطلب ذلك من ادخال خطط وسلاح مختلف لاستهداف تحصينات العدو اكثر واخراجه الى حالة الانكشاف ليتمكن من الدفاع والرد على الهجمات المقابلة ..
وهذا سيشمل خلق حلول ناجعة من الحزب للحد من استخدام العدو لسلاح جوه خصوصا المسيرات والمروحيات ،
وجعل طبيعة المواجهة النارية تفقد الطيران الحربي هامس التحرك والقصف المكثف من خلال تضييق منطقة الاشتباك المباشر مع العدو بمسافات تجعل المقاتلات الحربية خارج معادلة التدخل الميداني ،
الامر الذي سيخلق هامش بهجمات الحزب على مواقع العدو اقرب واكثر كثافة بالنار والخسائر بالعتاد والافراد بصفوف العدو ..
من المؤكد اننا بالايام المقبلة سنشهد مرحلة جديدة من المعارك على جبهة الجنوب ، سيكون فيها اختلاف متوقع لما سبق ، ربما نتوقع الى حد ما كيف سيكون ،، ليبقى ما يكون فعلياً ما ينتظر هذه الجبهة رهن مفاجئة الحزب بكيفية انطلاق مرحلة جديدة من الاشتباك خارجة عن اي توقع او استنتاج ..
عباس المعلم / كاتب سياسي