سورية والمقاومة… صفحات من الانتصار المستمرّ
حسين مرتضى-البناء
أربعون ﻋﺎﻣﺎً مضت سريعاً، أعوام ﻟﻦ ﺗﻤﺤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ أبداً، فلا تزال حتى الآن انتصارات المقاومة راسخة ولا تزال آثار الانتصار ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ.
إنّ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ المقاومة في لبنان بمختلف المواجهات أسّس ﻟﻜﻞّ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍلحالية.
لقد حققت ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ إنجازات مهمة ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍلصهيوني.
ولأنّ الانتصار هو حصيلة جهد وتخطيط وتحالف استراتيجي لا بدّ لنا من الحديث حول ﻛﻴﻒ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ المقاومة ﻓﻲ ﻣﻬﺪﻫﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃﺕ ﻭﺃﻳﻦ ﻭﻣَﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ.
للتاريخ نقول بأنّ القائد ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺣﺎﻓﻆ الأسد ﻛﺎنت ﻟﻪ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ. وبالفعل تحققت ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﺪﻋﻢ سورية، وتتالت الانتصارات في تموز ليأتي بعدها انتصار التحرير الثاني.
من خلال ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﺨﻄﺎﺏ سماحة ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮﺍﻟﻠﻪ تعود بنا الذاكرة ﺇﻟﻰ ﺍلاﻧﻄﻼﻗﺔ ﺍلأﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ في ﻋﺎﻡ 1982، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ طلاﺋﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻬﺮﻣﻞ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢّ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﻴﻦ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻷﻫﻢّ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻌﺪّ ﻭﺗﺆﻫﻞ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻧﻮﻋﻴﺔ، ﻭاﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻫﻢ ّﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﻴﻦ، ﺃﻱّ «ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍلأﻭﻟﻰ»، ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ منطقة ﺍﻟﺰﺑﺪﺍﻧﻲ ﺑﺮﻳﻒ ﺩﻣﺸﻖ، وﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻓﻲ سورية، ﺣﺘﻰ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺪﺭّﺑﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﺰﺑﺪﺍﻧﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪاً ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﻗﻮﺳﺎﻳﺎ وﺍﻟﺘﻲ لا تزال شاهدة على انتصار المقاومة ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
كما لا ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍلإﺷﺎﺭﺓ، إلى ﺃﻥّ ﺍﻟﺠﻴﺶ العربي ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺿﺒﺎﻃﻪ ﻫﻢ كذلك ساهموا وﺩﺭّﺑﻮﺍ ﻧﻮﺍﺓ المقاومة ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ العلاقة ﺍلاﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻴﻨﺔ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ، ﺑﻴﻦ سورية ﻭإﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ، ﻭﻫﺬﻩ العلاﻗﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﻋﺎﻡ 2011، ﻭﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﺰﺑﺪﺍﻧﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1984.
ﻓﻲ 1984 ﺃﻋﻠﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ انطلاق ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻟﻜﻦ لا ﺃﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻮﺍﻗﻌﻪ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﺗﺪﺭﻳﺒﻪ، ﻭﻣَﻦ ﻫﻮ ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻘﻞ السلاح ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ.
لقد قدمت القيادة السورية في زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد الدعم الكامل للمقاومة ليستمرّ الدعم في عهد الرئيس بشار الأسد وبالتي ترسخت قوة محور المقاومة وتحوّلت إلى تحالف استراتيجي متكامل.
لم يقتصر الدعم السوري على الناحية العسكرية فقط بل امتدت إلى دعم سياسي ليصبح محور المقاومة قوة سياسية وعسكرية قادرة على مواجهة دول التآمر لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة مع الحفاظ على الثوابت الراسخة وتحديداً دعم القضية الفلسطينية.
ومع بداية العدوان على سورية كانت المقاومة حاضرة للوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من دول التآمر.
لقد شهدت مختلف ساحات القتال في سورية تلاحماً بين المقاومة والجيش العربي السوري، وما يزال مشهد رفع العلم السوري وراية المقاومة والعلم اللبناني على جرود عرسال حاضراً.