في خضم عملية طوفان الاقصى والتي قابلها عملية السيوف الحديدية من العدو ،
ينشغل الرأي العام العربي والفلسطيني والدولي واللبناني بفلك دور حزب الله ما قبل وخلال وبعد عملية طوفان الاقصى ،
حيث تدور التساؤلات والتحليلات والتوقعات بهذا الفلك الذي احكم الحزب الاطباق عليه بشكل دقيق ، تاركاً الاحداث تتحدث عن نفسها بكل ما يحيط المعركة بالداخل الفلسطيني وعلى الجبهة الجنوبية مع العدو ..
منذ بدء عملية الطوفان صدر عن الحزب بيان رسمي حيا ودعم واثنى على هذه العملية البطولية ، بيان لم يحمل جديد من حيث اللغة والعبارات التي عادة ترد ببيانات الحزب تعقيباً على اي عدوان على غزة ..
وفي اليوم التالي قامت مجموعة من الحزب بقصف مواقع الاحتلال بمزارع شبعا اللبنانية ، كنوع من العمليات التذكيرية التي دأب الحزب على شنها بالمزارع بعد عام ٢٠٠٠ تعبيراً عن واجبه بتحرير هذه الارض ..
وبعد دخول سرايا القدس على جبهة الجنوب بعملية تسلل نوعية اشتبكت مع العدو الذي رد بقصف موقع للحزب ادى الى استشهاد ٣ عناصر له ، ،،
رد الحزب بقصف مواقع عسكرية للعدو بالقرى السبع التي يعتبرها ايضاً اراضي لبنانية لا تكتمل مساحة لبنان الطبيعية ١٠٤٥٢ كلم من دونها ، واعاد الامر مجددا اليوم باطلاق صواريخ على الية عسكرية للاحتلال بافيفيم اي قرية صلحة من القرى السبع ؟
من هنا يبدو بالشكل حتى الان بأن الحزب لم يخرج بعد عن قواعد الاشتباك ومنطقة خطوط النار مع العدو التي يتواجه بها الحزب مع الاحتلال منذ ما بعد حرب تموز ٢٠٠٦ ، وهذا امر له دلالات كثيرة جداً يصعب الان تحديدها خصوصاً وان قيادة الحزب بشخص امينه العام لم تصدر اي موقف عسكري واضح فيما خص دخولها المباشر بعملية طوفان الاقصى وان بدت سياق الاحداث جنوباً بين الحزب وحماس والجهاد وبالداخل الفلسطيني تشي بدور او تدخل ما للحزب بعملية الطوفان ..
بالمقابل لم يؤكد او ينفي اي قيادي بالحزب ما ورد بالاعلام عن رسالة للحزب ووجهها عبر وسطاء فرنسيين ومصريين بانه سيقوم بدخول المعركة بشكل مباشر مع العدو في حال اقدم على اجتياح بري لغزة ، وهذا الامر ترك تساؤلات مبهمة وصلت اصدائها الى البنتاغون الذي اعلن رسمياً انه سيتدخل بشكل مباشر عسكريا الى جانب اسرائيل في حال فتح الحزب حرباً من الشمال على اسرائيل محذراً اياه من مغبة الاقدام على مثل هذه الخطوة..
وعليه حتى الساعة اجاد الحزب بحنكة ودقة سياسية وعسكرية عالية اظهار دوره العسكري والسياسي بعملية طوفان الاقصى مفتوح على كل الخيارات التي يقررها هو ، لا تلك التي يحاول العدو جره اليها او تلك التي يستخدمها الامريكي من خلال الاستدراج والاستكشاف لمعرفة موقف ودور الحزب بالمعركة بشكل مبكر ..
حتى ان الحيرة حول موقف ودور الحزب بالمعركة وصل وامتد بشكل واسع في لبنان بين خصوم واصدقاء وحتى حلفاء الحزب ، الذي يستطيع حتى الان بأن يظهر نفسه في صميم طوفان الاقصى ،
وكذلك انه لا يزال يمارس دوره المقاوم بحماية حدود لبنان من العدو وفق خطوط النار والاشتباك المتعارف عليها منذ ١٧ عاماً ..
الكاتب:
عباس المعلم /كاتب سياسي
