آخرها “إيان” المدمر.. ما سبب إنتشار الأعاصير في أميركا؟
ويُعدّ “إيان” أقوى إعصار يصل إلى اليابسة في فلوريدا منذ أن دمر إعصار “مايكل” الولاية في عام 2018.
ووصل نحو 14 إعصارا من الفئة الرابعة والخامسة الأشد قسوة إلى فلوريدا منذ عام 1851، بحسب البيانات المتاحة من قبل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة.
ووفقا للباحث في جامعة ولاية كولورادو، فيليب كلوتزباخ، فإن 4 أعاصير فقط مسجلة وصلت إلى اليابسة في الولايات المتحدة مع رياح تجاوزت سرعتها 155 ميلا في الساعة (249 كيلو متر في الساعة).
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية من أضرار كارثية جرّاء الإعصار “إيان” ومن عواصف تهدد الحياة وفيضانات كارثية، إن تسبب مزيج من العواصف والمد والجزر إلى غمر المناطق الجافة بالقرب من الساحل عن طريق ارتفاع المياه التي تتحرك إلى الداخل من الخط الساحلي، ويمكن أن تصل المياه إلى 12 إلى 16 قدما في المناطق الأكثر تضررا.
وتوقعت الأمم المتحدة، حدوث فيضانات كارثية عبر أجزاء من وسط فلوريدا مع حدوث فيضانات كبيرة في شمال الولاية وجنوب شرق جورجيا وساحل كارولينا الجنوبية.
كما حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن “إيان” يشكل تهديدا استثنائيا بسبب حجمه وقوته، وحدوثه في منطقة منخفضة مكتظة بالسكان.
لماذا تكثر الأعاصير في أميركا؟
لا يمر عام إلا وتتعرض فيه الولايات المتحدة لأعاصير عدة تختلف في قوتها بين المتوسطة والمدمرة.
ووفق موقع “ذا هيل” الإخباري الأميركي، فإن الولايات المتحدة تحتفظ بالمرتبة الأولى لأكبر عدد من الأعاصير من أي بلد آخر في العالم، خاصة مع ما شهدته خلال السنوات الماضية من أعاصير قاتلة.
وقال المختبر الوطني للعواصف بالولايات المتحدة إن حوالي 1200 إعصار يضرب الولايات المتحدة كل عام، بينما أبلغت دول أخرى مثل نيوزيلندا عن 20 إعصارا فقط، لتظل الولايات المتحدة في الأكثر تعرضا للأعاصير مع وجود المناطق الأكثر خطورة بشكل تقليدي في جبال روكي والسهول الكبرى والغرب الأوسط والجنوب.
ووجد تحليل أجرته صحيفة “واشنطن بوست” أن الأعاصير تميل إلى التكون حيث يتصادم الهواء البارد والجاف مع الهواء الدافئ الرطب، غالبا فوق خطوط العرض الوسطى، حيث توجد كمية كبيرة من الولايات الـ 48 السفلية في منتصف منطقة الإعصار.
وتهيىء المياه الدافئة لخليج المكسيك، والهواء الجاف متوسط المستوى القادم من جبال روكي مع الهواء البارد القادم من النصف الشمالي من البلاد، الظروف المثالية لخلق إعصار.
ويعتبر مختبر العواصف أن تلك الأعاصير تكلف البلاد ملايين الدولارات أو يزيد من الأضرار في الممتلكات سنويا، فضلا عن خسائر كبيرة في الأرواح.
هل التغيرات المناخية مسؤولة عن الأعاصير؟
يرى مستشار برنامج المناخ العالمي مجدي علام، أن هذه ليست المرة التي يحدث فيها إعصار بالولايات المتحدة هذا العام، والملاحظ أن هناك “عنف شديد” لحجم ظواهر المناخ الموجودة في أميركا الشمالية أكثر من الجنوبية.
ويقول علام إنه “بالطبع فالتغيرات المناخية هي السبب الأول لتلك الظواهر العنيفة، ارتباطا بما تسببت فيه الدول الصناعية الكبرى من ملوثات كبيرة، وعدم التزامها باتفاقيات المناخ وخفض الانبعاثات وتركت مصانعها وسياراتها ومحطات وقودها كما هي دون خفض، وبالتالي ارتفعت نسب التلوث وتضررت بيئيا”.
وبيّنت دراسات أنه لكل احترار بدرجة مئوية إضافية، يزيد احتمال تكوّن ظروف مواتية للظواهر المناخية القصوى من بينها الأعاصير بنسبة تراوح بين 14 و25 بالمئة بالولايات المتحدة.
وعن فرص توقع حدوث الأعاصير، يوضح علام أنه “لا يستطيع أحد التنبؤ بكوارث المناخ المقبلة، وحجم الأضرار التي تخلفها وآثارها على العالم كله”.